أبدت الحكومة السودانية قلقها من تنامي ظاهرة اختطاف عمال الإغاثة بإقليم دارفور، واقترحت إجراءات "حماية ناعمة" حول مقار ومنسوبي منظمات الإغاثة، وأدانت وزارة الشؤون الإنسانية في الخرطوم عملية اختطاف موظف إغاثة فرنسي تابع للصليب الأحمر. وأشار سياسيون ورسميون تحدثوا لقناة الشروق الجمعة، الى أن حوادث الاختطاف لا تعبر عن قضايا ومطالب أهل دارفور، ولكنها تصدر من مجموعات مسلحة تبحث عن مكاسب سياسية أو مادية بعد أن فشلت الحرب في تحقيق أهدافهم ومطامعهم الشخصية وبات الحل السياسي هو الأقرب. وأكد وزير الدولة بوزارة الشؤون الإنسانية السودانية عبدالباقي الجيلاني، أن حكومته بصدد وضع خطة بعيدة المدى تشتمل على عدة محاور أهمها عمل إجراءات حماية ناعمة حول مقار ورئاسات المنظمات الإنسانية وإجراء اتصالات وتفاهمات مع زعماء القبائل بجانب تنفيذ مشروعات تنمية حقيقية في دارفور. العمل الإنساني ضحية للاختطاف وأبلغ وزير الدولة بوزارة الشؤون الإنسانية الشروق أن ظاهرة الاختطاف من شأنها التأثير على العمل الإنساني، حيث إن اختطاف موظفتي منظمة "جول" الإيرلندية أثر على الأنشطة الإنسانية بشمال دارفور، موضحاً أن اختطاف موظف الصليب الأحمر الذي وقع أمس بغرب دارفور بحق موظف فرنسي من شأنه، أيضاً، إعطاء تأثيرات سالبة، خاصة وأن الصليب الأحمر بطبيعته الأمنية لديه علاقات جيدة مع كل الأطراف. من جانبه، قال الفريق آدم حامد موسى الوالي السابق بولايات دارفور، إن اختطاف عمال الإغاثة يتم للاسترزاق وليس من أجل قضية دارفور، لأن خدمة القضية ليس بالاختطاف، منوهاً الى وجود أكثر من 200 منظمة أجنبية بدارفور أصبح أمنها غير مستتب بسبب هذه الظاهرة الخطيرة التي ستؤثر على إنسان دارفور، حسب تعبيره. الحكومة: الأمن مستتب رغم الاختطاف وعبر وزير الحكم المحلي بجنوب دارفور جادين جودة الله، عن أسفه لتنامي ظاهرة الاختطاف، وعده مجرد يأس من حل أزمة دارفور، مفيداً أن العمليات محدودة وليست ذات خطورة على الأوضاع الأمنية في الإقليم. وقال إن المنظمات بدارفور جاءت لأهداف طوعية وبالتالي تستحق العرفان. وأدانت الحكومة السودانية على لسان وزير الدولة بوزارة الشؤون الإنسانية عبد الباقي الجيلاني، عمليات اختطاف العاملين في مجال العون الإنساني في دارفور. ووصف الجيلاني الاختطاف بالعمل غير المقبول، وأكد أن الحكومة لن تتعامل مع الخاطفين إلا عبر القانون وتقديمهم لمحاكمات عادلة، وأكد "نعمل بكل إمكانات لاجتثاث الظاهرة ولن ندفع أو نشجع الآخرين على دفع فدى مالية". وتعد عملية اختطاف موظف الصليب الأحمر أمس بغرب دارفور خامس عملية اختطاف لعمال الإغاثة الأجانب في الإقليم خلال أقل من عامين.