عزا خبراء، ظاهرة انشقاقات الأحزاب في السودان، إلى جملة أسباب تتعلّق بغياب المؤسسية في تلك الكيانات، بجانب دخول عوامل العرق والجهة في حفز الانقسامات التي طالت معظم التكوينات السياسية، كما أن عدم الاستقرار السياسي شجع الظاهرة. وقدم عدد من الخبراء والأكاديميون أوراقاً يوم الثلاثاء خلال ورشة عمل عقدها مركز التنوير المعرفي، عن أثر انقسامات الأحزاب على العملية السياسية. وقال مدير مركز إسلام المعرفة التابع لجامعة الحزيرة، د. رحاب الشريف، في ورقة بعنوان "الأحزاب السياسية وأزمة التكامل القومي"، إن السودان كغيره من الدول الأفريقية عانى من عدم الاستقرار السياسي الذي أثر بدوره على التكامل القومي. وأشارت رحاب الشريف، إلى ظهور العديد من التكوينات التي اتخذت من المنطقة أو الجنس أساساً لقيام تحالفات سياسية، الهدف منها خدمة مصالح تلك المناطق أو العشيرة فقط، وإن ادّعت بعض الأحزاب تبنيها لأهداف قومية، ولكن في الأصل بدأت بمفاهيم عشائرية، مثل، حركة كوش، وجبهة الشرق وتجمع الأحزاب الجنوبية. أبعاد الانقسامات من جانبه، أكد د. بدر الدين بخيت، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أفريقيا، في ورقة "أزمة القيادة ودورها في الانقسامات"، أن مظاهر الأزمة في الأحزاب السودانية لها أبعاد داخلية تتمثّل في الشلليات وأبناء الدفعة والصلات العائلية (المصاهرة والقرابة) وبروز الجهوية، بجانب أسباب خارجية مثل الضغوطات الأمنية والقيود القانونية والإدارية. وعزا بخيت الانقسامات داخل الأحزاب السودانية إلى غياب المؤسسية داخلها، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الانقسامات. وختم بدرالدين ورقته، بأن الأزمة التي تعايشها الأحزاب هي أزمة حضارية بالمكان الأولى، لا بد من تطوير تراث الأمة وثقافتها بالدراسة الفقهية والتحليل العملي لواقعنا الاجتماعي والثقافي والتخطيط الهادئ. وقال إنه ولضرورات التحدي الحضاري لا بد أن نربي القيادة على المنهج النبوي وأن تكون الأحزاب فكرية. مقتضى إسلامي " ورقة عمل تناولت نموذج حزب الأمة، بأجنحته الستة (حزب الأمه القومي، حزب الأمة الإصلاح والتجديد، حزب الأمة الفيدرالي، حزب الأمة الوطني، حزب الأمة الإصلاح والتنمية، وحزب الأمة القيادة الجماعية "وذهب د. سليمان حامد في ورقته (الاختلاف داخل المجتمع المسلم وانعكاساته السياسية)، إلى أن الخلاف أمر طبيعي في الاجتماع الإنساني وهو النتيجة الحتمية للتعدد. وأضاف أن التعدد يقتضي الاختلاف وهو بدأ منذ الخلافة الأولى، موضحاً أن الإسلام رفع القبلية والجهوية إلى المواطنة بعد أن تجاوز العامل العقدي مستوى القبلية إلى مستوى الدولة التي تقوم على المواطنة، بل إلى مستوى الأمة. وتناولت د. نازك عبدالحميد هلال، نموذج حزب الأمة، الذي وصلت الانشقاقات فيه إلى تكوين ستة أحزاب "حزب الأمة القومي برئاسة الصادق المهدي، حزب الأمة الإصلاح والتجديد بقيادة مبارك الفاضل، حزب الأمة الفيدرالي برئاسة أحمد بابكر نهار، حزب الأمة الوطني برئاسة عبدالله مسار، حزب الأمة الإصلاح والتنمية بقيادة الزهاوي إبراهيم مالك، وحزب الأمة القيادة الجماعية برئاسة الصادق الهادي المهدي".