بدأ جنوب السودان احتفالته بإعلان دولته المستقلة عن الشمال يوم السبت، ورقص الآلاف في شوارع مدينة جوبا حاضرة الإقليم في الساعات الأولى من الصباح، ومنذ منتصف الليل أضحت جمهورية جنوب السودان المنتجة للنفط أحدث بلد في العالم. وحصل الجنوب على الاستقلال في استفتاء أجري في يناير كانون الثاني تتويجاً لاتفاق سلام أنهى عقوداً من الحرب الأهلية مع الشمال. وفي البداية حاولت قوات الأمن السيطرة على الشوارع الترابية في جوبا عاصمة الجنوب ولكنها تراجعت أمام الحشود المبتهجة التي لوحت بالأعلام ورقصت وتغنت بالحرية. ومع بزوغ الشمس تدفق الآلاف على موقع الاحتفال الذي يقام يوم السبت بمناسبة الاستقلال مما قد يسبب صداعاً للمسؤولين الحريصين على حماية الشخصيات البارزة التي تشارك في الاحتفال ومن بينها الرئيس السوداني عمر البشير. تحالفات جديدة وفي مؤشر محتمل على تحالفات جديدة في السودان تضمن الحشد نحو 200 من مؤيدي زعيم متمردي دارفور عبد الواحد النور الذي تقاتل قواته الخرطوم في تمرد اندلع قبل ثمانية أعوام على حدود جنوب السودان مع الشمال. ووقف مؤيدو فصيل نور في جيش تحرير السودان ينشدون مرحبين "بالدولة الجديدة" وهم يرتدون قمصاناً قطنية تحمل صور زعيمهم وحمل أحدهم لافتة كتب عليها أن البشير مطلوب حياً أو ميتاً. ودقت مجموعات تؤدي رقصات شعبية الطبول ولوحت بدروع وأشياء أخرى في جو احتفالي. وقال جوما سيريلو (47 عاماً) وهو يضع يده على كتف ابنه "هل تريد أن تكون مواطناً من الدرجة الثانية.. لا.. أريد أن أكون مواطناً من الدرجة الأولى في بلدي". قبر قرنق " حكومة السودان في الخرطوم أول بلد يعترف بالدولة الجديدة قبل ساعات من الانفصال الرسمي في خطوة مهدت الطريق لتقسيم السودان التي كانت حتى السبت أكبر بلد أفريقي " وقام قساوسة مسيحيون بمباركة مكان الاحتفال بوسط جوبا حيث يوجد تمثال ضخم يلفه علم قرب قبر بطل الحرب الأهلية في الجنوب جون قرنق. وقال سيمون أجاني (34 عاماً) وهو يتجول ليصافح آخرين "أخيراً الحرية.. الانفصال عن الشمال هو الحرية الكاملة". وكانت حكومة السودان في الخرطوم أول بلد يعترف بالدولة الجديدة قبل ساعات من الانفصال الرسمي في خطوة مهدت الطريق لتقسيم السودان التي كانت حتى السبت أكبر بلد أفريقي. وقال الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان باقان أموم لرويترز: "اليوم نرفع علم جنوب السودان لننضم لدول العالم. إنه يوم نصر واحتفال". ولم يتفق زعماء الشمال والجنوب بعد على قائمة من القضايا الحساسة ومن أهمها ترسيم الحدود بشكل دقيق وكيفية التعامل مع عائدات النفط شريان الحياة في اقتصاد البلدين.