تباينت مواقف الأحزاب السياسية في السودان بشأن انعقاد مؤتمر جوبا الذي تم تأجيله الى نهاية الشهر الجاري. ويرى منتقدوه أن المؤتمر مشبوه المقاصد ويرمي لسد الطريق أمام اتفاقية السلام، لكن المدافعين يرونه فرصة نادرة للإجماع. وشكك أمين عام مجلس أحزاب حكومة الوحدة الوطنية مضوي الترابي في نوايا الحركة الشعبية لعقد المؤتمر. وقال لقناة الشروق، إن المؤتمر مشبوه المقاصد وهو محاولة سيئة للحد من تنفيذ اتفاقية السلام الشامل التي تم توقيعها بنيفاشا الكينية في عام 2005. وأضاف أن مقاطعة المؤتمر حق على أي قوى تخاف مصلحة البلاد. واعتبر أمين عام مجلس الأحزاب، المؤتمر مؤامرة كبيرة تحيكها الحركة الشعبية في مواجهة المؤتمر الوطني. وامتدح موقف الأحزاب السياسية التي أعلنت مقاطعتها للمؤتمر. فرصة للإصلاح الوطني لكن القيادي بحزب الأمة القومي د. إبراهيم الأمين تبنى وجهة نظر مغايرة. ورأى في مؤتمر جوبا فرصة نادرة لتحقيق الإصلاح الوطني المرجو شريطة أن ينأى عن المواجهات وتصفية الحسابات. وأضاف قائلاً: "لا أعتقد أن أجندته مشبوهة ويجب التعامل معه بعيداً عن سوء النوايا والمشاحنات بين الشريكين. ودعا د. إبراهيم كل القوى السياسية الى أن تلعب دوراً كبيراً يجعل المؤتمر فرصة نادرة لتحقيق السلام المفقود. واعتبر أن انعقاده فرصة مناسبة لتهيئة أجواء الانتخابات والاتفاق على دخولها وهي حرة ونزيهة. وأبدى تفاؤلاً بمشاركة القوى السياسية التي أعلنت مقاطعتها للمؤتمر. وقال إن تأجيله فرصة لمراجعة النفس والتعامل مع المؤتمر باعتباره كياناً جامعاً للقوى السياسية لجهة تحسين الأوضاع بكافة الأصعدة.