توجه الموريتانيون بأعداد كبيرة الى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد للبلاد، بعد نحو عام على انقلاب أطاح بأول رئيس موريتاني منتخب، وتهدف الانتخابات لإعطاء إشارة للعالم بأن موريتانيا مستعدة للانضمام من جديد الى المجتمع الدولي. وانتظر الناخبون الموريتانيون اليوم في طوابير طويلة خارج مراكز الاقتراع في العاصمة نواكشوط للاقتراع في هذه الانتخابات التي كانت في الأصل مقررة في السادس من يونيو الماضي وتم تأجيلها بغرض إنهاء مقاطعة المعارضة لها، التي كان من شأنها أن تضر بمصداقية الفائز. وقال محمد حسين وهو عضو في إحدى منظمات المجتمع المدني، التي تراقب حسن سير الانتخابات لوكالة رويترز للأنباء، إن "سكان موريتانيا يتحركون بسرعة وسعادة على ما يبدو من أجل الأدلاء بأصواتهم"، وأضاف: "كل شيء يسير بشكل جيد حتى الآن"، مشيراً الى أن المنظمة التي يعمل لديها زارت نحو عشرة مراكز اقتراع في الساعات الأولى لبدء التصويت. ويبلغ عدد المسجلين في قوائم الناخبين في هذه الانتخابات نحو مليون ومائتين وأربعين ألف ناخب. سباق ووعود انتخابية ويقول محللون إن من المرجح أن يفوز قائد المجلس العسكري الحاكم الجنرال محمد ولد عبد العزيز في الانتخابات ولكنهم يضيفون أن المنافسين الرئيسيين وهما أعل ولد محمد فال (الذي قام بانقلاب في 2005) والسياسي المعارض المخضرم أحمد ولد داده، قد يزاحما ولد عبد العزيز على الفوز." مناوئون يقولون إن اهتمام الجيش بالسياسة يزيد من نشاط تنظيم القاعدة بموريتانيا " ويقول عبد العزيز إنه سيخفض أسعار المواد الغذائية والوقود، ما يدفع البعض الى القول بأن ذلك يجعله محبباً للموريتانيين، الذين يعيش 40 في المئة منهم تحت خط الفقر. أما مناوئو الجنرال عبدالعزيز فيقولون إن أحد أسباب تزايد نشاط تنظيم القاعدة في موريتانيا يعود إلى اهتمام الجيش بالسياسة وتقصيره في مهمته الأساسية، وهي حماية حوزة البلاد، وتحدثت مصادر أمنية عن أن أحد العناصر المسلحة كان يحمل حزاماً ناسفاً قبل أن يستسلم وينقل إلى المستشفى العسكري في نواكشوط للعلاج من جروح أصيب بها. وكان تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي قد توعد رموز الدولة الموريتانية بالمزيد من الهجمات للرد على اعتقال بعض الإسلاميين في البلاد.