أبدى الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل استعداده للتعاون مع أي جهة تدعو لإنقاذ وحدة السودان، ممتدحاً مبادرة نائب الرئيس بإقامة مشاريع تنموية بالجنوب. ويأتي ذلك بعد سجال حامٍ بين المؤتمر الوطني والاتحادي حول مشاركة الأخير في الحكومة. وقال المتحدث الرسمي باسم الاتحادي الأصل حاتم السر في تعميم صحفي أمس، إن حزبه يستشعر المسؤولية الوطنية وعظم التحدي الذي يقف أمام السودان، مضيفاً "أننا نمد أيدينا بيضاء لكل من يريد أن ينقذ وحدة السودان". وحذر من مغبة الخلافات حول قضية الوحدة، داعياً القوى السياسية إلى ترك الاختلاف من أجل تحقيق خيارها، قائلاً "إن أطلنا الاختلاف على وحدة السودان سيأتي علينا يوم لا نجد فيه سودانا". الوقت ضيق وأضاف الناطق الرسمي للحزب الاتحادي "أننا لم نعد في زمان يتسع لخلافاتنا وأن القيادات السودانية ربما تختلف في أمر مصلحة السودان وسبيلها، ولكنها لا تختلف على مستقبله"، مؤكداً أن حزبه قرر أنه الآن لا صوت يعلو فوق صوت الوطن ولا حديث إلا عن تعزيز فرص الوحدة. وامتدح السر مبادرة نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه بإقامة مشاريع تنموية وبنيات تحتية في جنوب السودان، مشدداً على مضاعفة مثل هذه الجهود وتوسيعها دعماً لوحدة السودان وتجنباً لأي محاولة لتفتيته. وأعلن التزام الحزب بالتعاون والعمل المشترك بمسؤولية وطنية عالية مع كل القوى السياسية الوطنية المؤمنة بإعطاء خيار الوحدة الأولوية والمستعدة للعمل الجاد، باعتبار أن وحدة السودان قضية استراتيجية لا تقبل المناورات. إجماع وطني وشدد السر على أن حزبه مع وحدة السودان أرضاً وشعباً، ويرى إمكانية تحقيقها عبر الاستفتاء إذا سبقه إجماع وطني واتفاق شامل بين الجميع. لكنه عاد ليذكر بموقف الحزب الذي أعلنه إبان زيارة المبعوث الأميركي للسودان سكوت غرايشون ولقائه برئيس الحزب محمد عثمان الميرغني، مؤكداً أن موقف الاتحادي واضح ضد بوادر الانفصال ومتمسك بضرورة الحفاظ على وحدة البلاد وعدم التفريط فيها. ودخل حزبا المؤتمر الوطني والاتحادي الديمقراطي أخيراً في ملاسنات إعلامية. وتحدى حاتم السر مرشح الاتحادي للرئاسة في انتخابات أبريل الماضي، المؤتمر الوطني لإثبات أن الحزب الاتحادي طلب المشاركة في الحكومة. وسارع الأخير لإبراز وثيقة عبر الصحف اليومية قال إنها تثبت طلب الاتحادي المشاركة في السلطة.