قادة الجبهة الإسلامية المزعومة والمنخرطين الآن بداخل المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي وكلاهما عُملة سياسية واحدة نسوا وتناسوا ما قاله زعيمهم شيخ حسن الترابي عندما كان يشارك في السلطة المايوية الدكتاتور المايوي، وقف الترابي في إحدى المناسبات، وقال بالحرف الواحد «جعفر نميري هو إمام القرن الهجري» لكن النميري رفض هذا القول، وقال «لا إمامة في السودان بعد اليوم». هكذا كان ما يسمى بالإسلاميين يتعاونون مع الأنظمة الدكتاتورية لأجل مصالحهم وتحقيق أهدافهم المريبة فقبل ايام مضت خرج أحدهم ليعلن عبر الصحف السيارة بقوله «إننا لن نفكك مسامير الإنقاذ للعلمانيين وأخوان الشيطان» عادت هذه اللغة الشمولية مرة أخرى إلى الساحة السياسية بعد توقف دام عدة أشهر فعاد صاحبها مرة ثانية يخاطب الخصم السياسي بهذه اللغة الدخيلة على آلمجتمع السوداني، وهذه المرة صاحب هذه اللغة راح يعزف على أوتار العلمانيين واخوان الشيطان، فالخصم السياسي يخاطبونه بهذه اللغة وينعتوه بهذه الصفات ، فإما علماني وإما شيطاني، وإما يساري أو شيوعي أو طابور خامس أو عميل، والذي يخالفهم في الرأي يُعتبر في نظرهم ينتمي لهذه الشرائح التي ذكرتها فالذي معهم هو بمثابة وطني غيور إسلامي، والذي ضدهم يُعتبر خائناً أبداً ألا يحترمون شرف الخصومة السياسية ولا يعيرنها ولا يعطونها أي إعتبار هكذا.. تعودنا منهم ذلك منذ أن كانوا يسمون أنفسهم «أخوان مسلمين» ثم جبهة ميثاق إسلامي بعد ثورة اكتوبر ثم الجبهة الإسلامية القومية بعد ثورة ابريل 5891م مُسميات لا معنى لها وكل هذه المسميات كانت ولا زالت طنيناً يستمع إليه الجميع لا فائدة منه كما ظلت شعاراتهم الفضفاضة التي رفعوها لا زال بعضها يحتم على الصدور أشهد الله أن هذه الجماعات ألبست الشعب السوداني المزيد من ملابس المتاعب والفواجع والمواجع.. والمشاكل والهموم والديون فأذاقوا الناس المزيد من الأحزان مع مطلع كل صباح جديد وبعد كل ذلك يدعون انهم أقوى حزب في العالم من ناحية التنظيم، ولكن في واقع الأمر وحقيقة الحال أن المؤتمر الوطني لا شعبية له ولا قواعد عريضة له، فراح بعضهم يزيف التاريخ والتزييف هو في حد ذاته نوع من الاحتيال الفكري والاحتيال السياسي، فلا هم عقدوا مؤتمر الاسلاميين عام 4591م كما إدعوا ولا هم شاركوا في الحركة الوطنية إبان عهد الاستعمار، ولم يكن لهم وجوداً في الساحة السياسية وقتها فكان ابطال الساحة مؤتمر الخريجين وحزب الأشقاء «الاتحاديون» وحزب الامة والجبهة المعادية للاستعمار «الشيوعيون» هؤلاء هم كانوا يمثلون طليعة القتال الوطني ضد الاستعمار حتى نالت البلاد استقلالها أن نظام الانقاذ عبارة عن شجرة جافة الجذور لم يجنِ منها الشعب السوداني غير ثمار الحنظل وما يتجشمه السواد الأعظم من أبناء الشعب السوداني من مشقة وعناء الآن هو خير الدليل على أن الشعب السوداني لم يجنِ من شجرة الانقاذ غير ثمار الحنظل والمتاعب الجمة فأرهقوا الناس اقتصادياً واجتماعياً، وأدخلوا البلاد في العديد من انفاق الأزمات السياسية والاقتصادية وفشلوا في اخراج الوطن من بوتقة واتفاق هذه الأزمات الحاثمة الآن على صدور الجماهير فأمطروا الناس بالمزيد من شعاراتهم الخاوية من كل معني وظنوا انهم بهذه الشعارات البلهاء سيكسبون عطف وود الناس هذه الشعارات قابلتها الجماهير بالسخرية والإستهزاء والرفض التام لها وظنوا انهم باستطاعتهم عندما مارسوا سياسة التمكين ظنوا انهم باستطاعتهم منع الشمس من أن تقبل الارض عند الشروق في الصباح الباكر وظنوا انهم كذلك يستطيعون منع الشمس في أن تقبل الارض عند الغروب، لكن خاب ظنهم فهم واهمون أغرتهم السلطة والثروة معاً وظنوا أن الارض والدنيا كلها آلت إليهم وانهم قادرون عليها فإذا بهم يصطدمون بالواقع المرير والحزن الدفين الذي أصابوا به الشعب السوداني والرفض المتواصل لنظام الانقاذ للشمولية عامة، لأن هذه النظام أدخل البلاد والعباد في مأزق سياسي واقتصادي.. انهارت البلاد اقتصادياً وسياسياً وحتى هذه اللحظة فشل النظام الحاكم في إخراج البلاد والعباد من عتق هذه الأزمات المتتالية فأصبح الوطن يدور في فلك العديد من الأزمات المتلاحقة مما دفع الكثير من أبناء الشعب السوداني يطرق أبواب الهجرة إلى الخارج فخرج الآلاف في الآونه الأخيرة من البلاد، ولسان حالهم يردد سأظل سوداني رغم أنفي لكن وقف التنفيذ.. ولنا عودة إنشاء الله