هبطت الطائرة التي تحمل جثمان فنان الشباب الأول محمود عبد العزيز ليل الخميس في مطار الخرطوم بعد أن واجهت صعوبات في الهبوط بسبب التدافع الجماهيري غير المسبوق واقتحام أعداد كبيرة من المحبين لمدرج المطار الداخلي. واضطرت الشرطة لاستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق الجموع التي رفضت مغادرة مدرج المطار. وأكد مصدر مسؤول بالمطار أن عملية هبوط الطائرة واجهت صعوبات كبيرة لوجود عدد كبير من الجماهير داخل المدرج. وأغلقت السلطات منذ وقت مبكر شارع المطار في وجه السيارات المتجهة إلى قلب الخرطوم وغيرت حركة المرور إلى شارع محمد نجيب وبعض الطرق الفرعية الأخرى. وكانت أعداد غفيرة أخرى من الجمهور توجهت منذ وقت مبكر إلى منزل الفقيد في حي المزاد بالخرطوم بحري. حالات إغماء وأكد شهود عيان حدوث حالات إغماء وسط المعجبين الذين نقلت أعداد كبيرة منهم إلى مستشفى بحري لتلقي العلاج. وتوفي محمود صباح الخميس وهو المطرب السوداني الأكثر شعبية بين الشباب. وعاش معجبو المطرب الشهير ب"الحوت"، حالة من الحزن والترقُّب طيلة الأسبوع الماضي بسبب موته دماغياً في إحدى مشافي العاصمة الأردنية عمان. ومن مفارقات القدر أن السودانيين فجعوا في محمود عبدالعزيز في ذكرى رحيل الفنان مصطفى سيد أحمد في 17 يناير 1996م، وما يربط بين الفنانين جماهيريتهما التي ترتبط بأغانيهما إلى حد الهوس. وتمتع "الحوت" بصوت قوي طالما أشاد به النقاد، وبدأ الغناء في تسعينيات القرن الماضي ووجد تجاوباً جماهيرياً منقطع النظير خلال السنوات الماضية، وظلت جماهيريته تزداد يوماً بعد يوم حتى لقب ب"فنان الشباب الأول". بداية بالمسرح ومحمود عبدالعزيز من مواليد حي المزاد بالخرطوم بحري سنة 1967م، وأحب التمثيل منذ بدايات نشأته، وكان يتخذ من منزله مسرحاً بوضع الكراسي ليمثل عليها مع أقرانه. خلال الفترة ما بين 1988م حتى عام 1994 كان محمود يغني في الحفلات العامة والأعراس وشهدت هذه الفترة ميلاد العديد من الأغنيات مثل "سمحة الصدف". في العام 1994، شهد ميلاد أول ألبوم لمحمود عبدالعزيز باسم "خلي بالك" من شركة "حصاد" وحوى خمسة أعمال خاصة. بدأت قصة مرض "الحوت" في يونيو 2012 بتعرضه لآلام حادة بالبطن وتم عرضه على الأطباء بمستشفى رويال كير بالخرطوم وتم تشخيص المرض كقرحة متفجرة تحتاج لتدخل جراحي مستعجل وأجريت العملية بنجاح. لكن تكررت الآلام في ديسمبر الماضي وأجريت لمحمود عملية ثانية في ذات المستشفى، إلا أنه خلال الأيام الأربعة التي تلت الجراحة تدهورت الحالة الصحية فتم تدخل جراحي وأصبح بعدها يعتمد على التنفس الصناعي بنسبة 100% ليتم نقله للعلاج في الأردن.