وضعت مياه نهر عطبرة وحدة سيدون الإدارية بولاية نهر النيل تحت حصار خانق وعزلة تامة وزادت من سوء الأوضاع التي ظلت تشهدها المنطقة منذ دخول فصل الخريف الحالي، وغمرت المياه حوالي مائة وخمسين ألف فدان زراعي. وأطلق مواطنو المنطقة مناشدات للسلطات الرسمية وغرفة الدفاع المدني في الولاية من أجل التدخل السريع وتدارك الأوضاع قبل أن تنتهي إلى منعطف كارثي. وكبد الفيضان المزارعين خسائر مالية فادحة، فضلاً عن تسببه في سقوط عشرات المنازل بالضفتين الشرقية والغربية للنهر قبالة سيدون. وتتكرر معاناة الأهالي في المنطقة سنوياً كلما ارتفعت مياه النهر التي غالباً ما تتسلل عبر وادي الحلقي. وقال مراسل الشروق في الولاية عصام الحكيم إن المياه أصابت الحركة الطبيعية بالشلل التام، مؤكداً أن الخارج أو الداخل إلى سيدون لن تتوافر أمامه غير استغلال مراكب صغيرة لمسافة تزيد عن كيلو متر. نقص الخدمات وأشار إلى أن العزلة أدت إلى رفع أسعار السلع الاستهلاكية بصورة خيالية، وقال إن المستشفى الوحيد يعاني من نقص في الخدمات والكوادر، مضيفاً أن السلطات المحلية لا تزال تسجل حضوراً تاماً. وكانت السلطات المحلية في الولاية أعلنت عن اتخاذ جملة من التدابير لتوفيق أوضاع المقيمين بالقرى المحاصرة بالمياه في سيدون ومدهم بالامدادات الغذائية والدوائية لتلافي أي أوضاع صحية محتملة. ووجهت غرفة عمليات الدفاع المدني بالولاية نداءات للقاطنين في المئات من القرى والجزر بضفتي نهر عطبرة والنيل بتوخي الحيطة والحذر واتخاذ التدابير للحفاظ على الأرواح والممتلكات. وحظرت المحليات عمل اللنشات والمراكب التقليدية بعد الإعلان التحذيري لإدارة الخزانات بوزارة الري، التي أكدت ضخ ما يصل إلى 400 مليون متر مكعب من خزان خشم القربة مما يؤدي إلى ارتفاع مناسيب النهر. وكانت وزارة الرى والموارد المائية أعلنت يوم الخميس أن البيانات الواردة من المحطات الرئيسة للنيل تشير إلى أن المناسيب ستشهد ارتفاعاً طفيفاً في جميع الأحباس طوال الأيام المقبلة.