نشر الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي يواجه أسوأ أزمة منذ توليه السلطة قبل 11 عاماً، الجيش للمرة الأولى في مدينة اللاذقية الساحلية في الشمال الغربي بعد حوالى أسبوعين من الاحتجاجات التي انتشرت في أنحاء البلاد. ولزم الأسد (45 عاماً) الصمت منذ بدأت الاحتجاجات تجتاح سوريا، لكن مسؤولين قالوا إن من المتوقع أن يتحدّث إلى الشعب بعد قليل غير أنهم لم يذكروا مزيداً من التفاصيل. ولاقى العشرات حتفهم في احتجاجات مطالبة بالديمقراطية في مدينة درعا الجنوبية والصنمين القريبة واللاذقية ودمشق ومدن أخرى على مدى الأسبوع الأخير. وتقول الحكومة إن جماعات مسلحة يحتمل أنها مدعومة من قوى أجنبية تحاول إثارة صراع طائفي في أنحاء سوريا. وعرض التلفزيون السوري الرسمي لقطات تظهر شوارع مهجورة في اللاذقية يتناثر فيها الحطام وشظايا زجاج وحافلة محترقة. جماعات مسلحة " إرسال جنود إلى شوارع اللاذقية يشير إلى تزايد قلق الحكومة من قدرة الشرطة على حفظ النظام هناك ،ويعيش في اللاذقية خليط من السنة والمسيحيين والعلويين الذين يمثلون قاعدة التأييد للأسد " وتقول الحكومة، إن جماعات مسلحة تتمتع على الأرجح بدعم خارجي تحاول إثارة صراع طائفي في سوريا. وقال شهود عيان، إن المدن الكبرى بدت هادئة، لكن المئات من الناس شاركوا في اعتصام بالمسجد العمري في مدينة درعا التي انطلقت منها الاحتجاجات والتي شهدت حملة قمع من قوات الأمن الأسبوع الماضي. ويشير إرسال جنود إلى شوارع اللاذقية، إلى تزايد قلق الحكومة من قدرة الشرطة على حفظ النظام هناك. ويعيش في اللاذقية خليط من السنة والمسيحيين والعلويين الذين يمثلون قاعدة التأييد للأسد. وتضم مناطق اللاذقية السكنية العديد من مجمعات الشرطة السرية، وقال أحد السكان ل"رويترز": "يوجد إحساس في اللاذقية بأن وجود القوات المنضبطة ضروري للحفاظ على النظام"، وأضاف: "لا نريد أعمال السلب". استبعاد التدخل وقالت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون يوم الأحد، إن الولاياتالمتحدة تأسف بشدة لإراقة الدماء في سوريا لكنها استبعدت تدخلاً على نمط ما حدث في ليبيا. وتصاعدت الاضطرابات في سوريا بعد أن اعتقلت السلطات أكثر من 12 تلميذاً لكتابتهم على الجدران شعارات مستوحاة من مظاهرات المطالبة بالديمقراطية في أنحاء العالم العربي. وما كانت مثل هذه المظاهرات لتخطر على بال أحد قبل شهرين في سوريا التي تخضع لأشد سيطرة بين البلدان العربية. وتخضع سوريا، التي استقلت عن فرنسا عام 1946، لحكم حزب البعث منذ حوالى 50 عاماً. وقطع الأسد، وهو طبيب عيون درس في بريطانيا، تعهداً علنياً بأن ينظر في توسيع نطاق الحريات، لكن ذلك لم يفت في عضد الاحتجاجات التي استلهمت انتفاضات شعبية في العالم العربي. إنهاء الطوارئ و" محامون يقولون إن السلطات السورية استخدمت قانون الطوارئ لتبرير عمليات اعتقال تعسفية وإغلاق محاكم وإطلاق أيدي الشرطة السرية وجهاز الأمن التي انتهكت كلها سيادة القانون " قالت مستشارة الأسد، بثينة شعبان، لشبكة "الجزيرة" التلفزيونية الإخبارية إنه سيتم إنهاء العمل بقانون الطوارئ الذي يمنح أجهزة الأمن صلاحيات واسعة النطاق، لكنها لم تحدد إطاراً زمنياً لذلك. ويقول محامون إن السلطات السورية استخدمت قانون الطوارئ لتبرير عمليات اعتقال تعسفية وإغلاق محاكم وإطلاق أيدي الشرطة السرية وجهاز الأمن التي انتهكت كلها سيادة القانون. وفي تحرك آخر لتهدئة المحتجين، أفرجت السلطات السورية أمس عن الناشطة السياسية ديانا الجوابرة، حسبما ذكر محاميها، إلى جانب 15 آخرين كانوا اعتقلوا لمشاركتهم في مسيرة صامتة تطالب بالإفراج عن الأطفال المسؤولين عن الكتابات على الجدران. ويأتي ذلك عقب أنباء عن إطلاق سراح 260 سجيناً سياسياً، ويواجه الأسد أيضاً دعوات لكبح جهاز أمن متشعب والإفراج عن السجناء السياسيين وكشف مصير عشرات الآلاف من المعارضين الذين اختفوا في الثمانينيات.