أجمع عدد من الجنوبيين المقيمين بشمال السودان، على أحقية مشاركتهم في الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب المقرر إجراؤه عام 2011، معتبرين التصويت في الاستفتاء حقاً لا يقبل المساومات، في وقت لا تزال النقطة مثار خلاف بين الشريكين. وفندت مجموعة من الجنوبيين في استطلاع أجرته قناة الشروق أمس السبت، إمكانية الرضوخ لأي ضغوط لتفضيل أحد الخيارين الوحدة أو الانفصال. وأضاف المستطلعون أن مثل هذا القرار يعد شخصياً وينبع من قناعات محددة وقراءات لواقع الجنوب بحسب متطلبات الفرد واحتياجاته. واختلفت المجموعة حول أسباب البقاء في الخرطوم بمنأى عن أهلهم في الجنوب. وبرروا مكوثهم في الشمال بأنه "اقتضته ظروف". وقال آخرون إنه يحق لأي سوداني أن يعيش في أية منطقة يختارها في البلاد. الدستور يتيح التنقل واستند المتمسكون بالعيش في الشمال، بالتأكيد على أن الدستور كفل لهم حرية التنقل في أرجاء البلاد، وأباح لأي مواطن الاستقرار في أي مدينة إذا رأى ذلك مناسباً له ولأسرته. ونقلت قناة الشروق اليوم جوانب من حياة أسرة جنوبية بحي الوحدة بمدينة عطبرة شمال البلاد عدتها نموذجاً للتعايش والتلاحم بين الشماليين والجنوبيين. واستغرب إبراهيم وول نكير من الجنوبيين الموجودين في العاصمة، الخلاف العميق بين الشريكين في أمر الاستفتاء ومن يصوت له، في حين أن اتفاقية السلام حسمت النقطة في نصوصها، وقالت إنه يحق لأي جنوبي التصويت عليه. وأضاف قائلاً: "أتحدث نيابة عن جنوبيي الشمال، ولن نتنازل عن حقنا في التصويت على الاستفتاء ولن نقبل بالمساومة للعدول عن موقفنا". شرعية الإقامة في الشمال " عبود أرنس جنوبي يقيم في الخرطوم لأكثر من 20 عاماً يقول إن قرار الانفصال أو الوحدة ينبع من قناعات شخصية ولا يرضخ لأية إملاءات جانبية "ويرى الشاب الثلاثيني أيزك جون، أن تجاوز الجنوبيين بالشمال في شأن الاستفتاء يعد في حد ذاته عدم اعتراف بشرعية وجودهم في الشمال. وقال: "إن الدستور كفل لي حرية التنقل، وأن وجودي في الخرطوم يعد قانونياً ولن يمنعني من حقي في التصويت". وأبرز الاستطلاع ردود فعل جنوبية أخرى حول الإقبال على خياري الانفصال والوحدة. وقال عبود أرنس جنوبي يقيم في الخرطوم لأكثر من 20 عاماً إن قرار الانفصال أو الوحدة ينبع من قناعات شخصية ولا يرضخ لأية إملاءات جانبية. وأشار الى أن الأمر يتطلب دراسة عميقة من الشخص نفسه، وإحداث موازنة بين الواقع الذي يعيشه في الشمال وما هو متوافر في الجنوب من خدمات. ويرى جوزيف بوركن جنوبي رابع مقيم في شمال السودان، إنه سيتحدث عن خيار الوحدة والانفصال من ناحية شخصية. جوزيف يريد الانفصال ويؤكد جوزيف كحالة متفردة في الاستطلاع، أنه يريد الانفصال ويؤمن به. واستدرك لكنني لن أعود الى الجنوب إلا بضمانات حقيقية منها هل الوضع هناك ملائماً للعيش. وأضاف إذا تأكدت من ذلك سأغادر اليه في هذه اللحظة. الى ذلك، عكس الاستطلاع جوانب من حياة حي الوحدة في مدينة عطبرة. ونقلت الكاميرا مشهد كنيسة على بعد كيلو مترات من المسجد، ما يدل على التعايش الديني في المنطقة. والتقت مجموعة من المواطنين أكدوا تماسك النسيج الاجتماعي في المنطقة وأنه لا توجد أي فوارق طبقية بين الشماليين والجنوبيين هناك. وقال سايمون لاك ترزي مشهور في المنطقة جاء الى مدينة عطبرة وعمره عام، لم يساورني الإحساس بأنني غريب عن أهل هذه المنطقة. وأضاف: "أشارك الناس هنا في جميع المحافل، في الأفراح والأتراح"، وأمارس حياة طبيعية معهم دون تفرقة.