نفت مفوضية استفتاء جنوب السودان اعتزامها التقدم للرئاسة السودانية بطلب لتأجيل الاستفتاء المقرر له يناير 2011، بينما نظمت مجموعة شبابية في عاصمة ولاية غرب بحر الغزال واو، تظاهرة سلمية تدعو لإجراء العملية في موعدها بلا إبطاء. وأعلن رئيس مفوضية الاستفتاء محمد إبراهيم خليل إنه لا صحة للتقارير الصحافية حول اعتزام المفوضية تقديم طلب لرئاسة الجمهورية لتأجيل العملية عن موعدها المعلن في 9 يناير المقبل. وقال في تصريحات صحفية، إن طلب التأجيل "تقدير سياسي والمفوضية مهمتها قانونية ودستورية وفق اتفاق السلام والدستور الانتقالي وقانون الاستفتاء". وأضاف خليل أنهم تقدموا بمذكرة للرئاسة طالبوا فيها بمزيد من الدعم لتمكين المفوضية من أداء مهامها، معلناً مباشرة عملها الأسبوع المقبل. وأكد اكتمال هياكل المفوضية بولايات الجنوب بنسبة 80%، وأضاف أن المفوضية تقوم حالياً بإعداد الميزانيات لعملية الاستفتاء، وكشف عن اتفاقات وقعت مع الأممالمتحدة والمعونة الأميركية لتقديم الدعم الفني واللوجستي للاستفتاء. مظاهرة في واو وفي واو عاصمة ولاية غرب بحر الغزال في جنوب السودان طالبت مجموعات شبابية بتسريع خطوات تقرير مصير الجنوب. وجاب الطلاب شوارع مدينة واو في مسيرات منددة بأي اتجاه لتأجيل استفتاء حق تقرير المصير. وخاطب الشباب والي غرب بحر الغزال رزق زكريا، مؤكداً أن الاستفتاء حق كفله اتفاق السلام الشامل ولا يحق لأي من الطرفين تعطيله. وناشد الوالي المتظاهرين بدعم وجهات نظر الشريكين في الحفاظ على وحدة البلاد، بالرغم مما كفله الاتفاق من حرية التصويت. ورشحت أنباء حول اتفاق الشريكين خلال تفاهمات أجرياها في القاهرة أخيراً، على تأجيل الاستفتاء ستة أشهر. وكان مقرر مفوضية استفتاء الجنوب أشار إلى صعوبات عملية أمام إجراء الاستفتاء في يناير، وتوقع تأجيلاً إجرائياً ومحدوداً في إطار الفترة الانتقالية المحددة في اتفاق السلام 2005. الاستفتاء والطلاب في ذات السياق، سيطرت قضية الاستفتاء على افتتاح أول مؤتمر من نوعه لطلاب جنوب السودان عقد بعاصمة الإقليم، جوبا. ويستمر المؤتمر لمدة ثلاثة أيام. وكشف نائب رئيس حكومة الجنوب رياك مشار أن الاستفتاء سيكون في موعده حتى وإن لم تكتمل المشاورات الجارية بين الشريكين في قضايا ما بعد الاستفتاء. وقال مشار إن حكومة الجنوب ستساعد اتحاد طلاب الجنوب الجديد على القيام بدوره وسيكون وعاء جامعاً لكل التيارات السياسية ليسهم بدوره في البناء السياسي بجنوب السودان. من جانبه قال رئيس اللجنة المنظمة لأعمال مؤتمر الطلاب الجنوبيين يوهانس موسى إن المؤتمر يسعى لتكوين اتحاد لجميع طلاب الجنوب حتى يتمكنوا من أداء دورهم في المرحلة المقبلة. وأضاف أن الاتحاد الجديد سيكون داعماً للقضايا السياسية للبلاد وسيكون مسانداً لما يخرج به الاستفتاء حول تقرير مصير الجنوب في حالتي الوحدة والانفصال. مخاوف من المنظمات وفي الخرطوم دعا متحدثون فى ندوة سياسية حول دور المنظمات فى الاستفتاء إلى توخى الحيطة في إشراك المنظمات الدولية فى الاستفتاء. وقلل المتحدثون من دور المنظمات الدولية الإيجابي حيال القضايا السودانية، مشيرين إلى إمكانية تنفيذها لأجندة دول تناصب السودان العداء. وقال أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية البروفسير عوض خليفة إن المنظمات المحلية يمكن أن يكون لها دور إيجابي جداً، سواء في الشمال أو الجنوب لأنها جزء من المجتمع السوداني. وأكدت التصريحات الصادرة عن المؤتمر الوطني والحركة الشعبية حول نتائج مباحثات القاهرة إجراء استفتاء عادل ومقبول لجميع الأطراف. وأشار الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم إلى أن ترسيم الحدود عملية فنية ويمكن إجراؤها خلال الأربعة أشهر المتبقية على إجراء الاستفتاء أو بعدها، حيث هناك ستة أشهر قبل نهاية الفترة الانتقالية. وقال أستاذ العلوم السياسية د. حسن الساعوري إن المطلوب الآن قيام تحالف سياسي عريض بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية على كل مستويات "ليس تحالفاً سياسياً وإنما تحالف شعبي". "المشورة الشعبية" ضامن قالت تابيتا بطرس شوكاي نائب رئيس اللجنة الشعبية لدعم الوحدة إن المشورة الشعبية لأهالي ولايتي النيل الأزرق وجبال النوبة تعد ضامناً رئيساً لوحدة السودان. ودعت تابيتا فى تصريح صحفى إلى ضرورة تسهيل مفهوم المشورة الشعبية وتبسيطه حتى يتسنى لمواطنى المنطقتين معرفة مدى تلبية اتفاق السلام الشامل لمطالبهم، وأشارت إلى أن المشورة الشعبية ليست استفتاء حول تقرير المصير وإنما ترتبط ارتباطاً وثيقاً بانتخابات الولاية التشريعية والتنفيذية، بالإشارة إلى ولاية جنوب كردفان. ووصفت تنفيذ المشورة الشعبية بأنه أمر مهم عبر آلياتها المختلفة، مشيرة إلى أهمية تكثيف التوعية عبر ورش العمل والندوات بهدف تبصير المواطنين بأمر المشورة الشعبية. ونص اتفاق السلام على إجراء "مشورة شعبية" في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.