اتفق كل من السودان وتشاد على مواصلة الحوار لتنفيذ الاتفاقات المبرمة بين البلدين من خلال اجتماع فني مشترك يلتئم في إنجمينا بعد خمسة عشر يوماً من الآن، وأنهى وفد تشادي مباحثات في الخرطوم اليوم. وغادر الوفد الذي يقوده وزير الخارجية التشادي موسى فكي محمد بجانب 16 مسؤولاً عسكرياً وسياسياً، عائداً إلى بلاده بعد زيارة للسودان استغرقت يومين. وقال مستشار الرئيس السوداني د. غازي صلاح الدين العتباني مسؤول ملف دارفور عقب المباحثات اليوم الجمعة، إن مباحثات الخرطوم أحدثت اختراقاً معقولاً في إذابة الثلج الذي كان قائماً في علاقات البلدين. وأضاف أنها أسهمت بشكل كبير في إزاحة الحواجز النفسية وبناء الثقة بين الطرفين. وأكد العتباني أن البلدين يعملان الآن على إعادة العلاقات إلى طبيعتها مرة أخرى وتأسيسها على أسس الإخاء بين البلدين. اجتماع فني مشترك وأوضح المسؤول السوداني أن وفداً فنياً مشتركاً سيجتمع في إنجمينا في غضون 15 يوماً للتباحث حول إيجاد آليات عملية لتطبيق الاتفاقيات بين الجارين. وأوضح أن كل الاتفاقيات السابقة والحالية مع تشاد، كانت منصبة حول كيفية أن لا تكون حدود البلدين منطلقاً للأعمال العدائية ضد أيٍّ من الدولتين. وشدد العتباني على أن تطبيع العلاقات مع تشاد سيكون أكبر دافع لعملية السلام بدارفور ونجاح مفاوضات الدوحة المقررة في أواخر يناير المقبل. ومن جهته، أكد وزير العلاقات الخارجية التشادي موسى فكي رغبة بلاده واستعدادها لتطبيع العلاقات مع السودان وإعادتها إلى حالتها الطبيعية. ووصف موسى فكي محادثاته مع المسؤولين في الحكومة السودانية، بأنها كانت مثمرة وصريحة وشاملة وجرت في جو ودي وأخوي. تطبيق البروتوكولات السابقة وقال الوزير التشادي، إن الجانبين اتفقا على تطبيق البروتوكولات السابقة الموقعة بين البلدين وبخاصة المتعلقة بضبط الحدود المشتركة ومنع العدائيات على الحدود. وأبدى فكي استعداد بلاده للمساهمة في حل أزمة دارفور ودعم مفاوضات الدوحة التي أبدت تشاد ترحيباً كبيراً بها، على حد تعبيره. ورداً على سؤال حول ضمان نجاح مساعي البلدين لإعادة تطبيع العلاقات، قال الوزير إن مؤتمر الإرادة السياسية لقيادة البلدين هو الضامن لنجاح هذه الخطوة. وخلصت مباحثات السودان وتشاد إلى مواصلة الحوار السياسي واستئناف التعاون في المجالات كافة. وقال سفير السودان بتشاد عبدالله الشيخ لشبكة الشروق، إن الجانبين أجريا مباحثات مهمة وبناءة تركزت على مواصلة تعزيز جهود تطبيع العلاقات وإنفاذ ما اتفق عليه، فضلاً عن استمرار تبادل الزيارات لمواصلة التشاور حول الموضوعات قيد البحث.