تزايدت الشكاوي وسط سكان مدينة عطبرة، بولاية نهر النيل شمالي السودان، جراء تلوث بيئي ناجم عن بواعث الغبار من مصنعين للأسمنت والكيماويات، مستهجنين تشييد مصانع بأحياء سكنية، معتبرين أنها أضرت بصحتهم وأفسدت بيئتهم بصورة مزعجة. وقال رئيس لجنة الخدمات في المدينة علي فضل المولي، خلال جولة استطلاعية لمراسل الشروق في المنطقة عصام الحكيم، إن تشغيل مصنعي أسمنت وآخر كيماوي بعطبرة قد تسبب في إزعاج سكان المنطقة الذين لم يملوا الشكوى من بواعث الغبار. وأكد أن المصانع تسببت في أضرار صحية جسيمة في المنطقة وأدت الى تلف المنتوجات الزراعية في المنطقة. وأردف قائلاً: "أي أنها أثرت على الصحة ولقمة العيش". وأضاف: "هذا أمر بالغ الصعوبة". مخالفة قانونية تحتاج لعلاج ومن جهته، أكد مدير حماية البيئة بالولاية عبد الإله محمد الحسن أن تشييد المصانع وسط الأحياء السكنية يعد مخالفة قانونية يجب العمل على معالجتها فوراً. وشدد على أن بناء المصانع بموجب المقاييس العلمية العالمية يكون على الأقل على بعد خمسين أو ثلاثين كيلومتراً عن الأحياء السكنية. وأكد أن بواعث الغبار تشكل تلوثاً بيئياً خطيراً يستهدف في المقام الأول صحة المواطن وقوته، ما يتطلب الحسم العاجل. من جانبه، أكد رئيس التلوث البيئي في عطبرة طلعت عيسى أنه قام بزيارة الى المصنع وتأكد من أن الغبار العالق غير صحي ومضر. وأشار إلى أنه ناقش قيادات المصنع بأهمية وضع حلول جذرية أو معالجات أخرى تلتزم بالمقاييس العالمية، وقال إنهم وعدوا بذلك. جدل ووعود بحلول " سلطات نهر النيل أصدرت في السابق قراراً بإغلاق مصنعي أسمنت وكيماويات عطبرة وأمهلت إدارتيهما فترة زمنية لترتيب أوضاعهم تنقضي في أول العام القادم "وفي ظل الجدل المحتدم في المنطقة تؤكد إدارة مصنع أسمنت عطبرة أنها تتفهم الأمر وتعمل على معالجته. وقال مدير مصنع أسمنت عطبرة إحسان عبد الجابر إنه يدرك معاناة المواطنين. وشدد على أن الاهتمام ببيئة الفرد أمر مهم. وقال إن المصنع يجري معالجات من شأنها حل المشكلة الصحية. ويذكر أن سلطات ولاية نهر النيل أصدرت في السابق قراراً بإغلاق مصنعي أسمنت وكيماويات عطبرة وأمهلت إدارتيهما فترة زمنية لترتيب أوضاعهمت تنقضي في أول العام القادم. وتعد المدينة مركزاً رئيسياً لصناعة الأسمنت في السودان. وكانت وزارة الصناعة الاتحادية أعلنت أن العمل يجري في أربعة مصانع جديدة للأسمنت ستدخل دائرة الإنتاج مطلع العام المقبل. وأعلنت الولاية أنها تستقبل في الأيام المقبلة صناعات جديدة.