احتفلت منطقة الصابونابي بولاية سنار، إحدى منارات الدعوة وتحفيظ القرآن الكريم، بمرور ثلاثمائة عام على تأسيسها، وتخريج دفعة جديدة من حفظة كتاب الله وسط مشاركة كبيرة من العلماء وشيوخ الطرق الصوفية ومريدي الطريقة من خارج السودان. وأكد المشرف على خلاوى شيخ الطيب الصابونابي للشروق، أن نار الخلاوى التي ظلت مشتعلة لثلاثة قرون أسهمت في نشر الدعوة الإسلامية والعلوم الدينية، في مناطق لم تشهد نور الإسلام من قبل. وقال الشيخ أحمد الطيب الصابونابي، إن المعرض المصاحب لمناسبة تخريح حفظة القرآن الكريم حوى تاريخ الرعيل الأول من المشائخ المؤسسين للطريقة، أبرزهم الشيخ محمد الصابونابي الذي يرجع تاريخه إلى ما قبل 360 عاماً، منذ قدوم جد الطريقة الكبير الشيخ سليمان من منطقة "دراو"، وتنقلاته بالمنطقة حتى استقر بمنطقة الصابونابي منذ قرن من الزمان. عطاء خارج الحدود وقال مراسل الشروق نزار البقداوي، إن منطقة الصابونابي عرفت بأنها واحدة من منارات الدعوة وتحفيظ القرآن الكريم، واستطاعت منذ تأسيسها أن تؤسس لمراكز تحفيظ القرآن، وامتد عطاؤها العلمي ليصل إلى دول الجوار الأفريقي. وولد الشيخ محمد الصابونابي عام 1898 بقرية أم طاهر جنوبي مدينة سنجة، ونشأ بمسيد أبيه الشيخ أحمد حيث تلقى علوم القرآن والعلوم الشرعية وحفظ كتاب الله، وعرف بحبه للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، وعبر عن ذلك في مدائحه التي ذاع صيتها. وجارى الشيخ الصابونابي حينها عمالقة المديح بينهم الشيخ البرعي وأبوشريعة وقدورة وغيرهم، وأثرى المديح بلون آخر عندما جارى أغنية الحقيبة. ولم يعرف أحد سبقه في هذا المضمار، كما ألَّف العديد من الدواوين بينها ما يعرف باسم "السفائن".