دعا بونا ملوال مستشار الرئيس السوداني الجنوبيين إلى تحرير أنفسهم من حكم الحركة الشعبية عبر وسائل سلمية، متهماً إياها بإدخال 151 قبيلة جديدة أصبحت تدير المنطقة بصورة سيئة، وأنها لم تلتزم باتفاقية نيفاشا خلافاً لشريكها المؤتمر الوطني. وقال ملوال خلال مخاطبته مؤتمراً للحوار الجنوبي الجنوبي انطلق السبت بقاعة الصداقة في الخرطوم: "على الجنوبيين تحرير أنفسهم سياسياً واقتصادياً وأمنياً من حكم الحركة الشعبية". وأضاف: "لا بد من التحرر منها عبر وسائل سلمية". واتهم ملوال الحركة بإضافة 151 قبيلة جديدة بالجنوب، قائلاً: "أصبحت تلك القبائل تدير الجنوب بصورة سيئة". وتابع أن حزب المؤتمر الوطني أوفى بالتزاماته حيال اتفاقية السلام الشامل الموقعة في عام 2005م. رفض لتعويق الاستفتاء ومن جهته، أكد د. نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون السياسية والتنظيمية في ذات الموتمر، رفض حزبه أية محاولة لتعويق أو تجاوز الاستفتاء في حق تقرير الجنوب المقرر في عام 2011م. وأوضح أن هذا المسلك يفوت على الجنوبيين فرصة التقرير في شؤونهم بصورة قانونية. وشدد نافع على التزام حزبه بقبوله نتيجة الاستفتاء واحترامه لإرادة أهل الجنوب. وعبر عن أمله في استجابة الحركة الشعبية لدعوة الجنوبيين بالأحزاب المختلفة للحوار معهم، وأشار إلى أن اتفاق السلام الشامل ملك للجميع. ونبه إلى أنه لا سبيل لحل قضايا السودان إلا عبر الحوار السوداني لضمان تحقيق النهضة وحماية البلاد من التدخل الأجنبي. المؤتمر امتداد للسابق ومن جانبه، قال اللواء "م" قسم الله عبدالله رصاص رئيس الجلسات إن المؤتمر يعتبر امتداداً لمقررات ملتقى الأحزاب الجنوبية بكنانة قبل أشهر عدة. وشدد رصاص على أهمية خروج المؤتمر بمقررات ومخرجات تصب في صالح المواطنين. وأشار إلى أن مشكلات السودان لا تحل بواسطة حزبين وإنما بمشاركة كل الأحزاب. ونوه إلى ضرورة الحوار مع الحركة الشعبية للمساهمة في القضايا كافة. وانتقد الأصوات الانفصالية التي بدأت تعلو في الفترة الأخيرة، داعياً إلى تحكيم صوت العقل والعمل من أجل الوطن. وأكد البروفسير ديفيد ديشان رئيس الجبهة الديمقراطية لجنوب السودان أن ما يشاع عن انفصال جنوب السودان أمر غير صحيح. وقال: "ليس هناك حزب، بما في ذلك الحركة الشعبية، يمكنه فصل الجنوب، فالأمر حق لمواطنى الإقليم، وعلينا أن نستفيد من تجارب شعوب قد سبقتنا في مثل هذه الأمور". لم يتذوقوا ثمار السلام وشن د. لام أكول رئيس الحركة الشعبية (التغيير الديمقراطي) في ذات المؤتمر، هجوماً عنيفاً على الحركة الشعبية، قائلاً إن الجنوبيين لم يتذوقوا ثمار اتفاق السلام الشامل، رغم تسلم الحركة الشعبية ثمانية مليارات دولار. واتهم الحركة بالفساد في الجنوب وتضييق الخناق على الأحزاب. وأضاف أنها ألغت التعدد الحزبي في الجنوب، رغم أنها تملأ الدنيا ضجيجاً عن الحريات في الشمال. وذكر أكول أن حزبه أصبح يواجه مضايقات إضافية منها، ونوه إلى أن عملية الاستفتاء لا تتم إلا في ظل حكومة راشدة تتمتع بالثقة. وستستمر جلسات المؤتمر لمدة يومين تحت شعار (نحو وحدة الهدف وتحقيق الديمقراطية). وشهدت الجلسة إقبالاً كبيراً من الأحزب الشمالية والجنوبية، على رأسها المؤتمر الوطني، سانو والحركة الشعبية (التغيير الديمقراطي) والأمة القومي والحزب الديمقراطي المتحد والجبهة الديمقراطية لجنوب السودان والمنبر الديمقراطي لجنوب السودان والحزب الوطني الديمقراطي.