توقفنا في الحلقة السابقة وقلنا ان الشوري اصل من اصول ديننا الحنيف لابد ان نمارسها مخافة لله سبحانه وتعالي ولا نمارسها من اجل مصلحة مادية او وعود بوظائف سياسية وهذه تندرج تحت طائلة الرشوة ، وتحدثنا في هذه المساحة عن الرشوة وعرفناها سابقاً. جنوب كردفان ولاية مُّضطربة بطبيعتها شهدت حروب منذ 1983 حتي اليوم ومازالت تدور رحاها، هذه الحروب خلفت اوضاع ماساوية وشردت الاف من السكان الذين كانوا يمارسون الزراعة والرعي وسط الوديان والجبال وقدمت عدد من الشهداء. تشهد الولاية وكسائر ولايات السودان حراكاً شديداً وسط عضوية المؤتمر الوطني بغية ممارسة الشوري حقها في اختيار سبعة مرشحين ليتم تقديمهم الي المؤتمر العام الذي سوف ينعقد يوم 12 من شهر سبتمبر بحاضرة الولاية كادقلي . تتكون الولاية من عدد من المحليات حيث تأتلف المحليات الغربية من الولاية وتتكتل احياناً مع بعض مثل كادقي الكبري والدلنج الكبري وتنشئ تحالفاً في مواجهة المحليات الشرقية من الولاية والتي تتألف من تالودي الكبري وابوجبيهة الكبري ورشاد الكبري . هذا الواقع ليس في حزب المؤتمر الوطني فحسب لكنه ربما بنسب متفاوتة في باقي الاحزاب الاخري ، وهذا مرجعيته التكوين الجغرافي والطبوغرافي وخارطة توزيع السكان وطبيعة العلاقات الممتدة والمتداخلة بين سكان الولاية في محليات تالودي الكبري ، تم ترشيح العقيد المقبول الفاضل هجام ليمثل تالودي الكبري في منافسة والي الولاية الحالية الذي ينحدر من منطقة مرنج ريفي كالوقي ، وهذه المنافسة قديمة بين تالودي وكالوقي ، خاصة ان الوالي الحالي قاد تعبئة وسط المواطنين واسس محلية كالوقي ( قدير) والتي جاء ليتم تعيينه معتمداً لها كاول معتمد وفي اول وظيفة له في السلك الدستوري علماً انه تقلد نائب رئيس المؤتمر الوطني في عهد الدكتور عيسي بشري . ربما يتم تقاسم اصوات اعضاء الشوري في تالودي الكبري بين المقبول الفاضل والوالي المهندس ادم الفكي ، وبعض القراءات تشير انه ربما يحصد اصوات اعضاء الشوري العقيد المقبول الفاضل الذي يجد قبول وتمييذ وسط مواطني تالودي وذلك لمواقفه وثباته عندما كانت الحركة الشعبية تهاجم تالودي بضراوة ، والرجل له مواقف كثيرة وعديدة ومن ميزاته التواضع. في محلية ابوجبيهة الكبري ( ابوجبيهة ، الترتر) والتي كانت تشكل وحدة تنظيمية واحدة بالمؤتمر الوطني ، والتي لم تشهد اي خلافات تنظيمية بل كان السيد نواي علي احمد نائب رئيس المؤتمر الوطني في ابوجبيهة (رد الله غربته ) هو القاسم المشترك لاهل ابوجبيهة والترتر ، حتي اصبحت الترتر محلية ( التضامن) ، علي فكرة السودان للاسف به محليتان يحملان نفس الاسم ، التضامن في ولاية النيل الازرق ، التضامن في جنوب كردفان . محلية ابوجبيهة ومحلية الترتر داعمة بشكل كبير الي المرشح سلمان سليمان الصافي وهذا مرجعيته ، بالرغم انه من محلية القوز الا انه اي سلمان سليمان الصافي قد عمل في محلية ابوجبيهة في وظيفة مدير تنفيذي بمنطقة رشاد ابان حكم عبدالله الفضل ، وله علاقات ممتدة مع هذه المجموعات السكانية عطفاً علي مواقفه المشهودة له بمنطقة ابوجبيهة . عندما هاجم التمرد خريف عام 1986 قري وفراقين اولاد حميد حمل سلاحه وقتذاك الخرتوش وكان ضمن الفازعين لنصرة اهله وهو يرتدي الكاكي الرمادي زي الظباط الاداريين ، هذه المواقف ظلت عالقة في ذاكرة التاريخ ومضرب للمثل . محلية رشاد الكبري وهي تمثل محلية العباسية تقلي ومحلية رشاد وهي تتمتع بشخصيات قيادية مميذة في الخلق والقيادة الرشيدة والتدين ولكن حظوظ معظم هذه القيادات ضئيل مقارنة بحجم السكان ، حيث برزت فرص ليست بالكبيرة وتقلد اسماعيل يحي وظيفة المعتمد في عدد من المحليات ومولانا الشريف ونايل احمد ادم والملا محمد عمر الذي كان معتمداً لابوجبيهة ، وهناك قيادات مميزة في الخرطوم في محلية البقعة خاصة اسماعيل محمد احمد والعقيد فتحي عربي ، ربما تدفع هذه المنطقة بمرشح وربما تقيم تحالفات مع باقي محليات المنطقة الشرقية . منطقة القوز وهي تتضامن مع ابوجبيهة الكبري وهي تشكل اكثر من نصف اعضاء المؤتمر العام ، حيث صعدت ابوجبيهة 125 عضو والترتر 100 عضو والقوز 135 ، هذه الكفة ربما ترجح لصالح سلمان سليمان الصافي الوالي الاسبق لغرب كردفان ، علماً ان معظم اعضاء الشوري في القوز ابدوا رغبتهم في الدفع به وهو يعتبر الاوفر حظاً من بين المرشحين ، ربما يدعمه نائب رئيس المؤتمر الوطني علي دقاش نسبة لما يتعرض اليه من ضغوض شديدة من اهله بالقوز. نواصل في الحلقة القادمة انشاء الله