كثرت ممارساتنا في الاجتماعات والمؤتمرات حتى الدورية منها وان نقفز دوماً، فوق الأشياء أو تكلفتها لننفذ سريعاً لممارسة الإجراءات الإنتخابية علماً بأن الإطلاع يتأتى على التقارير والأوراق المقدمة يوصلنا لما نربوا اليه من إجراءات ويجعلنا نحكم بعدالة على أصحاب التقارير خلال دورتهم، التي يجب أن لا نلخصها ونختصرها حتى نظلم والظلم ظلمات يوم القيامة وكثير ما ظلمنا إخوتنا بهذه الأحكام الجماعية العشوائية وبما فعله أصحاب الغايات الذاتية. لقد قدم الباشمهندس صديق محمد علي الشيخ نائب والي الخرطوم كتاب تقرير الأداء لحكومة الولاية للأعوام من 0102م الى منتصف عام 4102م، وبالرغم من طول زمان كان كتاب الأداء مطبوع في صورة بهية يجذبك نحو الإطلاع عليه ومن إناقته جاء في مئتين وستة عشر صفحة بمادة منظمة ودسمة غزيرة المعلومات والإحصاءات والرسوم البيانية المدعومة بالصور المثقولة وبما أن التقرير تراكمي لفترة ولاية كاملة للوزارات والمؤسسات والمحليات إلا سلاسته ودقة تناول موضوعاته ابانت الإنجازات والتحديات الكبرى التي واجهت السودان وتأثرت بها الولاية ثم أوضحت بجلاء الإنجازات والإعجازات التي تمت في كل المحاور وخاصة الأزمة الاقتصادية الصعبة التي خلفتها الأزمة الاقتصادية العالمية ومواكبتها مع ظروف انفصال الجنوب الذي ترك آثار سالبة أهمها ارتفاع التضخم ، فلم يترك التقرير شاردة ولا واردة إلا أحصاها وأبانها واورد انعكاساتها على الأداء استطاعت أمام كل هذا أن تصمد الولاية أمام كل العواطف والتحديات من هجرات سالبة الى ظروف الطبيعة والتغيير المناخي الذي أفرز السيول وإخطار تهديدات الفيضان الذي لازال حتى في أكتوبر من السنة. لقد اتخذ التقرير طريق المنهجية والعلمية الإستراتيجية فقدم الكتاب ثلاثة فصول في عدة محاور وفي عدة مجالات تحدث فيها عن الإدارة والحكم والتنمية والاقتصاد والشؤون الاجتماعية وتصيبك الدهشة والإنبهار بأنك أمام ولاية بحجم دولة لكثافة الأشياء من مستشفيات ومراكز صحية وأُخرى مهنية ومدارس بكل أنواعها واحتياجاتها ومعالجة الأحوال الاجتماعية بشتى ضروب الطرق من تأمين صحي وتخفيف ابعاد المعيشة دخول الأرامل والأيتام والفقراء من صغار العمال والموظفين تحت مظلات اجتماعية اقتصادية لا حصر لها تحت أسماء تتوه قارئها وفي الرياضة والثقافة ومراكزها وملاعبها وحدائقها حدث ولا حرج. هذا الكتاب يبرز أداء بشكل عام ولكنه بصورة خاصة جديدة بالإهتمام، ان تحتسب حركات وانجازات ربان السفينة وقائدها لا تحصى ولا تعد، وحركة الرجل ماكوكية داخلياً وخارجياً. لا يتخطاها إلا حاقد أو جاهل أو حسود أو صاحب أغراض ذاتية. وأعجبني في التقرير الطموحات الإستراتيجية المستقبلية وطرق العلاج التي تحتاج الى كيّ. ووقت كافي، وأن الولاية قد كسبت خبرات تراكمية في التعامل والتصدي لحلحلة القضايا الشايكة وانتظروا في الشهر القادم قطار الشوق الذي يرحل ويودينا الى ناس حنان أهلها لقد قاد الأخ د.