تؤكد المؤشرات أن مذكرة غازى صلاح الدين ومجموعته، ستكون بمثابة انشقاق جديد فى المؤتمر الوطنى ومحصلتها النهائية مفاصلة جديدة بعد تلك المفاصلة الشهيرة التى أطاحت بعرَّاب الإنقاذ الدكتور حسن الترابى. سابقة تاريخية المذكرة التي قدمها أكثر من ثلاثين من قيادات وأعضاء الحزب الحاكم والحركة الإسلامية للرئيس للبشير، مطالبين فيها بإلغاء قرار رفع الدعم عن المحروقات والسلع الأساسية، وتشكيل آلية وفاق وطني من القوى السِّياسيَّة لمعالجة القضايا السِّياسيَّة المهمَّة، كما أدانوا فيها استخدام القوة المفرطة تجاه المتظاهرين السلميين في إشارة للاحتجاجات الشعبية التي اندلعت قبل فترة ضد قرار رفع الدعم هذه المذكرة تعتبر سابقة في تاريخ الحزب الحاكم الذي لم ينتقد أي من منتسبيه، قمع الحكومة للشعب في أوقات سابقة، إذا استثنينا المفاصلة الشهيرة التي أطاحت بالدكتور حسن الترابي الى خارج اللعبة السياسية، حيث كان الجميع يستلقي برضى واستمتاع على سرير المؤتمر الوطني. ؛؛؛ المذكرة تعتبر سابقة في تاريخ الحزب الحاكم، إذا استثنينا المفاصلة الشهيرة التي أطاحت بالدكتور حسن الترابي الى خارج اللعبة السياسية ؛؛؛ مفاصلة جديدة المراقبون يرون أن هذه المذكرة ستؤسس لانشقاق في الحزب الحاكم، لأن قادته لن يستجيبوا لها وسيضيقون بالموقعين عليها، وسيتم الضغط عليهم بكافة الوسائل حتى يفهموا كما فهم الجميع، أن لا مجال غير الاسترخاء في سرير الحزب الحاكم، فإما أن يرتضوا ذلك أو سيخرجون أو يخرجون من نعيم الحزب. كما أن العديد من القطاعات قد تناصر المذكرة، ولكن أحداً منهم لا يستطيع إعلان موقفه إما خوفاً أو طمعاً، لكن مظاهر الانشقاق قد تتجلى في الاختلاف حول إدارة الأزمة ذاتها، والتي قد تصير دافعاً لغيرهم من قادة الحزب الحاكم للانحياز للشعب، خاصة أن أبرز الموقعين على المذكرة هو غازي صلاح الدين المستشار الأسبق للرئيس، بجانب 10 نواب في البرلمان الذي يهيمن عليه الحزب الحاكم أيضاً. ؛؛؛ الإصلاحيون أعلنوا عن قيام حزب جديد ولكنه لن يخدم قضية الشعب، فهو لن يخرج بعيداً من عباءة الحزب الحاكم، ولن يحمل التغيير المرجو ؛؛؛ مستقبل تيار الإصلاح رغم أن غازي صلاح الدين والعميد محمد إبراهيم واللذان قادا ما يطلق عليه إعلامياً التيار الإصلاحي داخل الحزب الحاكم، كما التفّ حولهم عدد معقول من قيادات الحزب وقطاع من شبابه، إلا أن المد الجماهيري ظل ضعيفاً كما العادة منذ فترة طويلة، حسب القناعة التي ترسخت لدى الجميع ما الاستفادة المرجوة إن قاومت، لذلك فإن المذكرة لن يكون لها أي صدى داخل الحزب الحاكم، أو بالشارع السوداني الذي لهته مشاغل أكل العيش عن البحث البطولات والأمجاد وهو يستحضر أمامه نماذج سابقة امتداداً من أكتوبر 64 وحتى أبريل 85 مع انعدام الرؤية السياسية والاقتصادية وغياب المؤسسات، وسيطرة شخوص على الدولة يتعاملون باستعلاء حتى مع أنصار حزبهم والشعب. ؛؛؛ المراقبون يرون أن المذكرة ستؤسس لانشقاق في الحزب الحاكم، لأن قادته لن يستجيبوا لها وسيضيقون بالموقعين عليها، وسيتم الضغط عليهم بكافة الوسائل ؛؛؛ حزب جديد قيام حزب جديد كما أعلن الإصلاحيون أخيراً لن يخدم قضية الشارع السوداني كثيراً، فهو لن يخرج بعيداً من عباءة الحزب الحاكم، ولن يحمل التغيير الكبير الذي يحلم به الشارع، كما أن كل الأحزاب السياسية الموجودة لم تستطع إقناع الشعب السوداني بجدوى التغيير، حيث صارت هي نفسها على قناعة بعدم الجدوى، واسترخت على سرير المؤتمر الوطني طائعة مختارة.. فمولانا محمد عثمان الميرغني والمتواجد خارج البلاد كرّر تأييده للمؤتمر الوطني أكثر من مرة. والإمام الصادق المهدي صار يتخبط في الآراء، وتدور المحصلة النهائية له بأنه مع المؤتمر الوطني على أن يقف المؤتمر الوطني مع الشعب في تناقض غريب لم يعرفه حزب الأمة طوال سنواته النضالية . والقناعة لدى بعض الأحزاب التي عركت اللعبة السياسية، بأن كل ما يدور ما هو سوى لعبة بغرض بث روح جديد بالشارع السوداني الذي وصل حد الإشباع من المعاناة. ؛؛؛ اللعبة مرت على البعض مرور الكرام ولم يهضمها البعض الآخر، فيما يرى آخرون إن المؤتمر الوطني يستعد لتغيير جلده ؛؛؛ تغيير الجلد هذه اللعبة مرت على البعض مرور الكرام ولم يهضمها البعض الآخر فيما يبدو. وقال آخرون إن المؤتمر الوطني يستعد لتغيير جلده في حالة النوائب، فهو لن يستطيع الاستمرار بحالته الراهنة إذا ما تم تغيير سياسي، وعليه البحث عن جلباب يسع كافة الاحتمالات ليدخل بوجه آخر في حال وصول عهد ديمقراطي رابع، وهو نفس ما فعلته الحركة الإسلامية في نهايات حكم الديكتاتوري جعفر النميري، بعد تحالفها معه لفترة طويلة. والواضح من خلال الحراك الجاري بأن الأمور لن تتغير كثيراً إذا ما حدث تغيير سياسي بالسودان، أو هكذا يود المؤتمر أن يرسل رسالة جديدة قائلاً بأنني سأبقى كحزب حاكم أو معارض في كافة الأحوال.