يُختتم مساء اليوم (الأربعاء 30 يناير 2013)، مهرجان (الشفاء الثقافي) السينمائي، في دورته الأولى، بعرض خمسة أفلام قصيرة، بالمجلس الثقافي البريطاني. وقد انطلق المهرجان في 26 يناير المنصرم، بيوم مفتوح لرياضة الأطفال المعاقين، بنادي الأسرة. عروض اليوم الأفلام المعروضة اليوم هي؛ (مجرد الطفل) إخراج الطاهر داؤود، و(الذين سرقوا الشمس) إخراج الطيب صديق، و(صنّاع الملح) إخراج تغريد السنهوري، و(إنسان) إخراج الرائد السينمائي، إبراهيم شداد، و(المحطة) إخراج السينمائي المخضرم، الطيب مهدي. ذلك من بين 11 فيلماً سودانياً قصيراً يقدِّمها المهرجان، لثلاث مخرجات وستة مخرجين، وهي أفلام من إنتاج مؤسسة (الشفاء الثقافي)، ومشروع (سودان فيلم فاكتوري) الذي يتعهده المركز الثقافي الألماني، إضافة إلى الإنتاج المستقل. ؛؛؛ المهرجان –الذي يعد الأول من نوعه في السودان– تنظمه مؤسسة (الشفاء الثقافي) بمشاركة؛ مركز نسق للإعلام، ووزارة الثقافة والإعلام، والسفارة البريطانية، والاتحاد الأوروبي ؛؛؛وتنظم المهرجان –الذي يعد الأول من نوعه في السودان– مؤسسة (الشفاء الثقافي) بقيادة السينمائية تغريد السنهوري، بمشاركة؛ مركز نسق للإعلام، ووزارة الثقافة والإعلام بولاية الخرطوم، والسفارة البريطانية، وبعثة الاتحاد الأوروبي، ومنظمة كونكريدس البريطانية. افتتاح المهرجان وأُفتتح المهرجان رسمياً مساء 27 يناير المنصرم، بفندق السلام روتانا، بحضور؛ وزير الشباب والرياضة الفاتح تاج السر، والمدير العام بوزارة الثقافة والإعلام بولاية الخرطوم عبدالإله أبوسن، وسفير المملكة المتحدة في السودان د.بيتر تيبير، ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في السودان السفير توماس يوليشيني. وقال سفير المملكة المتحدة، إنهم يدعمون هذا المهرجان لإدراكهم الإسهام الإيجابي للسينما في الحياة الثقافية والاجتماعية في المملكة المتحدة، حيث أسهمت صناعة السينما في دعم الاقتصاد الوطني للمملكة بأكثر من 4.6 مليون جنيه. كما أشار سفير المملكة المتحدة إلى أن السودان كان في طليعة الدول الأفريقية في صناعة السينما إبّان عقود الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، واعتبر أنه من المثير أن يتم عرض أفلام سينمائية سودانية مُنتَجة من قبل سينمائيين سودانيين. وقال سفير الاتحاد الأوروبي إن قوة المشروع تكمن في اعتماد الفن المرئي، خاصة أن المشروع جاء في فترة تحولات تاريخية يمر بها السودان، وعدّ مشروع (الشفاء الثقافي) يتفق ومبادئ الاتحاد الأوروبي. تكريم جاد الله جبارة وتواصلاً لكلمات حفل الافتتاح، أشاد بالمهرجان كل من؛ وزير الشباب والرياضة، والمدير العام بوزارة الثقافة والإعلام بولاية الخرطوم الذي اعترف بوجود إشكالات أدت لغياب السينما في السودان؛ ذلك مع الإقرار بأهمية وجودها. ؛؛؛ سفير الاتحاد الأوروبي قال أن قوة المشروع تكمن في اعتماد الفن المرئي، خاصة أن المشروع جاء في فترة تحولات تاريخية يمر بها السودان ؛؛؛ وكرّم المهرجان، بمعية المسؤولَين؛ الرائد السينمائي السوداني الراحل، جاد الله جبارة، في شخص ابنته سارة، إلى جانب مديرة تجمع المراكز الثقافية الأوروبية (يونيك) في السودان، مديرة معهد جوتة (المركز الثقافي الألماني)، ليلي