طرح البروفيسور السوداني أحمد الصافي كتابه المعنون ب"الحكيم" والذي عكف طوال مدة أربعين عاماً على تأليفه ليقدم عبره خلاصة تجربته في البحث والتقصي للخروج بملامح طب سوداني محلي، يجمع بين صفحاته التراث الطبي في السودان. ويطمح الصافي عبر الكتاب الذي تربو عدد صفحاته على الخمسمائة صفحة من القطع الكبير لتأسيس كتابة عن طب أعمق تفهماً لثقافة المجتمع. ودشن الصافي مؤلفه يوم السبت الماضي بدار اتحاد الكتاب السودانيين وسط حضور نوعي من العلماء والمهتمين. ويحتوي على تسعة فصول ومقدّمة وملاحق وصور تراثية متنوعة تمثل أبرز ملامح الطب السوداني في الزمان القديم. وأوضح البروفيسور أحمد الصافي أن تأليفه لهذا الكتاب محاولة لخلق طب سوداني من واقع وبيئة المجتمع بحسب الخبرات المحلية القديمة في العلاج قبل ظهور الطب الغربي في المجتمع. وأشار الصافي إلى أن أهم ما فعله في كتابه هو كتابته باللغة العربية خصوصاً وأن أغلب إصداراته السابقة كتبها باللغة الإنجليزية. وحاول المؤلف -بحسب المتحدثين في ندوة تدشين الكتاب- أن يدرس أساليب الطب الشعبي القديمة التي خبرها إنسان المنطقة قبل دخول المستعمر. ويرى البروفيسور عبدالرحيم الخبير، أن الخلفية الثقافية الواسعة للبروفيسور الصافي هي التي حدت به لإنجاز سِفره، مبرزاً فيه اهتمامه الجاد بدراسة التاريخ والاجتماع والبيئة كما تومئ إلى ذلك أبحاثه العديدة التي حفل بها الكتاب.