تعهد الرئيس السوداني عمر البشير، بوضع حلول جذرية تعيد مشروع الجزيرة الزراعي سيرته الأولى، وأعلن خلال حشد جماهيري بمنطقة الشكينيبة بالجزيرة، تجاوز الخلافات بين والي الولاية الزبير بشير طه والقيادي بالمؤتمر الوطني بالمناقل عبدالباقي علي. وأكد البشير اهتمام حكومته بمشروع الجزيرة والمناقل، باعتباره العمود الفقري لاقتصاد السودان في وقت من الأوقات، وقال إن المشكلات التي عانى منها المشروع، مثل المديونيات، ليست جديدة، وزاد: "نريد أن نضع حلولاً جذرية للمشروع". ونفى الرئيس الذي خاطب اليوم حشداً بالشكينينة، أحد أكبر معاقل الطرق الصوفية بأواسط السودان، أن تكون الحكومة قد باعت مشروع الجزيرة. وقال: "لم نبع حواشة أو ترعة.. وجدنا مؤسسات كثيرة عبئاً على المشروع والمزارع فتخلصنا منها"، وتابع: "وجدنا آلاف العمال والموظفين يأخذون مرتبات على حساب المزارع ونحن نريد أن يكون المزارع هو المستفيد الأول"، مؤكداً أن الإجراءات التي تمت جاءت من مصلحة المزارعين. وكانت إدارة مشروع الجزيرة قد خصخصت بعض المصالح في المشروع مثل المحالج والسكة حديد الجزيرة والهندسة الزراعية، وعانى المشروع أخيراً من التدهور. العربة بدل الحمار " الرئيس أعلن تجاوز خلافات المؤتمر الوطني في الجزيرة ودعا والي الولاية ورئيس المجلس التشريعي للمناقل للوقوف بجانبه، قائلاً لا خلاف بعد الآن فهذا العمل لله "ووعد البشير خلال خطابه الذي بثته قناة الشروق بإعادة تأهيل البنى التحتية بالمشروع كالقنوات والقناطر، ابتداءً من الموسم الصيفي الحالي، بجانب تغيير التركيبة المحصولية بما يساعد في رفع المستوى المعيشي للمزارعين، وأفاد: "نريد من المزارع أن يركب عربة بدلاً عن الحمار". ويعد مشروع الجزيرة أكبر مزرعة مروية تحت إدارة واحدة في أفريقيا، إذ تبلغ مساحته المروية بالري الإنسيابي 2,2 مليون فدان. إلى ذلك، دعا الرئيس، الذي ارتدى "شال" الصوفية الأخضر، أهالي الجزيرة لعدم الركون إلى "الغشاشين" والتمسك بوحدة الصف وعدم إعطاء الفرصة للخلافات، قبل أن يمد يديه إلى والي الجزيرة والقيادي في المؤتمر الوطني بمنطقة المناقل اللذين صعدا المنصة بجانبه. وقال البشير: "لا خلاف بعد الآن، لأن العمل لله والله طيب لا يقبل إلا طيبا". وكانت خلافات حادة نشبت العام الماضي بين والي الجزيرة الزبير بشير طه ورئيس المجلس التشريعي بالمناقل عبد الباقي علي. ضد الانكسار وذكر البشير أن الانتخابات لن تغيرهم كما لم تغيرهم التهديدات والضغوطات في الماضي، وأكد عدم الانكسار لأميركا وأوروبا ومدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو. وحيا رجالات الطرق الصوفية وشيوخها الذين نشروا الإسلام في السودان، و"قدموا الدين والعجين وحلوا الشبك"، موضحاً أن الإسلام لم ينتشر في السودان بحد السيف. وأعلن قيام مشاريع وخدمات في منطقة الشكينيبة منها مستشفى تخصصي. إلى ذلك، تستقبل ولاية شمال كردفان الرئيس عمر البشير في زيارة تستغرق يوماً واحداً، يزور خلالها مدينة الأبيض عاصمة الولاية ومدينة النهود كبرى مدن شمال كردفان. وتأتي زيارة الرئيس البشير ضمن جولاته الولائية لطرح برنامج حزبه المؤتمر الوطني، ضمن سباق المرشحين لمنصب الرئاسة في الانتخابات التي ستجرى الشهر المقبل.