أدانت منظمات المجتمع المدني بجنوب السودان، المعارك الدائرة في أبيي واعتبرتها خرقاً لبروتوكول أبيي في اتفاقية السلام. وطالب ناشطون في مؤتمر صحفي بجوبا، قوات الأممالمتحدة "يونميس" بإعادة النظر في تفويضها لتقوم بدور الحماية والرقابة معاً. ودعا الناشطون إلى إنشاء منطقة عازلة بين الشمال والجنوب بأبيي تحت رقابة دولية. وقال رئيس منبر استفتاء أبيي شول دينق، إن منطقة أبيي تاريخياً هي جزء من الجنوب. واعتبر ما يحدث مخططاً يسعى من خلاله المؤتمر الوطني لإفشال التوصل لاتفاق حول المنطقة قبل إعلان دولة الجنوبالجديدة. من جانبه، نفى وزير الإعلام بحكومة جنوب السودان برنابا بنجامين وجود أي قوات للجيش الشعبي شمال منطقة أبيي لحماية دينكا نقوك. وقال بنجامين إن حماية المدنيين في أبيي مسؤولية الحكومة الاتحادية في الخرطوم، وأضاف أن التوترات الحادثة في أبيي ستؤثر على اتجاه تقوية العلاقة بين الدولتين في الشمال والجنوب عقب إعلان الدولة الجديدة في جنوب السودان. اجتماع مشترك دخل وزير الداخلية إبراهيم محمود حامد ومستشار الرئيس للشؤون الأمنية الفريق أول صلاح عبدالله قوش ووالي جنوب كردفان أحمد هارون والسفير الدرديري محمد أحمد، بجانب قيادات أمنية وعسكرية، اجتماعاً يوم الجمعة مع رئيس إدارة أبيي دينق أروب ونائبه رحمة عبدالرحمن النور. وضم الاجتماع وزير شؤون الجيش الشعبي نيال دينق نيال ووزير التعاون الإقليمي بحكومة الجنوب دينق ألور ونائب مدير جهاز الأمن بالجنوب واللواء كوال دينق. واستغرق الاجتماع زهاء الخمس ساعات برئاسة بعثة اليوناميد بأبيي، وذلك في إطار جهود احتواء الأحداث التي شهدتها المنطقة أخيراً وراح ضحيتها العشرات من الجانبين بين قتيل وجريح. وقال أحمد هارون إن الاجتماع أكد أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لحل مشكلة أبيي. وأبان هارون أن الطرفين أكدا خلال الاجتماع التزامهما بتسريع وتيرة العمل فيما يتصل بالحل السياسي للنزاع، وأضاف أن الاجتماع المشترك سينعقد مرة أخرى بكل عضويته بعد عشرة أيام بمنطقة أبيي من أجل متابعة إنفاذ القرارات. بلدة أشباح وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود يوم الجمعة أن بلدة أبيي باتت شبه فارغة بعدما فر منها عشرات الآلاف الخميس، إثر معارك دموية اندلعت في المنطقة المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه. وأكد قسم عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة، أنه سيتم إعادة نشر مئة جندي من بعثة الأممالمتحدة في السودان من مناطق أخرى إلى منطقة أبيي لتسيير دوريات. وقتل العشرات في معارك هذا الأسبوع في أبيي، المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، ويتبادل الجيش الشعبي لجنوب السودان والقوات المسلحة السودانية الاتهامات حول التورط في الأحداث، لكن من المؤكد أن قبيلة المسيرية تخوض المعارك ضد شرطة الجنوب المنتشرة في المنطقة، وهي مكونة من قبيلة الدينكا نقوك. واجتمع مجلس الأمن الدولي يوم الخميس لبحث الوضع، وأكد أعضاؤه ضرورة التوصل إلى اتفاق سياسي بشكل ملح حول مستقبل أبيي، داعين الطرفين المتنازعين إلى التعاون مع القوة الدولية لتسوية خلافاتهما.