شاهد.. المذيعة تسابيح خاطر تعود بمقطع فيديو تعلن فيه إكتمال الصلح مع صديقها "السوري"    شاهد بالفيديو.. على طريقة "الهوبا".. لاعب سوداني بالدوري المؤهل للممتاز يسجل أغرب هدف في تاريخ كرة القدم والحكم يصدمه    شاهد بالفيديو.. البرهان يوجه رسائل نارية لحميدتي ويصفه بالخائن والمتمرد: (ذكرنا قصة الإبتدائي بتاعت برز الثعلب يوماً.. أقول له سلم نفسك ولن أقتلك وسأترك الأمر للسودانيين وما عندنا تفاوض وسنقاتل 100 سنة)    رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية يهاجم تسابيح خاطر: (صورة عبثية لفتاة مترفة ترقص في مسرح الدم بالفاشر والغموض الحقيقي ليس في المذيعة البلهاء!!)    انتو ما بتعرفوا لتسابيح مبارك    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    شاهد الفيديو الذي هز مواقع التواصل السودانية.. معلم بولاية الجزيرة يتحرش بتلميذة عمرها 13 عام وأسرة الطالبة تضبط الواقعة بنصب كمين له بوضع كاميرا تراقب ما يحدث    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    شرطة ولاية الخرطوم : الشرطة ستضرب أوكار الجريمة بيد من حديد    البرهان يؤكد حرص السودان على الاحتفاظ بعلاقات وثيقة مع برنامج الغذاء العالمي    عطل في الخط الناقل مروي عطبرة تسبب بانقطاع التيار الكهربائي بولايتين    ميسي: لا أريد أن أكون عبئا على الأرجنتين.. وأشتاق للعودة إلى برشلونة    رئيس مجلس السيادة يؤكد عمق العلاقات السودانية المصرية    رونالدو: أنا سعودي وأحب وجودي هنا    مسؤول مصري يحط رحاله في بورتسودان    "فينيسيوس جونيور خط أحمر".. ريال مدريد يُحذر تشابي ألونسو    كُتّاب في "الشارقة للكتاب": الطيب صالح يحتاج إلى قراءة جديدة    عثمان ميرغني يكتب: إيقاف الحرب.. الآن..    مستشار رئيس الوزراء السوداني يفجّر المفاجأة الكبرى    التحرير الشنداوي يواصل إعداده المكثف للموسم الجديد    دار العوضة والكفاح يتعادلان سلبيا في دوري الاولي بارقو    مان سيتي يجتاز ليفربول    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الواحد نور في حوار ساخن يدعو لتكوين "جبهة مدنية وعسكرية" لإنهاء استبداد الكيزان
نشر في الصيحة يوم 02 - 07 - 2024

دعا رئيس ومؤسس حركة جيش تحرير السودان، الاستاذ عبد الواحد محمد أحمد النور، إلى تكوين جبهة مدنية قومية قوية، وإذا اضطر الأمر والظرف عمل جبهة عسكرية واحدة، لإنهاء استبداد الكيزان.
وقال النور في رده علي رده بشأن البند السابع ونشر قوات دولية في السودان، وقال: (إذا أردنا أن نراهن يجب أن نراهن على قدرتنا في أن نتوحد، ويكون لدينا مشروع واحد، ونعمل جبهة مدنية قومية قوية، وإذا اضطر الأمر والظرف نعمل جبهة عسكرية واحدة، لإنهاء استبداد الكيزان، ونكون كلنا مع بعض قوة لخلق دولة المواطنة، ونأتي بها. ويجب ألا يكون هناك، افلات من العقاب. ولا بد من محاسبة كلٍ من ارتكب جريمة ضد الشعب السوداني بما فيهم أنا رئيس حركة جيش تحرير السودان.
وأجرت "السودانية نيوز" حواراً مع رئيس حركة جيش تحرير السودان الأستاذ عبد الواحد محمد احمد النور فإلى مضابط الحوار:
حوار: جعفر السبكي
دكتور عبد الله حمدوك سوداني ووطني وغيور، نحن كحركة تحرير السودان، نثق فيه جداً ونتواصل معه لتأسيس أكبر جبهة وطنية، تقف ضد الحرب وتنحاز للشعب السوداني.
