قال الرئيس السوداني عمر البشير إنه كان من الممكن إنزال "مجاهدين حقيقيين" بقدر المتظاهرين في الشوارع، ووصف المتظاهرين ضد الإجراءات الاقتصادية ب"شذاذ الآفاق"، مؤكداً أنهم كانوا قلة ولم يجدوا أي تجاوب من الشعب السوداني. وكان النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه قد أكد كفالة حق التظاهر والتعبير ضد الإجراءات الاقتصادية شريطة أن لا يتعدى ذلك حدود القانون. وقال طه أمام البرلمان يوم الأحد إن المواطن السوداني ضرب مثالاً عظيماً في تفهم الإجراءات الاقتصادية الأخيرة. وانتشرت احتجاجات في الخرطوم ومدن سودانية أخرى قبل أكثر من أسبوع بسبب إجراءات تقشف اتخذتها الحكومة. وقال البشير الذي كان يخاطب ملتقى جهادياً لطلاب في الخرطوم ليل الأحد، إن الذين ينتظرون ربيعاً عربياً عبر الإصلاحات الاقتصادية في الدولة خاب ظنهم، مضيفاً أن السودان شهد بالفعل الربيع العربي عدة مرات. وتابع قائلاً إنه "عندما يثور الشعب السوداني يخرج كله وأن الناس الذين يحرقون إطارات السيارات قلة من المحرضين". طواف البشير وقلل الرئيس السوداني من التظاهرات التي شهدتها الخرطوم خلال الأيام الماضية وقال إنه طاف بسيارة مكشوفة وتلقى هتافات مؤيدة من مواطنين. وتوعدت الشرطة في ساعة متأخرة من مساء السبت بإخماد أحدث اضطرابات بالقوة وفوراً. وأقر البشير بوجود أزمة اقتصادية ولكنه قال إنهم حددوا الأسباب ووضعوا العلاج، وأشار إلى أن دعم المحروقات يذهب لصالح الأغنياء من الخزينة العامة للدولة مؤكداً أن الدعم سيكون مباشرة للفقراء. وأكد البشير أن وفد السودان المفاوض في أديس أبابا لن يقدم تنازلاً لوفد دولة جنوب السودان، وبرر تنازلهم في الماضي لداوعي الوحدة والسلام، وزاد "قدمنا ما فيه الكفاية ولم ننتظر شكراً من أحد ولا يضيرنا إذا لم يلتزم الآخرون".