أنهى مؤتمر الأحزاب والقوى السياسية السودانية أعماله في مدينة جوبا حاضرة الجنوب، وهدد المشاركون فيه بمقاطعة الانتخابات المقررة في شهر أبريل المقبل، إذا لم تنفذ برامج للإصلاح خلال شهرين، ورفض المؤتمر نتائج التعداد السكاني الخامس. وأمّنت توصيات الملتقى على اعتماد النقاط الواردة في اتفاقية السلام الشامل بخصوص التعداد السكاني. ودعا المؤتمر الى تعديل كل القوانين ذات الصلة بعملية التحول الديمقراطي حتى يتسنى للأحزاب المشارَكة في الانتخابات. وحث على تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في التعديات والانتهاكات لحقوق الجماعات والأفراد. وشدد على أهمية إجراء الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان في موعده المحدد عام 2011. وطالب المشاركون بتشكيل مجموعة عمل لتعزيز فرص الوحدة. "الوطني" يؤكد التواصل مع الحركة ومن جهته، أكد حزب المؤتمر الوطني تواصل الحوار بينه والحركة الشعبية عبر أجهزة الحكم المختلفة. وشدد القيادي في الحزب د.أمين حسن عمر في تصريحات خاصة للشروق، على أن الحوار الثنائي مع الحركة الشعبية يجب أن يقوم على حسن النوايا. وأضاف: "أي حوار لا يقوم على الثقة المتبادلة لا بد من مراجعته"، وتابع: "لا فائدة من أي حوار ثنائي يقوم على الشكوك". وأكد وجود اتصالات مع الحركة الشعبية في الوقت الراهن، داعياً الى إثبات حسن النوايا ومن ثم المضي قدماً في الحوار. وقاطع حزب المؤتمر الوطني الحاكم وأحزاب أخرى مشاركة في الحكومة، مؤتمر جوبا الذي تزامن مع ترشيح مجلس شوراه للرئيس عمر البشير لولاية رئاسية جديدة. أحزاب الحكومة تتعامل مع التوصيات وفي الخرطوم، قال مجلس الأحزاب المشاركة في الحكومة بعد اجتماع أمس إنه سيتعامل مع توصيات المؤتمر. وقال الأمين العام للمجلس مضوي الترابي، إن تعامل مجلس الأحزاب مع التوصيات يأتي لمشاركة أحزاب حكومية في المؤتمر وهي الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة سلفاكير ميارديت. وأوضح مضوي أن مبادرة أحزاب حكومة الوحدة الوطنية بخصوص دعم الوحدة ستطرح على جميع الأحزاب. وأشار الى أن المجلس شكل لجنة لبلورة أجندة المبادرة ومن ثم طرحها على القوى السياسية في الجنوب والشمال. ووصف الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم "إعلان جوبا حول الحوار والمصالحة الوطنية" بأنه انتصار. وقال: "لأول مرة في تاريخنا نحقق إجماعاً وطنياً". مخاوف من توتر علاقة الشريكين وأبدت قوى سياسية سودانية مخاوف من أن يؤثر مؤتمر جوبا على العلاقة القائمة بين شريكي الحكم المؤتمر الوطني والحركة الشعبية. وقال الأمين السياسي للحزب الوطني الاتحادي عز العرب حمد النيل، إن المؤتمر سيلقي بظلال سالبة على العلاقة بين الشريكين، لكنه قال إن هذه الظلال لا ترقى الى مستوى إصابة الشراكة بكثير من الشرارات. ودعا الأمين العام للمجلس القومي للشؤون الخارجية الدكتور حسين سليمان أبوصالح الى لقاء عاجل بين الشريكين وحلفائهما لتنقية توتر مؤتمر جوبا. وأضاف يمكن تبديد المخاوف والتوتر بأن ينحاز الشريكان الى صوت العقل والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يؤدي الى توتر العلاقة القائمة بينهما بخصوص اتفاقية السلام الشامل.