أعلنت سلطات ولاية شمال دارفور عودة 25 ألف نازح الى قراهم خلال الأشهر الماضية، وأكدت أنهم يعيشون أوضاعاً مستقرة لتوفر الإمدادات الحيوية، في وقت شكا عائدون الى قرية جميزة بجنوب دارفور من انعدام الخدمات. وقال مسؤولون بحكومة شمال دارفور، بعد استقبالها أمس الثلاثاء وفداً برلمانياً إيطالياً، إن عودة النازحين تشهد تقدماً ملحوظاً في الآونة الأخيرة. وأكد المسؤولون أن النازحين يعيشون أوضاعاً مستقرة بعد أن وفرت لهم الولاية سبل العيش الكريم. وامتدحوا ما قامت به منظمة كوبي الإيطالية بتدريب 1200 مزارع على الاستخدامات الحديثة لمياه الري. ومن جانبه، قال رئيس وفد البرلمان الإيطالي جياني فانتين، إن بلاده تدعم بشدة كل المبادرات التي تقود لتحقيق الاستقرار في منطقة دارفور. واقع سيء في جميزة وفي السياق ذاته، أجرت قناة الشروق جولة للوقوف على أوضاع النازحين في إحدى قرى العودة الطوعية بمنطقة جميزة الواقعة بمحلية كاس بجنوب دارفور. وأبدى العائدون امتعاضاً كبيراً من الأوضاع السيئة التي يعيشونها، مستشهدين بعدم توفر أبسط الخدمات من صحة وتعليم وغذاء. وعكست كاميرا الشروق تحول إحدى المدارس في المنطقة الى مأوى يحتضن النازحين. وقال حسن محمد، شاب ثلاثيني من أهالي المنطقة، إن الولاية نجحت في إقناعنا بالعودة الى القرى الطوعية وترك معسكرات النازحين، لكنها فشلت في توفير أبسط مطالب الحياة من صحة وغذاء وتعليم. وأشار الى أن سكان القرية يعيشون أوضاعاً مأساوية ومعاناة مضاعفة تفوق معاناتهم في معسكرات النازحين. وتطالب أم كلثوم، التي تنتمي لذات القرية، بالاتصال ببعض المنظمات لمدهم بما يعينهم على مجابهة الحياة.