أستاذ عبد الواحد.. الأوضاع في دارفور لا تزال ملتهبة، خاصةً بعد انقسام الحركات الموقعة على اتفاق جوبا (من أجل حماية المدنيين سابقاً، منهم من شارك مع الجيش في القتال، والبعض الآخر محايد) والآن مواطن دارفور يعيش الأمرين – ما تعليقك على الأحداث الجارية الآن خاصةً الفاشر؟
الأوضاع ليس في دارفور فقط، إنما في كل السودان الأوضاع سيئة جداً؛ وبالتالي يجب علينا جميعاً أن نقف صفاً واحداً، مع الشعب السوداني، وليس مع أي طرف من أطراف الصراع على أساس إنقاذ السودان، من حالة الحرب والاقتتال. رغم أنه معروف من الذي صنع الحرب منذ 89 إلى اليوم. أيضاً الأوضاع في دارفور ملتهبة جداً، وكنا نتمنى أن كل الرفاق، كان يكونوا محايدين؛ في هذه الحرب، لأننا تمردنا ضد هذا الجيش "جيش الإسلاميين" وقاتلناه وتوقفنا الآن، لكن نحن أعداء حقيقين لهذا الجيش لأنه هو من صنع المليشيات عبر استخباراته، وهذا الجيش مارس الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، هذا جيش ايدلوجي بامتياز، لكن المواطن في دارفور إذا سألتني عنه؛ نحن كحركة وقفنا موقف حيادي، وأراضينا المحررة هي ثلث مساحة دارفور، ولن نقف مع أي طرفٍ أو جهة فقط نقف مع الشعب السوداني، في معركته الطويلة ضد الإسلام السياسي؛ وموقفنا كحركة جيش تحرير السودان، استطعنا توفير أراضي محررة، فيها الأمان الكامل لشعبنا، واستقبلنا الشعب السوداني الذي فر من ويلات الحرب بين الطرفين. لكن نحن عاجزين عن توفير المساعدات الإنسانية، كالغذاء والدواء والكساء.
وأيضاً لم نوفر لهم المنازل للحماية من الأمطار والسكن وحر الشمس، خاصةً وأن فصل الخريف قد بدأ؛ لذا نناشد المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بتوفير المساعدات الإنسانية لشعبنا؛ مناشدين أن هناك الملايين من السودانيين، أتوا من كل أنحاء السودان (الجزيرة الخرطوم؛ كردفان، ومن مدن دارفور المختلفة). وهذا هو موقفنا كحركة جيش تحرير السودان، نناشد الجميع بأن يحذو حذونا، والموقف الحيادي جميل، لأنه يقلل من ويلات ومعاناة الشعب السوداني.
أزمة السودان سياسية ويجب حلها سياسياً وليس امنياً كما يجري الآن ونحن كحركة لدينا رؤيتنا، و"لا خير في ود امرءٍ متلون إذا الريح مالت مال حيث تميل" والعمل السياسي في السودان (بيع وشراء).
الطيران الحربي لا يزال يشن غارات جوية في أجزاء واسعة من السودان أدى ذلك إلى مقتل العديد ولم تسلم منه حتى الحيوانات، والغابات، البعض يرى أن هناك استهداف واضح حيال مناطق بعينها لممارسة التهجير خاصة إقليم دارفور ما تعليقك؟
طبعاً نحن في أراضينا المحررة لم تصلنا الغارات، لأنه على الأقل نحن محايدين، لكن الجميع يعلم ويرى، أن الطيران السوداني منذ تأسيس سلاح الطيران، يضرب مواطنيه في حروبه ضد الشعب السوداني اولاً ثم يتركها لمليشياته الحليفة لتنظيف الأرض حسب مصطلحاتهم العسكرية بمعنى ارتكاب جرائم القتل والاغتصاب والحرق. (نمسك دارفور مثالاً) أي قرية تم حرقها كانت تأتي أولاً، طائرة انتنوف أو الهليكوبتر، أو الميج، تقصف القرية ، تم تأتي بعدها المليشيات لتعيس فساداً في الأرض الناس من اغتصاب وقتل، وابادة وبعدها يأتي الجيش للتأمين، والجميع يرى الآن في هذه الحرب بين الجيش، والدعم السريع كل هذه المشاهد مكررة ترى طيران الجيش يقصف عشوائياً مدنيين عزل، في مناطق سيطرة الدعم السريع، فالذي يصاب هو المدني الأعزل.
