أحيت جماهير الهلال السوداني، الذكرى الخامسة لرحيل رئيس النادي، الطيب عبدالله، الذي شغل المنصب لفترة طويلة جداً مقارنة بالآخرين، ووضع اللبنة الأولى للفريق الذي ما زال متمسكاً بمبادئه، وشهد عهده قرارات حاسمة تضاف لاهتماماته الفنية والأدبية. وتولي أسرته التي تقطن بالمنشية "مقر التأبين" حفيدها الصغير الذي يحمل اسمه وملامحه اهتماماً خاصاً حتى يصير نسخة ثانية من جده في ما يتعلق بالجانب الرياضي، خاصة وأن الصغير مهووس بعشق الفريق الأزرق بشكل أكبر من سنه. وسجل الراحل المقيم "زعيم أمة الهلال" كلمات حول فريق الهلال ما زالت عالقة في أذهان الجميع، وتعد من الأوراق المهمة في دفاتر الفريق وهي: "الهلال أسرتي وعائلتي، فحالتي فيه حالة وجود الانتماء لن تنتهي إلا بانتهاء العمر، فكلما يعزف الهلال لحن الخلود أكون مستمتعاً وطروباً، فأعظم إنجاز حققته في صبايا أن أكون من ضمن أسرة الهلال العريقة". مبادئ باقية وأكد المشاركون في التأبين أن الرجل الذي توفي عام 2007، شكل ملامح الفريق الأزرق ووضع لبناته الأولى، وأن الفريق ما زال متمسكاً بتلك المبادئ. وقال الصحفي الرياضي عبدالمنعم شجرابي، إن عهد الفقيد تميز بالقرارات الحاسمة ومتابعتها حتى تلامس أرض الواقع، ما حقق للفريق آنذاك مجداً كبيراً على المستوى المحلي والدولي. وللراحل أيضاً اهتمامات فنية وأدبية ومسرحية تضاف لعشقه اللا متناهي لفريق الهلال، فضلاً عن إسهامه الاجتماعي الواضح. وتؤكد الفنانة عابدة الشيخ أنه "كان أباً لها وأخاً كبيراً وحبه لفريق الهلال دفعها لتشجيعه". وعاش عبدالله، الذي انحدر من النيل الأبيض منطقة الدويم عام 1929، حياة حافلة سخرها في خدمة الحركة الرياضية، ونادي الهلال لأكثر من أربعة عقود، تولى خلالها العديد من المناصب، وتوجها برئاسة مجلس الإدارة في العديد من الدورات، لتطلق عليه جماهير الهلال التي أحبته، وهتفت باسمه لسنوات طويلة، لقب زعيم أمة الهلال، وكبير العائلة. لم يكن إنساناً عادياً، فقد كان أباً للجميع، وامتدت أياديه الحانية لتظلل سماء الهلال، وتحيل شموسه إلى أقمار، تضيء مسارب النادي إلى آفاق المجد والانتصارات. كان يتنفس هلالاً، وكل حركة فيه تنبض حباً وعشقاً للأزرق. داره بالمنشية، بمثابة دار الهلال، وأهله ما فتئوا يقدمِّون الغالي والنفيس، من أجل تقدم وتطور النادي، وقد كان يرحمه الله، يبيع ما يملك من أراضٍ ومنازل، كلما كانت هنالك حاجة لسد عجز في النادي.