تجمع منطقة القيقر التي تبعد 30 كيلومتراً شمال مدينة الرنك الواقعة في جنوب السودان بين قبائل متعددة تزاوجت فيما بينها عبر أجيال مختلفة، الأمر الذي جعل من المنطقة نموذجاً نادراً للوحدة والتعايش السلمي بين الشماليين والجنوبيين. ويرى مهتمون بالتراث السوداني أن أصل كلمة منطقة القيقر التي ترقد على الضفة الشرقية للنيل الأبيض، يعود إلى اللغة التركية وتم إطلاقه على خنادق حُفرت لصد بواخر المستعمر القادمة من الشمال إبان الحكم التركي. لكن آخرين يرون أن كلمة قيقر سودانية وتعني "قراقر" وهي عبارة عن حفرة عميقة ارتبطت بالمناطق التي تقع على ضفاف النيل. ولعب سكان منطقة القيقر أدواراً مشهودة في التاريخ السوداني لدحر المستعمر بدفع ما يعرف بمال الفدية. محاكم أهلية وتحتفظ المنطقة بنظام المحاكم الأهلية وهي مكونة من 15 عضواً من القبائل المتنوعة، وتنعقد يومي الإثنين والخميس لمتابعة القضايا وإطلاق الحكم على المتورطين. وتعتبر القيقر من المناطق الرائدة في مجال التعليم وتأسست أول مدرسة فيها للبنين في العام 1946، لتشيد بعد مضي سبع سنوات مدرسة للبنات في العام 1953. واشتهرت المنطقة بالمشاريع الزراعية لكنها شهدت أخيراً تراجعاً ملحوظاً حول أراضيها إلى واقع مأساوي. ويقول شيخ المنطقة عبدالرحمن يوسف "إن القيقير منطقة احتضنت قبائل متفرقة من الشمال والجنوب وتضم أحياء الشايقية والدناقلة والدينكا والفور والشلك والفلاتة". وأكد أن الأولوية كانت للمنطقة وليست للانتماءات، وأضاف: "كنا لا نأبه لأي قبيلة ينتمي الشخص، ولكن ما يهمنا أنه من أهالي القيقر". خلاوى قديمة " المزارع عبدالباسط عبدالحميد أحد سكان القيقر يقول إن المنطقة تعتمد في اقتصادها على الزراعة وعلى محصول القطن، لكن هذه الحرفة تحولت بمرور الزمن إلى واقع مأساوي " وتابع إن التمازج القبلي في المنطقة لم يكن حديث عهد، فالقبائل المتنوعة قصدت المنطقة منذ العام 1938 في عهد عبدالحميد باشا لتعلم القرآن في خلاوى كان يدرس فيها الشيخ محمد كمجاروا. وأكد أن سكان المنطقة يعيشون من حينها في محبة ووئام توجت بتزاوج بعضهم ما أنتج أجيالاً متباينة الأنساب. وأوضح المزارع عبدالباسط عبدالحميد أحد سكان القيقر أن المنطقة تعتمد في اقتصادها على الزراعة وعلى محصول القطن، مضيفاً: "لكن هذه الحرفة تحولت بمرور الزمن إلى واقع مأساوي لما أسماه تعاقب المؤسسات الزراعية على المنطقة". ويرى رجب آدم معلم قديم في المنطقة، أن القيقر رائدة في مجال التعليم وأن أولى المدارس التي تأسست فيها كانت في العام 1946. طلاب علم " سيف الدين محمد المهتم بالتراث السوداني يقول إن هناك اعتقادين أولهما أن كلمة القيقر تركية وتعني "الخندق"، والثاني أنها تعود إلى "قراقر" وهي حفرة عميقة بالقرب من النيل " وأفاد آدم أن القيقر خرّجت طلاب علم متميزين من بينهم بروفيسور أحمد سليمان بمستشفى الذرة بالخرطوم. وأكد أن المنطقة اشتهرت بتعليم القرآن الكريم ولعبت دوراً كبيراً في تعليم الأجيال وتحتفظ بسيرة رياضية جيدة. وقدم سيف الدين محمد -مهتم بالتراث السوداني - نبذة عن اسم المنطقة، وقال إن هناك اعتقادان أولهما أن كلمة القيقر تركية وتعني "الخندق"، والثاني أنها تعود إلى "قراقر" وهي حفرة عميقة بالقرب من النيل. ورجح محمد أن يكون الاعتقاد الأول هو الصحيح لوجود أسماء مطابقة في عطبرة ومناطق المحس. وأكد المهتم بالتراث أن المنطقة ذات علاقة وطيدة بالتاريخ وأن سكانها لهم دور كبير في دحر المستعمر وأنهم كانوا يدفعون ما يسمى "مال الفداء".