نحن في الحركة حاربنا النظام، مثلاً في جنوب كردفان، يقصف المدارس، وجنوب السودان، قصف بطريقة متعمدة، ولم يضرب أهداف عسكرية. لذا جل غضب الجيش على الحواضن الاجتماعية التي تقف ضده، أو تمردت ضده، هذه هي المعاناة التي نراها.
اما التهجير القسري لبعض المجتمعات، يجب أن نكون صريحين هذه هي حقيقة، لأن الجيش جيش عنصري، يمارس ممارسات عنصرية ضد الحواضن الاجتماعية للذين تمردوا ضده، لأن هناك الملايين من النازحين واللاجئين في دارفور، وجبال النوبة، والنيل الأزرق هجروا مواطنهم قسراً، لأن الدولة تستهدفهم بطريقة ممنهجة ومنظمة وخاصة بسلاح الجو.
الموقف الحيادي جميل، لأنه يقلل من ويلات ومعاناة الشعب السوداني وجل غضب الجيش على الحواضن الاجتماعية التي تقف ضده.
الآن هناك الآلاف من المواطنين نزحوا بسبب الحرب من الفاشر إلى الأراضي المحررة لديكم، ويعانون ظروف قاسية هل لديكم اتصالات مع المنظمات الدولية لإيصال المساعدات لهم؟ وما دور الحركة في عمليات المساعدة؟
طبعاً الذين يصلون إلى الأراضي المحررة يومياً بالآلاف، ووصلوا إلينا ملايين من كل بقاع السودان المختلفة والظروف الإنسانية كما اسلفت سيئة جداً، بسبب الحرب. والطرق غير آمنة وهناك حصار مما أدى إلى ندرة في الغذاء، بجانب الجميع ليس لديهم نقود أو مال، ولا أعمال، فالحالة سيئة خالص. وبالتالي نحن نعم لدينا الأمان والسلطة المدنية، تنظم شئون المدنيين، برئاسة الرفيق مجيب الرحمن الزبير، ولدينا كل مكونات السلطة، القضاء، والشرطة، والتعليم، والصحة، والخدمات، لكن هناك عجز في إيصال المساعدات والدواء والكساء. لكن نحن كحركة نجتهد لتوفير بعض الأشياء، ونحاول مساعدة الخيرين من التجار، والمنظمات الإنسانية، لإيصال المحاصيل من خارج السودان، ونحن نقوم بتأمين الطرق، وهذه مسألة مرهقة جداً، وبالتالي نحن نناشد المنظمات الدولية أيضاً، وعملنا جلسات طويلة جداً مع منظمات الإغاثة، والآن سوف تكون هناك بداية حقيقية لإيصال المساعدات والاغاثات لدارفور، والأراضي المحررة وكل السودان، وأن تكون الفاشر المكان الآمن لذلك. حتى يتمكن الجميع من توصيل الإغاثة لدارفور وكردفان، لان إيصال المساعدات من بورتسودان لا يمكن عملياً بالطبع. لأن السلطة الموجودة هناك هي نفس السلطة التي مارست الإبادة والتطهير العرقي (بقايا النظام السابق) لذا يستحيل أن تكون لديها "اي سلطة بورتسودان" العقلية التي تقبل بإيصال الإغاثة لتلك المناطق؛ التي في نظرهم أن الموجودين فيها ليسوا بشرا.
