كشف المبعوث الأميركي الخاص للسودان اسكوت غرايشون، أن بلاده تدرس رفعاً جزئياً للعقوبات المفروضة على السودان لأغراض إنسانية، بإبعاد جنوب السودان وولايات دارفور والمناطق المتأثرة بالحرب عن العقوبات الاقتصادية التي تفرضها واشنطن على الخرطوم. وأقر المبعوث الأميركي بأن العقوبات التي تفرضها بلاده ألحقت أضراراً بالسودان، وقال إن الرفع الجزئي سيساعد على إيصال المساعدات الى جنوب السودان، وأكد أنه يسعى للبحث عن آلية لإبعاد جنوب السودان وبعض المناطق المتأثرة بالحرب الى جانب ولايات دارفور عن شبح العقوبات الاقتصادية الأميركية على السودان. وتعهد المبعوث الأميركي الخاص بالسودان عقب اجتماعه اليوم بمدينة جوبا مع نائب الرئيس السوداني رئيس حكومة جنوب السودان الفريق سلفاكير ميارديت ببذل مساعيه الشخصية لدعم جنوب السودان حتى يتخطى كل التحديات التي تواجهه. التفكير في عقوبات ذكية وقال غرايشون إن تصريحاته الأخيرة بشأن رفع العقوبات عن السودان منذ عام 1997م أسيء فهمها، مشيراً الى أنه طالب بضرورة إنهاء العقوبات التي تؤذي التنمية في الجنوب. وأكد المبعوث الأميركي ضرورة قيام علاقة جيدة بين واشنطن والحكومة السودانية كتلك القائمة بينها وبين حكومة جوبابجنوب السودان، مشيراً الى أن الإدارة الأميركية لا تفكر في رفع العقوبات كلياً في المستقبل القريب بل تفكر في عقوبات ذكية تشمل من يعرقل وصول المساعدات الإنسانية. وأضاف المبعوث: "نقوم بمراجعة السياسة الأميركية تجاه السودان، وهي الآن محل دراسة في مجلس الأمن القومي بواشنطن، وتشمل الدراسة كيفية تعزيز التقارب مع السودان وسنضع إطاراً لحوار بناء مع السودان، وسنرى كيف تسير العلاقات بين البلدين التي هي الآن في مرحلة البناء". اجتماعات للمتمردين بأديس أبابا " غرايشون أبدى اهتمام واشنطن بقضية دارفور، وأعلن عن اجتماع مع عبد الواحد وعبد الشافي في أديس أبابا لحثهما على التفاوض مع الحكومة "وأبدى غرايشون اهتمام بلاده بقضية دارفور، وأشار الى جملة ترتيبات تبذل بهدف تحقيق الاستقرار في المنطقة. وقال إن المطلوب إشراك الجميع في إيجاد تسوية سلمية لقضية دارفور، وأعلن عن اجتماعات لمجموعتي عبد الواحد وعبد الشافي في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا لاقناعه بالدخول في المفاوضات. في غضون ذلك، وصف رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت زيارة المبعوث الأميركي بالمهمة، وأن الاجتماعات ناقشت عدداً من القضايا التي تهم الجانبين. وتوقع سلفاكير ميارديت في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده وغرايشون في جوبا في ختام زيارة المبعوث الأميركي لجنوب السودان، أن تسهم زيارة غرايشون في إزالة التحديات التي تواجه اتفاق السلام الشامل، وقال: "بحثنا خلال الاجتماع المشاكل التي تواجهنا والاجتماع القادم سننظر في القضايا العالقة".