تجمع منطقة الشبارقة في جنوب شرقي ولاية الجزيرة قبائل سودانية عدة هاجر أفرادها إلى هناك منذ زمن بعيد طلباً للعلم، والتقى الشايقية والجعليون مع الكنانة والمسلمية لتنصب بالبلدة عادات وتقاليد مختلفة في بوتقة واحدة. واختلفت الآراء والروايات حول أصل اسم الشبارقة، فأرجعها البعض إلى "الشاة البرقاء" وآخرون إلى "الشبرق" وهو الابن الصغير للقطة. لكن لا يوجد اختلاف حول أن الشيخ حسب الله عبدالكريم الرفاعي الأصل هو من أسس القرية التي تقع على بعد 31 كلم من مدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة. وغالبية السكان هناك موظفون في المؤسسات الحكومية مع أقلية تتوزع بين حرف الزراعة والرعي والتجارة. وتتميز الشبارقة بتداخل اجتماعي كبير من خلال تبادل الزيجات حول غالبية سكانها إلى خليط من القبائل. خلاوى منذ عهد الإنجليز وظلت المنطقة مقصداً للعلم لوجود عدد من الخلاوى المشهورة منذ عهد الاستعمار الإنجليزي. وتم افتتاح أول مدرسة ابتدائية للبنين في البلدة عام 1906 ومن بعدها بسنوات عدة تم تشييد مدرسة لتعليم البنات في عام 1934. وشيدت السلطات هناك تقديراً لدور الشبارقة الرائد في بث المناهج التعليمية كلية حملت اسمها وتتبع إلى جامعة الجزيرة. ودرج السكان في البلدة على ممارسة عادة دق النحاس عند الملمات والفزع. ويختلف إيقاع النحاس عندهم من مناسبة إلى أخرى. فعند الفزع يطلق إيقاع معين وعند الفرح يشق عنان السماء إيقاع مختلف. وتحتفظ الشبارقة بثلاثة مواقع أثرية تم اكتشافها أخيراً تحوي مقبرة تضم هياكل عظيمة يبلغ طولها أكثر من مترين ونصف المتر، بجانب أواني فخارية تعود لأزمان بعيدة. نموذج للتعايش القبلي ويقول لطفي عباس من أهالي المنطقة "إننا في الشبارقة نقدم نموذجاً رائعاً للتعايش بين القبائل وتربطنا أواصر اجتماعية قوية. ويضيف: "الشبارقة عبارة عن مزيج من قبائل مختلفة وهذا ما يميزها". وفي السياق ذاته، يؤكد الطيب أحمد من سكان البلدة أيضاً أن الخارطة التعليمية في الشبارقة قديمة ويعود الفضل فيها لرجلين الأول حسب الله عبدالكريم والآخر هو الشيخ يوسف الجميل الذي أسس مدرسة البنات وأنشأ خارطة سكنية للمنطقة. ويضيف "أن الخلاوى كانت مقصداً لكل طلاب العلم وخرجت أجيالاً معروفة، وبعض قاصديها كانوا من بلدان أجنبية". وأكد أنها خرجت أثيوبياً مكث في المنطقة لمدة طويلة وتزوج منها. ويوضح محمد الحسن الإمام المهتم بالآثار، أن الآثار الموجودة في المنطقة جعلت لها وجود تاريخي.