سبق وأن التزمت الحركة بعقد مؤتمر للقضايا الإنسانية بالمناطق المحررة بيد أنه تأجل لدواعي امنية، وهل هناك اتجاه لعقده قريباً لتحديد الاحتياجات الإنسانية؟
نعم، هناك برنامج وفكرة أتت من هيئة محامي دارفور، عن طريق الأمين العام الأستاذ الصادق علي حسن (السندكالي) وهذه المنظمة الحقوقية تستحق التقدير والإعجاب والإشادة، لأنها قامت بدورها كاملاً بنشر الحقائق والانتهاكات، ودافعت عن أهل دارفور، وهذه شهادة مهمة تجاهها وفي حقهم، بجانب الأستاذ المحامي صالح محمود وغيرهم.
كانت الفكرة أن يكون هناك مؤتمر للقضايا الإنسانية في مصر، ثم الأراضي المحررة وعقد في معسكر كلمة تحت استضافة المنسق العام للنازحين واللاجئين يعقوب فوري. وامتدت الفكرة؛ لكن لأسباب غير أمنية (أي أسباب تتعلق بالتنظيم وبعض الأشياء اللوجستية) تسببت في تأجيل المؤتمر، لأجل لاحق، وسيعقد المؤتمر قريباً، لأن الأوضاع الإنسانية سيئة جداً، حيث تحدثت مع السيد المنسق العام الذي قال إنه يومياً يموت بمعسكر كلمة من 20 إلى 21 شخص يومياً، وهذا رقم كبير جداً، بسبب نقص الأدوية المنقذة للحياة، والأغذية. فاذا كان هناك 171 معسكر في دارفور فقط، ناهيك عن باقي أنحاء السودان، إنه أمر محزن للغاية، وبالتالي السودان يشهد أكبر كارثة إنسانية، لا مثيل لها في العالم. لكن في العالم نفسه، هناك عنصريات لأن السودان في نظرهم أقل درجة من غزة. أو أوكرانيا، لو وجدنا 1 في المية، من اهتمام غزة، وأوكرانيا في تقديم المساعدات الإنسانية. اعتقد ان حياة المواطن السوداني، كانت يمكن أن يكون أفضل بكثير من الذي يعيشه الآن .
هناك حديث عن أن الحركة شاركت في ترحيل الفارين من الحرب، من الفاشر إلى طويلة، هل لديكم تنسيق مع الحركات المحايدة في تأمين وصول الفارين؟
نعم، الحركة شاركت مشاركة فعالة في ترحيل الفارين من الحرب من مدينة الفاشر إلى مدينة طويلة، وهذه أراضينا المحررة، طبعاً الحقيقة التي يجب أن تقال، كان لدينا في السابق قوة تنسيق مشتركة لحماية المواطنين، لكن بعض من الأطراف، التي دخلت الحرب لصالح الجيش فأخلت بتعهداتها بدخولها الحرب، وبالتالي هذا التنسيق انتهى كعمل مشترك. فواصلنا العمل لوحدنا. كان هناك فكرة لتكوين قوة مشتركة مع الرفاق في تجمع تحرير السودان (قيادة الطاهر حجر) وهي مازالت تحت الإجراءات والتأسيس. لكن نحن الآن نعمل لوحدنا وهذا ليس جديد قديم جداً، حيث سهلنا للفارين من قبل في زالنجي بولاية وسط دارفور، ونيالا بولاية جنوب دارفور، وفي مناطق كثيرة جداً أخرى.
وكما ذكرت واجبنا هو حماية المواطن وتأمينه، رغم أن الحكومة مسئوليتها حماية وتأمين المواطن، باعتباره عقد اجتماعي طبيعي، لكن ليس هناك دولة، فنحن في حركة جيش تحرير السودان، التزمنا بحمايتهم حتى لو اضطررنا للدخول في حرب على الذين يعتدون على المواطنين.
هيئة محامي دارفور تستحق التقدير والإعجاب والإشادة، لأنها قامت بدورها كاملاً بنشر الحقائق والانتهاكات، ودافعت عن أهل دارفور.
بعد توقيع الحركة مع رئيس الوزراء الأسبق دكتور عبد الله حمدوك مؤخراً إعلان نيروبي، شن إعلام النظام البائد هجوماً على الحركة مرة بدعوى مشاركة الحركة في الحرب، وتارة أخرى منتقداً لمواقف الحركة، بما تعزي ذلك؟
دكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء الشرعي، سوداني ووطني وغيور، نحن كحركة تحرير السودان، نثق فيه جداً وحسب تجربتنا معه من باريس.
