ينسب كثيرون القصيدة الباهره أمطرت لؤلؤاً ليزيد بن معاويه ولم نقرأ شعراً ليزيد ولم تحدثنا الكتب أنه كان شاعراً فقد كانت مدة خلافته التي امتدت لثلاث سنين وتسعة أشهر ملأى بالقتال والدماء فقد جرد جيشاً بقيادة عبيد الله بن زياد ابن أبيه لقتال الحسين بن علي رضي الله عنهما بكربلاء فكانت المجزرة التي رواها التاريخ وقتل فيها الحسين والذراري وسبيت النساء وحز رأس الحسين ووصل الجيش الفاتك إلى دمشق وسلم رأس الحسين إلى اليزيد ثم جرد جيشاً بقيادة مسلم بن عقبة إلى المدينة لقتال عبد الله بن الزبير وأهل الحجاز وأوصاه (اجعل طريقك إلى المدينة فإن حاربوك حاربهم وإن ظفرت بهم أبحها ثلاثاً) فوصل المدينه وقتل سبعمائة من المهاجرين والأنصار وأميرها ابن حنظلة وأباح المدينة. هكذا كان دأب يزيد بن معاويه في فترة خلافته فلا يمكن أن يكون كاتب القصيدة الرقيقة.. أمطرت لؤلؤاً.. لذا أجدني أميل إلى قول العلامة كمال الدين الدميري في كتابه (حياة الحيوان الكبرى) إن ناظمها هو الشاعر المجيد وجيه الدولة أبي المطيع والله أعلم وفيها يقول: قالت لطيف خيال زارني ومضى بالله صفة ولا تنقص ولا تزد فقال أبصرته لو مات من ظمأ وقلت قف من ورود الماء لم يرد قالت صدقت الوفا في الحب عادته يا برد ذاك الذي قالت على كبدي ومما يؤكد انتساب هذه القصيدة الباهرة له ما كتب من شعر سلس يميل إلى الرومانسية ومنه: ترى الثياب من الكتان يلمحها نور من البدر أحياناً فيبليها فكيف تنكر أن تبلى معاصرها والبدر كل وقت طالع فيها