دعا الرئيس عمر البشير الاتحاد الأفريقي والمنظمات والهيئات المختصة الإقليمية والدولية الى مراقبة الانتخابات المنتظر إجراؤها بالسودان خلال شهر أبريل المقبل، وذلك لضمان حريتها ونزاهتها، ووصف نتائج التعداد السكاني المثيرة للجدل بالدقيقة. وقال البشير خلال مخاطبته القمة الأفريقية أمس، في سرت الليبية، إن الحكومة السودانية بدأت فعلياً في وضع ترتيبات تضمن نزاهة الانتخابات المقبلة، وأكد أن التعداد السكاني كان شاملاً، ووصفه بأنه "الأدق" في المنطقة بشهادة المراقبين الدوليين، وأكد أنه "يشكل أرضية تستوعب تلك الانتخابات وتمضي بها نحو مآلاتها الأخيرة". وامتدح البشير جهود لجنة حكماء أفريقيا التي يقودها الرئيس السابق لجنوب أفريقيا ثامبو أمبيكي، وقال إن السودان فتح الأبواب أمامها وأطلق لهم حرية القيام بمهامها على أكمل وجه، وأكد التزامه بتنفيذ مراحل القوات الأممية الأفريقية (يوناميد) عبر الآلية الثلاثية المشتركة وطمأن القادة الأفارقة بشأن الوضع الإنساني في دارفور. وضع أمني مستقر وقال البشير إن طرد المنظمات الأجنبية التي وصفها بالتخريبية لم يلق بظلال قاتمة على المنطقة، وأضاف أن الأوضاع مستقرة بشهادة المسؤولين الأميركيين. وشدد على أن تنفيذ اتفاقية السلام الشامل يسير بصورة مرضية، مشيراً الى وجود آلية محلية تعمل على حل الخلافات. " البشير يدعو لوضع استراتيجية للأمن الغذائي وينتقد اعتماد الأفارقة على المساعدات الغربية " ودعا البشير الى تكوين آلية أفريقية يقودها الاتحاد الأفريقي لوضع استراتيجية للأمن الغذائي بالقارة بجانب إنشاء صندوق يستقطب الموارد المالية لجهة إنفاذها، وانتقد اعتماد الأفارقة على المساعدات الخارجية من الغرب، وأرجع ذلك الى عدم وجود إرادة سياسية جماعية فاعلة، وقال: "من لا يملك قوته لا يملك قراره". وأكد البشير استعداد السودان للإسهام في تحقيق استراتيجية الأمن الغذائي بأفريقيا. وقال أعددنا استراتيجية للنهضة الزراعية تتواءم مع أهداف البرنامج الشامل للتنمية الزراعية بأفريقيا، مشيراً الى أن بلاده تتطلع للدخول في شراكات حقيقية لتنمية وتطوير البنيات التحتية، وأكد التزامه بتقديم كل الضمانات المطلوبة للمؤسسات ورجال الأعمال الراغبين في الاستثمار الزراعي. قمة خاصة للاجئين في يوغندا وتبنت القمة الأفريقية الدعوة الى عقد قمة خاصة لرؤساء الدول والحكومات حول اللاجئين والمفقودين والمشردين بأفريقيا، تعتبر الأولى من نوعها وستستضيفها يوغندا، إذ ينتظر أن يعتمد الرؤساء خلالها اتفاقية أفريقية لحماية ومساعدة المشردين داخلياً في أفريقيا، وهي الاتفاقية الأولى من نوعها على مستوى العالم. وتعد مشكلة اللاجئين إحدى الأزمات التي ما زالت تواجه أفريقيا رغم مرور أكثر من نصف قرن على استقلال معظم بلدان القارة. وتأوي القارة أكثر من 17 مليون لاجئ ومشرد داخلي، معظمهم ظل فترات طويلة يعيش في المخيمات لعشرات السنين في بعض الأحوال، وبالتالي تلاشت إمكانية قيام الأشخاص المستعدين والقادرين على المساهمة في تنمية مجتمعاتهم ودولهم. السياسة تزاحم الاقتصاد وكانت الجلسة الافتتاحية لقمة سرت في ليبيا تأخرت عن الموعد المقرر لها أكثر من ثلاث ساعات، بحضور أكثر من 48 زعيماً ورئيس حكومة أفريقية، وافتتح أعمالها رئيس الاتحاد الأفريقي الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، بكلمة تناول فيها مختلف المسائل المتعلقة بالتعاون في إطار الاتحاد، على الصعيدين الدولي والإقليمي. " رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني يعتذر إلى قادة الدول الأفريقية لعدم حضوره القمة " وعلى الرغم من أن القمة رفعت شعاراً اقتصادياً، إلا أن السياسة كانت حاضرة بقوة في اليوم الأول، في ظل توافق جميع المشاركين على ضرورة تفعيل دور الاتحاد الأفريقي في مواجهة التحديات التي تشهدها القارة في خضم المتغيرات العالمية، والتي تنعكس على المواطن الأفريقي البسيط. وتقدم رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني باعتذاره إلى قادة الدول الأفريقية لعدم حضوره القمة، كما كان مقرراً لعرض القضايا التي ستناقشها قمة الدول 'الثماني" الصناعية التي تترأسها بلاده حالياً، وجاء اعتذار برلسكوني بعد الحادث الأليم الذي شهدته إيطاليا بانقلاب أحد القطارات. التنمية الزراعية المحور الرئيسي للقمة وتحدث خلال الجلسة الافتتاحية عدد من ضيوف القمة، ومن بينهم الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة، والرئيس البرازيلي لولادا سيلفا، إضافة إلى ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة، روزا عائشة. وناقش القادة الأفارقة المحور الرئيسي للقمة وهو التنمية الزراعية من أجل توفير الغذاء لشعوب القارة، وأكد المشاركون أن أفريقيا غنية بمواردها من المياه، وإمكاناتها من الإنتاج الزراعي وفيرة وتغطي حاجتها وتحقق فائضاً كبيراً للتصدير. في ذات السياق، أكدت مؤسسة "أوكسفام" في تقرير لها وزع على هامش القمة، الحاجة الملحة إلى أن تتخذ قمة الاتحاد الأفريقي خطوات عاجلة وجذرية لإصلاح السياسة الزراعية في القارة، في ظل ما تشهده أفريقيا من أزمات غذاء وجوع، تزداد في ظل الأزمة المالية العالمية، وأزمة التغيير المناخي.