في اطار البرنامج الاصلاحي للخدمة المدنية الذي تنفذه وزارة تنمية الموارد البشرية والعمل ، ومن خلال ورش العمل المحورية للاصلاح الاداري للخدمة المدنية نستعرض جانباً من ورقة العمل التي تتحدث عن دور العمل في تحقيق الرضا الوظيفي وتطوير الاداء المؤسسي ، التي قدّمها الاستاذ التوم سيد أحمد البطري ، الثلاثاء 26/8/2014م بمبنى الوزارة ، حيث ان هدف الورقة هو خلق بيئة عمل صحية وجاذبة من شأنها توفير احساس المرح والسعادة والراحة للموظفين وتدفع برغباتهم الصادقه في العمل بجد واخلاص وتسخير كل كفاءتهم للرقي بالمؤسسة لتحقيق اهدافها ورسالتها بأكمل وجه مما ينعكس ايجاباً على المصلحة العامة ولاحداث تطور إداري منظور، اشتملت الورقة على عدة محاور وهي محور معايير بيئة العمل والعوامل المعينة على الابداع ومحور واقع بيئة العمل السودانية واثرها على اجهزة الخدمة المدنية ، ومحور دور القيادة المبدعة والقيم والمباديء الداعمة في بيئة عمل جاذبة النتائج والتوصيات ، وقد عرفت البيئة بأنها مجموعة من القوى والعوامل والظروف الخارجية التي تؤثر بدرجة ما على الاستراتيجيات والقرارات والاجراءات التي يتخذها التنظيم ، وتحدثت الورقة أولاً عن الرضا الوظيفي كمعيار رئيسي لبيئة عمل جاذبة، وقد جاء تعريف الرضا الوظيفي بأنه جملة من المشاعر والاحاسيس الوجدانية الايجابية تشمل السعادة والقبول والاستماع التي يشعر بها الموظف تجاه نفسه ووظيفته والمؤسسة التي يعمل بها ، ثانياً الدوافع واثرها على بيئة العمل وهي أهم خطوة في تفسير السلوك والاتجاه النفسي للفرد ، ثالثاً يعتبر التحفيز اهم مقومات بيئة العمل الجاذبة علماً بأن هنالك العديد من النظريات في التحفيز أهمها نظرية الاحتياجات المتسلسلة الهرمية لماسلو، ونظرية أي آر جي ونظرية العاملين لهيرزبرج ، ورابعاً بيئة عمل آمنة حيث تعتبر بيئة العمل مصدراً للعديد من المخاطر منها الفيزيائية والكيميائية والميكانيكية والبيولوجية والنفسية والاجتماعية، والتي عندما تتجاوز الحدود الآمنة تشكل تأثيراً بدنياً ونفسياً يكون سبباً للاصابة المهنية واصابات العمل ، خامساً أن بيئه العمل تحقق الانتماء والولاء حيث أن هنالك العديد من الاعمال والافعال التي يمكن القيام بها داخل وخارج المنظمة للقيام بزرع وتنمية الولاء التنظيمي لدى العاملين والتي من أهمها ، ديمقراطية الادارة والادارة بالحب والمرح والادارة بالتجوال وبالمكاشفة والتمكين والتعويض ، كما تناولت الورقة واقع بيئة العمل في الخدمة المدنية السودانية وأثره على أداء أجهزة الخدمة المدنية وكذلك دور القيادة المبدعة والقيم والمباديء الداعمة في بيئة عمل جاذبة ، ولجعل بيئة العمل الخاصة بمؤسساتنا ايجابية وممتعة ونظيفة ومشرقة وجذابة يسودها الشعور بالاخلاص والتعاون والعمل الجماعي بين الموظفين، كما أن هنالك صفات لابد ان يتصف بها القائد المبدع منها التخطيط والتنظيم واتخاذ القرار والذكاء الاجتماعي وامتلاك رؤيه ثاقبة والتحفيز والثقافة فالثقة بالنفس والالتزام بالخطط والالتزام الخلقي والذكاء العقلي ، النظريات الغربية أغفلت حاجة من الحاجات الأساسية للإنسان المؤمن بالله وهي الحاجة ليرضي ربه . فالمسلم يعتبر إرضاء ربه في مرتبة أعلى من الحاجات الأساسية نفسها وإن كان هذا يختلف من شخص لشخص حسب التزامه بدينه.. ولكن هذا الاختلاف حادث في كل الاحتياجات الأخرى العمل مع تأدية فروض الدين أو الالتزام بمبادئه مثل الموظف الذي يعمل في مؤسسة تحاول خداع العملاء. فالاحتياجات الدينية لا يمكن إغفالها في مجتمع متدين. من الحقائق التي تتفق عليها هذه النظريات أن المال ليس هو المحفز الوحيد وأن المال وحده لا يكفي فالمال يلبي الاحتياجات الأساسية أو الفسيولوجية فقط ولكن الإنسان له احتياجات اجتماعية واحتياجات الاحترام فهو يريد أن يشعر أنه يقوم بعمل له قيمته وأن أمامه في عمله تحديات يحاول التغلب عليها وأن هناك من يقدره. فالمال ليس هو المحفز الخارق . الإنسان يسعى لأن يعامل كإنسان فهو يريد البقاء ويريد أن يحيا كإنسان له احترامه وله فكره وله شخصيته وله أصدقاؤه وله نجاحاته وله تأثيره في العمل.