قرر زعماء دول الاتحاد الأفريقي إنهاء التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية احتجاجاً على لائحة الاتهام الموجهة الى الرئيس السوداني عمر حسن البشير، واختتم الزعماء قمة لهم بمدينة سرت الليبية ناقشت ملفات عدة بالتركيز على دارفور. وجاء في نص القرار الصادر عن القمة التي أنهت أعمالها ليل أمس، أن الاتحاد الأفريقي قرر أنه في ضوء حقيقة أن طلب الاتحاد لإرجاء توجيه الاتهام الى البشير لم يتخذ أي إجراء بشأنه فإن دول القارة لن تتعاون بموجب بنود المادة 98 من القانون الأساسي للمحكمة المتعلقة بالحصانات بشأن اعتقال الرؤساء . وأبلغ مندوب وكالة رويترز أن القرار الذي أقره وزراء خارجية الاتحاد الأفريقي يوم الخميس أقره أيضاً اجتماع قمة زعماء دول الاتحاد، وقال ريد برودي المستشار القانوني لمنظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش) التي تتخذ من نيويورك مقراً للصحفيين خلال القمة: "من شأن هذا أن يمنح الطمأنينة لرجل متهم ببعض أسوأ الجرائم في عصرنا". " الملف السوداني التشادي كان ضمن الموضوعات التي تم التطرق اليها في لقاءات الرئيس الثنائية "البشير يغادر سرت قبل نهاية القمة وكان البشير قطع مشاركته في القمة وكلّف وزير الدولة بالخارجية السماني الوسيلة برئاسة الوفد السوداني، ونفت الخرطوم أن تكون لعودة البشير علاقة بالتصريحات المنسوبة للزعيم الليبي معمر القذافي بدعم انفصال الجنوب. وقال المستشار الصحفي في القصر الرئاسي السوداني عماد سيد أحمد إن الرئيس لم يقاطع الجلسة الختامية، معتبرا أن عودته للسودان قبل ختام القمة عادية جاءت لارتباطاته بعدد من الأمور الداخلية. ونفى مستشار الرئيس د. مصطفى عثمان إسماعيل قيام أي لقاء بين الرئيس البشير ونظيره التشادي إدريس ديبي على هامش القمة، وقال في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم فور عودة البشير مساء الخميس، إن العلاقات بين الوزراء في البلدين غير مقطوعة، وأشار الى أن الملف السوداني التشادي كان ضمن الموضوعات التي تم التطرق اليها في لقاءات الرئيس الثنائية وفي تقرير مجلس السلم والأمن الأفريقي. وقال إسماعيل إن السودان وجد دعماً قوياً وسط الدول الأفريقية برفض الاتحاد الأفريقي التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية ضد البشير وتأكيده أن التوقيف يهدد جهود السلام الجارية في دارفور. عودة صلاحيات سلطة الاتحاد الأفريقي في غضون ذلك، اتفق زعماء الدول الأفريقية على خطة لإعطاء المزيد من الصلاحيات لسلطة الاتحاد الأفريقي ووفقاً لمسودة البيان الختامي للقمة سيكون للسلطة رئيس ونائب للرئيس وأمين عام لشؤون السلم والأمن والدفاع المشترك. " العقيد القذافي خرج من القاعة أثناء الاجتماع "مستاء على ما يبدو من عدم تقدم الأمور بسرعة"، ثم عاد بعد قليل رافضاً متابعة إدارة النقاشات" " وبحسب تقارير صحفية، قال رئيس أحد الوفود من داخل قاعة الاجتماعات، إن العقيد القذافي خرج من القاعة أثناء الاجتماع "مستاء على ما يبدو من عدم تقدم الأمور بسرعة"، ثم عاد بعد قليل رافضاً متابعة إدارة النقاشات"، وأكد أن النقاشات كانت حادة لكنها لم تخرج عن حدود اللياقة. ويطالب القذافي الذي يستضيف القمة بوصفه الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي، بإنشاء "سلطة" بصلاحيات موسعة رغم تحفظات عدد من الدول. وبحسب بعض المشاركين فإن عدداً من الدول من بينها نيجيريا ودول من أفريقيا الجنوبية مثل تنزانيا اعترضت علناً على مشروع القذافي. وكان القادة قد أبدوا تقديرهم لمقترحات ليبيا، خاصة إنشاء الوكالة الأفريقية لحماية المياه الإقليمية والاقتصادية للدول الأفريقية، وطالبوا بأن تنص قوانين الأرض في الدول الأفريقية على ضرورة تحقيق العدالة لكل مستخدمي الأرض بمن فيهم الشباب وغيرهم من المجموعات الضعيفة التي تعيش بلا أرض مثل النازحين وإنشاء مشروع مشترك بين الدول الأعضاء للاستثمار الزراعي من أجل النمو الاقتصادي.