قال صحفيون في صحيفة "الانتباهة" التي يصدرها منبر "السلام العادل"، الداعي لانفصال جنوب السودان، إن جهاز الأمن والمخابرات أبلغ إدارة الصحيفة يوم الثلاثاء، بتعليق صدورها من دون أن يحدد سقفاً للقرار الذي جاء شفاهة. وفي أول رد فعل علي القرار كشف رئيس تحرير الصحيفة الصادق الرزيقي للشروق أن القرار سياسي ولا علاقة له بقوانين ومهنية العمل الصحفي بالبلاد وانما هو تنفيذ لاتفاق سياسي ابرم بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية. وأضاف الرزيقي أن قرار ايقاف الصحيفة، الذي لم يكن مكتوبا، له تداعيات سالبة ومؤشرات خطيرة علي الممارسة المهنية للصحافة بالبلاد ، وهدد باتخاذ كافة الاجراءات القانونية لاجهاض القرار. وقال إن أعضاء المجلس رجحوا أن يكون للقرار علاقة بالتفاهمات الأخيرة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في جوبا والتي قادها نائبا الرئيس سلفاكير ميارديت وعلي عثمان محمد طه. وكان رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت شكا في وقت سابق "الانتباهة" لوزير العدل، بينما طالب الأمين العام للحركة باقان أموم وزير الإعلام بايقاف الصحيفة. الحركة تشكو وأضاف أن الحركة بثت شكواها للمؤتمر الوطني أكثر من مرة بأنها متضررة من خط الصحيفة التي تركز على الأخبار السالبة في جنوب السودان، خاصة تلك المتعلقة بتمرد ضباط في الجيش الشعبي. وقالت مصادر إن الخطوة قد تشمل صحفاً أخرى مؤيدة للحركة الشعبية، بجانب إسكات الأصوات الناشزة داخل الحركة وحكومة الجنوب لإعطاء الفرصة لخيار الوحدة. وتحظى "الانتباهة" التي يترأس مجلس إدارتها زعيم منبر السلام العادل الطيب مصطفى، القيادي السابق في المؤتمر الوطني الحاكم، بانتشار واسع، خاصة وسط الجنوبيين المناوئين للحركة الشعبية. في سياق ثانٍ، أوقفت السلطات يوم الثلاثاء صدور أربع صحف سياسية ليوم واحد هي: "الأحداث والتيار والحرة وأخبار اليوم". وأفاد صحفيون أن هذه الصحف لم تتقيد بتوجيهات بعدم نشر تقارير حول التمرد الذي يقوده ضباط في الجيش الشعبي ضد حكومة الجنوب، خاصة الجنرال جورج أطور.