أكد الرئيس السوداني عمر البشير قبول نتيجة التحكيم الدولية المقرر إعلانها غداً بشأن تبعية بلدة أبيي النفطية أياً كان نوعه، ووجه بجعل المناسبة يوماً للسلام في البلاد، لكنه حذر من تحول المنطقة إلى مقبرة. وحث البشير في حديث نشرته جريدة "الأخبار" المحلية اليوم الثلاثاء، الجميع لقبول القرار، مؤكداً أن حكومته وضعت تدابير كافية للحد من أي تفلتات أمنية محتملة من شأنها جر البلاد للتدخل الأجنبي. وقال البشير إن السودان لن يؤتى من جهة أبيي، مشيراً الى أنه أصدر توجيهات لأجهزة الدولة لجعل يوم غد الأربعاء يوماً مشهوداً للسلام والتعايش والانصهار وبوتقة للوحدة. ودعا مواطني البلدة الى التعامل مع قرار لجنة تحكيم أبيي بنوع من القبول. تحذير رئاسي من تحول أ بيي لمقبرة وحذر الرئيس السوداني من أن تتحول أبيي الى مقبرة يدفن فيها التعايش السلمي بين قبيلتي الدينكا والمسيرية، وقال إننا لا نرى سبباً لجعل أبيي مقبرة تدفن السلم والتعايش بسبب ضيق الأفق أو الطموحات المحدودة. وأكد البشير أن الحكومة أقرت مبدأ القبول بنتائج التحكيم أياً كان وأعدت عدتها لإدارة الأمور على نحو يحفظ سلامة المواطنين واستقرارهم وأمنهم في أنفسهم وفي أموالهم ومسكنهم، ولفت الى أن أبيي ستظل جسراً قوياً للتواصل بين الشمال والجنوب، وأرضاً للتساكن والتصاهر والانسجام، مشيراً الى أنها تحتفظ بسجل تاريخي خالٍ من الحروب. انصهار بدون تفرقة وشدد البشير على أن أبيي لم تكن دار حرب طوال تاريخها وإنما كانت رمزاً للمصاهرة بين الشمال والجنوب، مشيراً الى أن سكان البلدة هم عبارة عن امتداد لمختلف الأجناس والقبائل والأعراف ولا يفرقهم دين ولا لون ولا عرق. ولوحت قوات الأممالمتحدة بالسودان في وقت سابق باستخدام الفصل السابع من ميثاق المنظمة حال تعرض المدنيين بأبيي لأي خطر عقب صدور قرار التحكيم. وبدأ حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية حملة واسعة بين سكان المنطقة للتوعية بقرار التحكيم، ويُعد الخلاف بشأن المنطقة من أكثر المسائل الشائكة في اتفاق السلام الذي أنهى أطول حرب في أفريقيا بين شمال السودان وجنوبه.