نفذ عمال الهيئة الفرعية للحفريات بولاية الجزيرة إضراباً عن العمل لمدة ثلاثة أيام ابتداءً من أمس الأربعاء احتجاجاً على عدم صرف متأخرات رواتبهم وبدلاتهم المستحقة، مؤكدين فشل الإدارة التام في حل إشكالاتهم المتكررة. ويعاني عمال الحفريات أوضاعاً معيشية صعبة، تضاف إلى مشقة العمل في حقول البترول والزراعة والطرق، ما يتطلب غيابهم عن الأسرة لعدة أيام، ما زاد الأمر تعقيداً غياب رب المنزل وقلة الحاجة. وانتقد العمال عدم إيفاء الهيئة بمرتباتهم على الرغم من أنها جهة ربحية، مؤكدين أن الأمر تكرر كثيراً وأنهم لم يثقوا في أن تتدارك الإدارة الأمر أو تعمل على حله جذرياً، ما دفعهم للاعتصام عن العمل باعتبارها الوسيلة الوحيدة بعد أن طرقوا جميع الأبواب. أوضاع مأساوية وقالت سامية الحاج عاملة بالهيئة: "العمال يعانون أوضاعاً مأساوية فهم آباء في المقام الأول فيجب أن تحترم حقوقهم وواجباتهم وأن تراعى طبيعة عملهم المنهكة، لافتة إلى أن غالبيتهم لا يجد ما يعينه على علاج المرض ولا المصاريف اليومية للمدارس". وأضافت في غضب أن سلسلة معاناة العمال ممتدة وعندما يستقيل أحدهم بحثاً عن سبل رزق أخرى، يكتشف أن الهيئة لم تسدد التأمين الاجتماعي على الرغم من أنه يتم استقطاعه شهرياً. وشكت أيضاً من أن الشركة لا تسدد أموال التأمين الصحي، ما يدفع هذه الجهة لوقف بطاقة الكثير من العمال، وتصبح غير نشطة إلى أن يتم سداد الديون المتراكمة. وحمّل عضو النقابة بالهيئة، الإدارة، مسؤولية هذا الخلل، مؤكداً أن سوء التخطيط الإداري أكبر مشكلة تعاني منها الهيئة، وأنها انعكست سلباً على هؤلاء العمال الذين لا يملكون قوت يومهم ويواجهون بمتطلبات معيشية تفوق قدراتهم بل المرتب نفسه.