طالب نازحو معسكر عطاش جنوب دارفور أطراف التفاوض في منبر الدوحة بضرورة تحقيق السلام الشامل بالإقليم، لافتين إلى أنهم يعيشون حياة سيئة للغاية وأن العودة الطوعية باتت الحل الأمثل للاعتماد على أنفسهم بعيداً عن دعم المنظمات. وأظهر استطلاع أجرته الشروق من داخل المعسكر أن الشباب يعانون من تدني المستوى المعيشي ما أغلق باب طموحاتهم ووحد تطلعهم إلى العودة الطوعية باعتبارها الحل الأمثل لشق طريقهم والاعتماد على أنفسهم بعيداً عن المنظمات الأجنبية. وأفاد مراسل الشروق مهدي العزيب أن مجموعة كبيرة من طلاب المعسكر تم قبولهم في الجامعات بمختلف ولايات السودان، ولكن لضيق ذات اليد وشح الإمكانات لم تتح لهم الفرصة للحاق بزملائهم. تفكير عميق ويعكس النازح عثمان عبد العزيز الحياة في معسكر عطاش بأنها مهينة ومقيدة وتجعلك تدور في حلقة واحدة ولا تنفك عن التفكير في الوضع المعيشي المتدني وكيفية التخلص من هذا الوضع دون عودة. وقال نحن في معسكر عطاش يجمعنا حلم واحد هو تحقيق السلام في إقليم دارفور وأن تعمل الأطراف بالدوحة على تنفيذه في أقرب وقت ممكن لإنهاء أزمة الإقليم وطي صفحة الحرب التي كلفت أهالي المنطقة الكثير. وأضاف: "إن السلام والاستقرار والأمن هم الضمان الوحيد للعيش بصورة أفضل مما كنا عليه في السابق". ويقول نازح آخر وهو إبراهيم آدم إنهم يبذلون طاقة خرافية في العمل أثناء اليوم لكنهم لايحصدون سوى بعض جنيهات لا تفي باحتياجات أسرة كبيرة. استهلاك سريع " إبرهيم محمود يحكي قصته مع معسكر عطاش ويقول إنه جاء من كوستي ليعمل بدارفور جزارا وانتهى به الحال في المعسكر ويعاني الكثير لأن الجميع لا يملك قيمة اللحمة مايؤدي إلى بوارها وأحياناً كثيرة يضطر إلى توزيعها من دون مقابل " ويتابع آدم وهو شاب ثلاثيني: "بل لا تكفي لوجبة واحدة خلال اليوم". مؤكداً أن مواد الإغاثة تنفد في أيام قلائل، مضيفاً: "يتم توزيع ملوة من دقيق العيش لكل أسرة لكنها تستهلك سريعاً جداً مقارنة بعدد الأسر وحاجتهم لثلاث وجبات خلال اليوم". ويحكي إبرهيم محمود قصته مع معسكر عطاش ويقول إنه جاء من كوستي ليعمل بدارفور وانتهى به الحال في المعسكر لكنه مازال يعمل في نفس المهنة ويعاني الكثير لأن الجميع لا يملك قيمة اللحمة مايؤدي إلى بوارها وأحياناً كثيرة يضطر إلى توزيعها من دون مقابل. وترى عائشة بائعة شاي في نفس المعسكر أنها اضطرت لامتهان هذه المهنة حتى تتمكن من تربية أبنائها، مؤكدة أن أكثرهم ترك المدارس وأن ولدها الكبير تم قبوله بجامعة الخرطوم العام الماضي لكنه لم يتمكن من الذهاب إلى العاصمة بسبب عدم المال. وتضيف أنها تمنت طول حياتها أن تعلم ابنائها حتى يتحصلوا على وظائف كبيرة ويكون لهم شأن في المجتمع، لكن الحرب اللعينة قطعت الطريق على طموحاتها وحرمتها من حلم حياتها. ويناشد أحمد عبد الرحمن نازح بالمعسكر أطراف التفاوض بضرورة التوصل إلى حل عاجل رأفة بأوضاع أهالي دارفور، وطالبهم بتغليب مصلحة الإقليم على المصالح الذاتية.