أثارت الأزمة الأخيرة بين قائد فريق نادي الهلال هيثم مصطفى والمدرب الفرنسي غارزيتو الكثير من ردود الأفعال، ومع استمرار الأزمة بين اللاعب والمدرب تحولت إلى قضية رأي عام، وأفردت لها الصحافة الرياضية مساحات واسعة وصارت حديث المجالس. وقد فجرت هذه الأزمة تساؤلات عديدة حول الأولويات في الهرم الكروي وأيهما صاحب القرار والأكثر تأثيراً المدرب أم اللاعب النجم؟ ؛؛؛ مدرب الميلان تعامل بحكمة مع لاعبه إبراهيموفيتش ونجح في قراءة نفسيته ليستفيد في المقابل من إمكانياته العالية ويوظفها لمصلحة الفريق ؛؛؛ حكمة إليغري مطلوبة في العالم تدور نقاشات كثيفة حول هذا الموضوع لوجود نماذج متباينة. ففي إيطاليا مثلاً مازالت تصريحات مهاجم فريق ميلان الشهير إبراهيموفيتش حول اللاعب الذي يفضل أن يكون بجواره في خط الهجوم، مركزاً على أنه يفضل وجود كاسانو رغم الحالة المرضية التي تعرض لها اللاعب. وهو ماجعل التحليلات تذهب إلى أن اللاعب لايفضل المهاجم البرازيلي باتو. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ولكن تصريحات إبراهيموفيتش فتحت ملفات اللاعب وتدخلاته المستمرة في تشكيلة الفريق رغم وجود مدرب صاحب شخصية قوية مثل أليغري. كما أعادت الملفات فترة وجود إبراهيموفيتش في الدوري الأسباني مع برشلونة والخلافات الكبيرة بينه ومدرب الفريق وقتها غوارديولا الذي تقدم مؤخراً باستقالته من تدريب الفريق وكيف وصل الخلاف بينهما إلى طريق مسدود ليغادر اللاعب بعدها إلى فريقه الحالي ميلان. الخلاف بين غوارديولا وإبراهيموفيتش يبدو قريباً من الخلاف بين المدرب غارزيتو وقائد فريق الهلال هيثم مصطفى، رغم أن مسيرة اللاعب السويدي إبراهيموفيتش تنقل لنا رفض لتدخلاته من الأسباني غوارديولا وقبول من الإيطالي إليغري. وإن كان بعض المحللين يصفون طريقة تعامل مدرب ميلان مع اللاعب بالحكيمة وأنه نجح في قراءة نفسية لاعب كبير ومؤثر مثل إبراهيموفيتش ليستفيد في المقابل من إمكانياته وقدراته الفنية العالية ويوظفها لمصلحة الفريق دون أن يتنازل عن شخصيته كمدرب له الكلمة والقرار الأخير في كل مايتعلق بالفريق. غارزيتو يتهم الكابتن قضية كابتن الهلال ومدرب الفريق متشعبة ومعقدة لدرجة يصعب الحكم فيها حكماً قاطعاً، فقد بدأ الخلاف حسب المعلومات الواردة من مصادر قريبة عند أول ظهور لهيثم مصطفى وزملاءه بالمنتخب في تدريبات فريق الهلال بعد عودتهم من نهائيات أمم أفريقيا الأخيرة بغينيا والجابون. ؛؛؛ الأزمة فجرت تساؤلات عديدة حول الأولويات في الهرم الكروي وأيهما صاحب القرار والأكثر تأثيراً المدرب أم اللاعب النجم ؛؛؛ وتفيد المعلومات أن أول كلمات ذكرها غارزيتو عند استقباله للاعب (أسمع أنا المدرب وصاحب القرار وأنت عندي لاعب ولن أسمح لك بالتدخل في الشأن الفني). مما أوحى للاعب أن هناك جهة ما أوغرت صدر المدرب تجاهه خاصة وأنه لم يلتقيه من قبل ولاتوجد سابق معرفة بينهما. ويدعم هذا الحديث تفسير آخر يرى أن مشكلة اللاعب مع المجلس الحالي قبل تعيين المدرب غارزيتو والجهاز الفني والإداري وهي المشكلة التي أدت لإعلانه اعتزال لعب الكرة في المغرب عقب مباراة الهلال والرجاء المغربي الموسم الماضي في بطولة الأندية الأفريقية، وكان يدرب الفريق وقتها المدرب الصربي ميشو. وفي المقابل يرى بعض المراقبين أن قائد فريق الهلال ومعشوق جماهيره يبقى لاعباً في صفوف الفريق وتخضع مشاركته في المباريات من عدمها لتقدير المدرب خاصة بعد التصريحات الأخيرة للفرنسي غارزيتو والذي وجه اتهامات مباشرة لهيثم مصطفى بأنه يفتعل المشاكل ويرفض الخضوع للتدريبات ويختار المباريات التي يشارك فيها والتي يرفضها. ؛؛؛ مشكلة كابتن الفريق مع المجلس الحالي قبل تعيين المدرب غارزيتو وهي التي أدت لإعلانه اعتزال الكرة عقب مباراة الهلال والرجاء المغربي ؛؛؛ جودية فاشلة ولم تتوقف الأزمة عند العلاقة بين اللاعب والمدرب ليتم حسمها في هذا الإطار ولكنها أخذت اتجاهات وأبعاد أخرى بتدخل شخصيات من خارج محيط مجلس الإدارة بعقد اجتماعات مشتركة بين المدرب واللاعب فشلت كلها في الوصول إلى حل وهذه الطريقة (الجودية) لاتوجد إلا عندنا (تقريباً) لأن النشاط الرياضي في العالم يخضع للوائح والقوانين وفي مثل هذه الحالة من الصراعات والتي تدور في الغالب حول القرار (من يملكه؟) يصل مجلس الإدارة لقرارات حاسمة ينحاز فيها إما للمدرب أو اللاعب. في إيطاليا حدثت أزمة شهيرة بين مدرب ميلان وقتها أنشيلوتي والنجم البرازيلي الأشهر ريفالدو والذي كان في قمة تألقه الكروي، وكانت رؤية أنشيلوتي الفنية أن يشارك ريفالدو في وظيفة بعينها في الملعب وهو مارفضه ريفالدو ليبعده أنشيلوتي إلى دكة البدلاء ويظل حبيساً لها إلى أن غادر صفوف الفريق. وهو نموذج لانحياز مجلس إدارة الفريق الإيطالي للمدرب. المجلس صاحب الكلمة هناك نموذج آخر هذا الموسم حدث بالدوري الإنجليزي في الخلاف الشهير بين مدرب فريق مانشستر سيتي (مانشيني) ومهاجم الفريق المميز الأرجنتيني تيفيز والذي وصل للاحتكاك بين اللاعب والمدرب عقب تبديله في إحدى المباريات وهو ماجعل المدرب يبعده عن تشكيلة الفريق، وكاد أن يغادره نهائيا إلى أن حلت المشكلة مؤخراً بين الطرفين. وعاد اللاعب للمشاركة مجدداً مع الفريق كبديل وهو مايؤكد من جانب آخر انحياز مجلس إدارة مانشستر سيتي للمدرب وعدم التفريط في اللاعب في ذات الوقت بالتدخل لحل الإشكال بينهما. وهكذا نجد أن تحديد الجهة التي تملك القرار في مثل هذه الحالات (اللاعب أم المدرب؟) يخضع في النهاية للكيفية التي يدير بها مجلس الإدارة النادي وهذه الكيفية هي التي تحدد انحيازه لأحد الطرفين أو لهما معاً.