الخضر السفينة وعبر بها «57%» من قضايا الولاية والبقية في أطوار الدراسات دائماً التخطيط الإستراتيجي يحكمه المدة الزمنية «ليتكم توفرون له الزمن حتى لايجينا والي آخر ويبدأ من جديد». وجلسة التقرير هذه رئيسها الأخ د. عبدالرحمن الخضر الذي مطى الوقت للنقاش فأتاح فرص كافية، أوصلت المؤتمر الإجازة التقرير بالاجماع وجعلت الوالي على قائمة المرشحين لولاية أخرى. ليس كل ما يتمناه المرء يجده كنت أتوق من الأخوة في إعلام المؤتمر الوطني والإعلام الحرّ أن يناول هذا التقرير بإسهاب يبين لشعب الولاية ايجابياته وسلبياته ولو كان الأمر يبدي لملكت كل أفراد جماهير الولاية نسخة من كتاب التقرير حتى يتمكنوا من الإطلاع على أداء حكومة الولاية بقيادة د. الخضر ممثلاً للمؤتمر الوطني والرجل واقف كالعود والجبل الأصم يواجه الحجة بالحجة ولكنه يعف عن أصحاب الفرص والهوى والأجندة الشخصية والذي قال عنهم أمامي وشيخ الشافعي: يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون مجيباً يزيد سفاهة فأزيد حلماً كعود زاده الإحراق طيباً فإن كلمته فرجت عنه وإن خليته كمداً يموتا وقال أيضاً : الصمت عن جاهل أو أحمق شرف وفيه أيضاً لصون العرض إصلاح أما ترى الأسد تحسى وهي صامتة والكلب يحسى وهو نباح وقال: فما ضر بحر الفرات يوماً إن خاص بعض الكلاب فيه وقال: تقلبت في دهري رخاء وشدة وناديت في الأحياء هل من مساعد؟ فلم أر فيما أسأني غير شامت ولم أر فيما سرني غير حاسد وقال ما كنت أرضى من زماني بما ترى ولكني راضي بما حكم الدهر فإن كانت الأيام خانت عهودها فأني بها راض ولكنها قهر وقال من رآني بعين نقص رأيته بالتي رأني ومن رأني بعين تم رأيته كامل المعاني وأني سعيد أيما سعادة لوقوف الحزب مع الوالي حتى مكنوه من الثبات والصمود في وجه الحملات الجائرة وأهلنا يقولون كلها كانت طنين ذبابة في أضان تور. إن الله هو المالك يعطي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء وهو على كل شىء قدير. وأهلنا يقولون إن جئت راجل وفارسها وإن ما جئت أرجل، لقد لقد منحتك الخرطوم شرف قيادتها ولازالت يملؤها الأمل في المواصلة والذين يقولون بدأت أكسر الثلج أرجعهم الى كل مقالاتي عن الحكم المحلي والولائي ووالي الخرطوم، كله كان نقداً وحقائق هدفت منها الإختلاف في الوسائل ووجهات النظر لا يفسد للود قضية. والذي جعلني أكثر من الحديث عن الوالي، وهو شموخه وكبريائه وضكرنته التي جعلته في الجلسة الإجرائية في مؤتمر الولاية يجلس جواري لاربع ساعات في نقاش عام لم يومي فيه لكلية المحلية الخرطوم الذي يجلس بين اعضائها لا أحد أن يصوت له في حين برزت في المؤتمر اتجاهات بعضها جهوي عديل يصل حد التعنصر وبعضها يخوفونا بأنه مسنود من الرئاسة وآخرين شغالين بيع زمم والحكاية تحتاج الى تحليلات ومحاربة لهذه الإتجاهات الممتنة لايقافها عند حدها لأن الخرطوم العاصمة القومية لا تريد أن تكون عنصر ضغط على المركز وعلى المركز أن يولي هذا الأمر عنايته الفائقة حتى لو تتغير الوسائل التي تختار لها الولاة ونرجع لقانون 8991م الذي يجعل الولاة يعينون من رئاسة الجمهورية التي انتخبها الشعب وفوضها وما الولاة إلا تنفيذيون يتبعون للجهاز التنفيذي الرئاسي. على العموم الله يكضب الشينة صدق الشاعر الذي قال : إني رأيت وقوف الماء يفسده إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب ولي عودة