بدأت أسرة الشاعر علي إبراهيم عكير، الذي أثرى ساحة الفن السوداني وأخذ عنه الثنائي ميرغني المأمون وأحمد حسن جمعة معظم أغانيهما الحماسية، مساعي لجمع وتوثيق تراثه الأدبي والشعبي المنشور وغير المنشور، خشية أن يطاله الاهتراء والفقدان. ومنح مجلس البحوث والنشر بوزارة الإعلام بولاية نهر النيل، التي ينتمي لها الشاعر، الضوء الأخضر لجمع تراثه الأدبي في أولويات خطته الرامية للتوثيق لشعراء الولاية وتجميع بياناتهم. وقال ابن الشاعر سيف الدولة علي إبراهيم عكير للشروق، إن والده يمتلك أكثرمن ستة دواوين مكتوبة بخط اليد، وإنه سيعمد على تجميعها وطباعتها ومن ثم نشرها. وأبدى تخوفاً من أن يطال الاهتراء والفقدان دواوين والده المكتوبة، مؤكداً أنها تحوي درراً وأحكاماً يجب أن تطلع عليها الأجيال القادمة. خسارة كبيرة وأكد سيف الدولة أن إهمالها أو محوها سيكون خسارة كبيرة وتقصيراً في حق الرجل الذي سجل مواقف تاريخية معروفة ومشهودة ومحفورة على جنبات مدينة الدامر التي ترعرع فيها. وأعلن مجلس البحوث في وزارة الإعلام عن خطة موسعة لتجميع أدب شعراء الدامر والتوثيق لهم. وقال رئيس المجلس وهبي مفتاح، ستنطلق حملة كبرى خلال الأيام القادمة تستهدف سيرة ومواقف وتاريخ شعراء الدامر، وإن الحملة تستهدف أيضاً دار الوثائق بالخرطوم لإعداد بيانات عن سيرة هولاء الشعراء العظام. وأكد أن من أوائل الشعراء الذين سيتم تجميع ملفاتهم هو الشاعر إبراهيم العكير الذي أثرى الساحة الفنية في السودان، وتغنى له بأغاني الحماسة الثنائي ميرغني المأمون وأحمد حسن جمعة. أبٌ بجاوي ولد الشاعر علي إبراهيم عكير- أو "أوكير" كما ينطقها البجة- في مدينة الدامر عام 1906، حيث يتحلّق أبناء جعل حول نار المجاذيب لتعلم القرآن، وينحدر عكير من أب بجاوي وأم جعلية. درس عكير الخلوة والكتاب بالدامر بين أهله الجعليين وتدرج في التعليم حتى دخل كلية غردون التذكارية وتخرج فيها، وعمل مترجماً، وتقلب في وظائف شتى كان آخرها منصب باشكاتب بالقيادة العسكرية بشندي. وأثرى عكير ساحة الفن السوداني وأخذ عنه الثنائي ميرغني المأمون وأحمد حسن جمعة معظم أغانيهما الحماسية، وتوفي رحمه الله في عام 1990. وعرف عن عكير حبه للصيد البري بما فيه الأرانب وصيد البحر بما فيه التماسيح. حبه للمهدية " عكير أصبح كتاباً من كتب التاريخ الفخمة وليس من السهولة إحصاء عدد صفحاته، وكل صفحة فيه تحكي عن تفرد خصاله تغلب عليه حب البادية والصيد والسياحة " وأرّخ عكير في الكثير من أشعاره لأنصاريته واشتهر الرجل بحبه للإمام المهدي ودفاعه المستميت لقبيلة العلية على الرغم من أنه كان يكره العنصرية ويرى فيها مخالفة صريحة للإسلام بقوله: "من زمن الصغر يحكولنا بي أخبارك إنّك ذو كمال مقدام عفيف ومبارك". وأصبح عكير كتاباً من كتب التاريخ الفخمة وليس من السهولة إحصاء عدد صفحاته، وكل صفحة فيه تحكي عن تفرد خصاله، تغلب عليه حب البادية والصيد والسياحة، كان يحب الجلوس على الأرض ومجلس (القهوة)، بدوي في طبعه ولكنه حضري في علمه. ويحتفظ عكير بجمال الروح، ما انعكس على شكله الخارجي في مسكنه وملبسه ومركبه، ويحب السمر في ضوء القمر يحب الهواء الطلق بين الماء والأشجار.