كوبلر، لمساهمة الاتحاد الأوروبي والمعهد الألماني في دعم المشاريع السينمائية، إضافة إلى أسرة إسماعيل عبدالكريم، المصور في فيلم (طبول النيل) الذي توفي مؤخراً إثر حادث طيران. فيلما الافتتاح وعُرض في حفل الافتتاح فليمَي؛ (موسى) من إخراج محمد مرزوق، و(طبول النيل) من إخراج محمد عبدالعظيم "فوكس"، ويتعرّض الفيلم الأول لحياة موسى. ؛؛؛ المهرجان كرّم الرائد السينمائي السوداني الراحل، جاد الله جبارة، في شخص ابنته سارة، إلى جانب مديرة تجمع المراكز الثقافية الأوروبية (يونيك) في السودان، ومديرة معهد جوتة ؛؛؛ وهو أحد المحاربين القدامى الذي تعرّض لإعاقة جسدية دفعت به إلى الانهيار نفسياً حدَّ الإعاقة الذهنية ثم التشرُّد، فصمت عن الكلام وصار يعبّر بالرسم والكتابة، اللذين يعكسان موهبته الفنية. ولأنه صاحب حساسية عالية فقد ازدادت حالته سوءاً بعد انفصال الجنوب وهو الذي قاتل على عقيدة أن البلد واحد والشعب واحد. ويتناول فيلم (طبول النيل) قصة عازف (درامز) جنوبي، يضطر في العودة إلى الجنوب بعد أن فقد عمله في الشمال وبعد أن تركته زوجته وغادرت إلى الجنوب باحثة عن حياة أفضل. وتتنازعه العواطف وهو ينتقل إلى الجنوب إذ يفارق رفاقه في فرقته (طبول النيل)، ويفارق أهالي حيّه الذين عاش بينهم، فيقرر أن يقيم لهم حفلاً كبيراً يشاركه فيه أعضاء فرقته (طبول النيل) مؤكداً أن العلاقة لن تنقطع ما دام النيل يجري. أفلام تجسّد فكرة الشفاء الثقافي إلى جانب ذلك؛ عرضت أفلام؛ (مواطن الفتح)، و(أم مجهولة)، إخراج تغريد السنهوري، و(أوف لاين) إخراج عفراء سعد، و(سفرجت) إخراج ولاء عبدالعزيز. وهي أفلام –مع رصيفاتها– جسدت فكرة الشفاء الثقافي، التي تقول تغريد السنهوري إنها أخذتها من بريطانيا التي شهدت تحولاً طبقياً ومعالجة لموضوع العنصرية إبّان الثمانينيات التي هاجرت تغريد فيها إلى بريطانيا. فعايشت مظاهرات السود وعمال المناجم التي احتوتها بريطانيا وعالجتها عبر الفن، وهو ما عزز ثقة تغريد –كصانعة أفلام وثائقية– بقدرة الفن على تغيير المجتمع نحو الأفضل، باعتبار أن الفن عنصر ذو فعالية أكبر من الاقتصاد والسياسة في صناعة التحولات. ؛؛؛ مشرفة المهرجان تغريد سنهورى قالت إن أفلام هذا العام، لا تتعاطى مع القضايا عبر الخيال وإنما عبر النظر بشجاعة وبصدق إلى واقع معين ؛؛؛ وقالت تغريد إن أفلام هذا العام، لا تتعاطى مع القضايا عبر الخيال وإنما عبر النظر بشجاعة وبصدق إلى واقع معين، وطَرْح سؤال "هل يمكننا أن نأتي بالشفاء إلى هنا؟"، أي كيف يمكننا توسيع مفاهيمنا أو تحويلها لنتفهّم هذه القضية أو هذه الحالة. فكرة (الشفاء الثقافي) ولنقل فكرة (الشفاء الثقافي) من حجرة الدراسة إلى آفاق المجتمع، واستلهاماً للأفلام المشاركة في الدورة الأولى؛ نظَّم المهرجان، على هامش فعالياته، ورشتين؛ إحداهما، بمدينة الفتح بأمدرمان، لتطوير مهارات النساء اللواتي يعُلن أسرهن ولإعانتهن على بناء الثقة بأنفسهن، ونسّقت الورشة فاطمة الكونتي. الورشة الأخرى، بفندق كورنثيا، حول رياضة المعاقين، نسّقتها روزا بارو وهِبَة الريح، لاستكشاف وخلق الفرص للمعاقين، للمشاركة في النشاطات الرياضية. وهي الورشة التي شكلت امتداداً لليوم الرياضي للمعاقين الذي بدأ به المهرجان فعالياته.