كثفت الحكومة السودانية من حركتها التبشيرية بالاستراتيجية الجديد لحل أزمة دارفور. وتجري لجنة برلمانية طارئة حراكاً ماراثونياً في ولايات الإقليم الثلاث بغية تعزيز خطوات السلام من الداخل. وأكدت الخرطوم أن الاستراتيجية لن تلغي الجهود الخارجية. وقال رئيس اللجنة البرلمانية الطارئة مهدي إبراهيم خلال جلسة مشتركة مع المجلس التشريعي لولاية جنوب دارفور، إن الاستراتيجية الجديدة استردت قضية دارفور من الحركات لأهل الإقليم، موضحاً أن تحسين الوضع الأمني يحل 75% من الأزمة. وفي الجنينة قال مهدي إن المرحلة المقبلة ستشهد تكثيف الجهود الداخلية لحل مشكلة دارفور. من جانبه تعهد والي غرب دارفور جعفر عبدالحكم بإنزال الاستراتيجية الجديدة على الأرض وتهيئة المناخ للزيارات الميدانية التي ستقوم بها الوفود التشريعية ل15 محلية بغية التبشير بالاستراتيجية. قلق واحد " والي شمال دارفور يوسف كبر يؤكد أن الحكومة سيكون من أهم اولوياتها تأمين قرى العودة وتوفير معيناتها وتأهيل المناطق التي سيعود إليها النازحون وجبر الضرر "وبشأن نشاط اللجنة في ولاية شمال دارفور أفاد مهدي بأن اللجنة استمعت لجميع القطاعات والفئات في المجتمع الدارفوري، حيث تلمست "توحد القلق"، مؤكداً التفاف الجميع حول الاستراتيجية. وأشار العمدة أحمد أتيم -أحد شيوخ معسكر أبوشوك للنازحين-، إلى أن العودة الطوعية تحتاج للأمن وبناء المرافق الخدمية في قرى العائدين وسفلتة الطرق. من ناحيته قال والي شمال دارفور يوسف كبر إن الحكومة سيكون من أهم اولوياتها تأمين قرى العودة وتوفير معيناتها وتأهيل المناطق التي سيعود إليها النازحون وجبر الضرر. في ذات السياق، أبلغ والي جنوب دارفور عبدالحميد كاشا الشروق، أن الاستراتيجية الجديدة تهدف لتوطين السلام من الداخل كخطوة متقدمة لحل الأزمة، قائلاً إن الحكومة تقدر الأدوار الخارجية لقطر ومصر وليبيا "لكن لا بد من تعزيز السلام من الداخل". وقال كاشا إنه لا يمكن انتظار الحركات المسلحة إلى ما لا نهاية، موضحاً أن النازحين لا يمكن أن يكونوا رهائن لمفاوضات متطاولة، لا أحد يعلم متى تنتهي، حسب تعبيره. وزاد: "هذا سيسحب البساط من تحت أرجل عبدالواحد محمد نور وآخرين.. ونحن نريد ذلك". دفاع مستميت وقال مستشار الرئيس السودانى مسؤول ملف دارفور غازى صلاح الدين العتباني إن الاستراتيجية الجديدة لتحقيق السلام الشامل والأمن والتنمية بدارفور ليست إلغاءً لأي جهود جارية الآن لتحقيق السلام فى الإقليم، وإنما هى رؤية تهدف إلى أن يتعرف الناس على الاتجاهات الفكرية لإدارة الأزمة. ونفى العتباني أن تكون هناك أجندة خفية وراء طرح الحكومة للاستراتيجية، بدليل أنها ليست نهائية وتقبل النقد والإضافة، وزاد: "إنها ليست بديلاً عن المواقف التفاوضية الحالية". وأضاف مسؤول ملف دارفور أن أهم تطور حدث فى قضية دارفور خلال الستة أشهر الماضية هو إصلاح العلاقات مع تشاد، ما انعكس إيجاباً على الواقع الأمني بالإقليم وهو عمل دبلوماسي فى المقام الأول، بجانب الترتيبات الأمنية على الحدود. وأكد أن المقصد من هذه الاستراتيجية الوصول إلى اتفاقية ترضي كل أهل دارفور وتستوعب جميع أطراف النزاع.