سارع وفد الحكومة السودانية لمفاوضات أديس أبابا إلى تنوير أئمة المساجد والدعاة بالاتفاق الإطاري الموقّع مع جنوب السودان في أديس أبابا في 13 مارس، وذلك بعد الهجمة الضارية التي شنتها منابر بعض المساجد على الاتفاق. وأكد رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات أديس أبابا، إدريس عبدالقادر، أن هدف الوفد الحكومي المفاوض كان إحلال السلام وتجريد حركات التمرد من الدعم الجنوبي. وأضاف في لقاء تشاوري مع الأئمة والدعاة بالخرطوم، مساء الأربعاء، أنهم أوضحوا في المفاوضات تعامل الخرطوم الجيد مع الجنوبيين في السودان سواءً تم التوصل لاتفاق في أديس أبابا أم لم يتم ذلك، لأن ذلك من أخلاق السودانيين. ودعا لنبذ العصبية والجهوية، كما دعا منتقدي الاتفاق للاطلاع عليه. يد الجيش مطلقة " إدريس يقول إنهم نقلوا للوفد الجنوبي أن السودان والجنوب في حالة حرب بينة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، ولا بد من إيقاف الحرب ودعم الجنوب للمتمردين "وقطع رئيس الوفد الحكومي بأن الوفد الحكومي لم يوقِّع على اتفاق وقف عدائيات أو وقف إطلاق نار، مبيناً أن يد القوات المسلحة مطلقة في الدفاع عن البلاد وأمنها ضد حركات التمرد. وقال: "بينا للوفد الجنوبي أن السودان وجنوب السودان في حالة حرب بينة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، ولا بد من السعي لإيقاف الحرب وإيقاف دعم الجنوب لحركات التمرد". وأكد إدريس أن الحريات الأربع تحتاج لعلاقات طبيعية وأن سوء العلاقات يلغيها، موضحاً أن الاتفاق سيحقق مصالح الدعاة والدعوة من جنوب دارفور وحتى النيل الأزرق. من جانبه، أكد والي الخرطوم، عبدالرحمن الخضر، حرية الأئمة والدعاة في تناول القضايا في المساجد وأن الدولة لا تلزم أحداً برأي. دراية الأئمة بالاتفاق وقال الوالي في اللقاء التشاوري، إن اللقاء يهدف لتنوير الدعاة والأئمة لينطلقوا في تناولهم للموضوع عن دراية. وأشار الوالي إلى أن الاتفاق الذي تم اتفاق إطاري، مشيراً إلى سعي الحكومة لعلاقات حسنة مع الجنوب، وقال إن أي اتفاق يتم عرضه عبر أجهزة الدولة والأحزاب السياسية. ودعا الأئمة لعدم شخصنة القضية لأن التفاوض الذي تم بين وفد الحكومة ودولة الجنوب ليس مربوطاً بشخص معين، ونادى بعدم محاكمة شعب الجنوب بسلوك الحركة الشعبية. وكشف الوالي عن الوصول لاتفاق بنسبة 80% حول الحدود مع دولة الجنوب وإذا تحسن المناخ بين الجانبين يمكن الوصول لاتفاق حول العديد من الملفات، ونفى وجود أي تعارض بين استنفار المجاهدين والسعي لتحقيق السلام، لأن قضية الجهاد لا تتوقف، حسب تعبيره.