رحّبت الخارجية السودانية ببعض بنود قرار مجلس الأمن، ومن بينها إدانة اعتداء جوبا على هجليج وتكوين لجنة لتقصي الحقائق حول تخريب الحقل، لكنها رفضت ما سمته "التهديد" الذي سيطر على بنود خاصة استئناف المفاوضات بين الدولتين. وتبنى المجلس، الأربعاء، بالإجماع، قراراً يطالب السودان وجنوب السودان بوقف الأعمال العدائية خلال ثماني وأربعين ساعة والدخول في مفاوضات دون شروط، وأمهل البلدين مدة ثلاثة أشهر لحل الخلافات، وهدد بعقوبات إذا لم يحلا الخلافات. وقالت الخارجية إنها تريد صنع السلام مع جنوب السودان، معربة عن الأمل في رد إيجابي من قبل جوبا على قرارات الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي لوضع حدٍّ للعمليات العدائية. وانتقد مندوب السودان لدى الأممالمتحدة، دفع الله الحاج، القرار، باعتبار أن التهديد ليس جزءاً من خطة السلام التي تبناها الاتحاد الأفريقي، مشدداً على أن بلاده لن تدخل في مفاوضات مع جنوب السودان قبل أن يوقف دعمه للحركات الدارفورية المتمردة. ترحيب نسبي وقال بيان للخارجية صدر مساء الأربعاء إن السودان يرحب بإدانة مجلس الأمن الدولي لاعتداء دولة جنوب السودان وعدوانها على "هجليج"، ودعوته لتكوين لجنة تقصي حقائق بشأن التخريب الذي أحدثه العدوان في المنطقة وفي المنشآت النفطية. وجددت الخارجية ثقة حكومة السودان في الآلية الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة الرئيس ثابو مبيكي، وأكدت استعداد السودان للتعاون معها لإنجاز ما أوكل إليها من قبل الاتحاد الأفريقي. وشدد البيان على أن هدف حكومة السودان الاستراتيجي، هو إحلال السلام الدائم مع دولة الجنوب، وأعرب عن الأمل في أن تتجاوب حكومة جنوب السودان مع متطلبات قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي وقرار مجلس الأمن. وذلك بإعطاء الأهمية القصوى لقضايا الأمن والسلم والعودة إلى طاولة المفاوضات بجدية وإرادة سياسية تؤدي إلى إنهاء ملف القضايا الأمنية العالقة، بما يفتح الباب لتناول بقية القضايا وحلها في إطار الوساطة الأفريقية. تجديد ثقة وجدد البيان بهذه المناسبة التأكيد على موقف حكومة السودان والتزامها بالحلول الأفريقية للمشكلات والنزاعات الأفريقية، كما اقترحتها مؤسسات الاتحاد الأفريقي وعلى رأسها القمة الأفريقية. وأعربت الخارجية السودانية عن شكرها وتقديرها لأصدقاء السودان في مجلس الأمن الذين كان لموقفهم الأثر الواضح في إزالة بعض التشوهات التي شابت مشروع القرار عند طرحه أولاً، وفي إدراج بعض الفقرات الإيجابية بالقرار وتحسين البعض الآخر. وقبل صدور قرار مجلس الأمن بساعات قال رئيس كتلة المؤتمر الوطني بالبرلمان السوداني، غازي صلاح الدين العتباني، إن مبدأ إحالة القضية إلى المجلس من قبل الاتحاد الأفريقي وبدون تفويض من السودان موقف مؤسف ومريب ويستدعي النظر في جدوى تولي الاتحاد الأفريقي لهذه المبادرة. وأضاف للصحافيين: "تصرف المجلس الأفريقي سيكون بمثابة إشعال نيران أخرى لا تقل خطورة من نيران هجليج لأنه قرار خبيث"، متهماً مجلس الأمن بعدم الديمقراطية وأنه مؤسسة تتعامل مع قرارتها كأنها مُنْزلة من السماء. من جهة ثانية، حذَّر البرلمان وزارة الخارجية من التعامل مع خارطة الطريق التي وضعها الاتحاد الأفريقي، مؤكدة أنها فخ جديد، وطالبتها بأن تبلغ الدول الأفريقية المنضوية تحت المنظومة بأن تحويل ملف هجليج لمجلس الأمن ليس من احتصاصاتها، معلناً زهد السودان في الوساطة الأفريقية.