عقدنا ثلاث اجتماعات معه في نيروبي وجوبا، تأكد لنا أن هذا الرجل ينبض نبض الوطن والشعب لذا ليس لدينا فيه أي تحفظ، ونلتقيه في أي وقتٍ ومكان، ونؤمن أننا سوف نعمل معه من أجل إيقاف الحرب والتحول الديمقراطي المنشود.
اما توقيعي مع دكتور عبد الله حمدوك، نحن مثل بقية السودانيين الذين، يجتهدون في أن يكون هناك سلام، وإيقاف للحرب. وهذا جهد كبير نحن نرى كحركة بذلناه، ووقعنا معه كما وقع الآخرين. واقصد بذلك خاصةً الحركة الشعبية شمال، بقيادة الجنرال عبد العزيز آدم الحلو. وجهدنا لن يتوقف "سنواصل مع بقية السودانيين الذين يؤمنون بتأسيس دولة حقيقية"، نحن نتواصل معه لتأسيس أكبر جبهة وطنية، تقف ضد الحرب وتنحاز للشعب السوداني، وننهي حكم العسكر، وحكم الحركة الإسلامية، التي قسمت السودان، وبترت السودان وحولته من دولة واحدة واعدة صاعدة مبشرة في العالم، إلى دولتين منقسمتين في وهن، أعادنا إلى القرن الحجري. ولكن بإرادة السودانيين، وتكاتفنا كقوة نستطيع ان نسقط هذا الطغم، ونبدأ في بناء دولة المواطنة والحقوق المتساوية.
عن انتقادات الحركة الإسلامية (نحن تمردنا ضد الحركة الإسلامية، وضد النظام الإسلاموي (المتأسلم) لأنهم أبعد ناس عن الإسلام، حاربناهم 23 عاماً، وموقفنا مبدئي وثابت، رفضنا منذ 2006 أي حوار أو تقارب، ووقفنا في أكثر اللحظات حرجاً لوحدنا ضد العالم أجمع بمبادئنا؛ نحن نعرفهم نظام استبدادي وفكر مستبد، وهذا نظام لا يصلح في القرن الواحد وعشرين والجميع يرى الآن، لأن أزمة السودان منذ 56 هي أزمة سياسية ، نحن تمردنا ضدهم، وهدفنا بناء دولة علمانية، ليبرالية، فدرالية ديمقراطية ؛ فيها فصل واضح للدين من الدولة أي دولة المواطنة المتساوية وسيادة القانون دولة المؤسسات، لكن الإسلاميين بدل مناقشة الحل السياسي اتجهوا إلى تقسيم المواطن السوداني إلى زرقة وعرب، ومسلمين، وغير مسلمين، وعملوا المليشيات والجنجويد وسموهم مرة "بالشرطة الظاعنة" وعند ما أصدر مجلس الأمن قراراً بحلها بسبب ارتكابها جرائم التطهير العرقي، والإبادة الجماعية، تم تحويلها إلى "حرس الحدود"، وبعد اندلاع الحرب بينهم والدعم السريع، أعلن البرهان حل الدعم السريع وأعاد حرس الحدود، هي لعبة شطرنج، يحرك فيها البيادق، هذه عقلية فوضوية. وبعدها يأتي البرهان ويتباكى للشعب السوداني. نحن كحركة. مسألة انتقادهم لنا هذا فخر للحركة (لكن مجرد ما نكون مع الحركة الإسلامية كويسين هذا يعني اننا انتهينا).
بعد التوقيع على إعلان نيروبي وخاصةً بند تمرير الإغاثة عبر دول الجوار دون عوائق هل شرعتم في إيجاد دول لتمرير الإغاثة عبرها خاصةً وأن الأطراف المتصارعة يمنعون إيصال المساعدات من بورتسودان؟
نحن كحركة شرعنا في الأمر وأوصلنا رأينا؛ إن قانون الأمم المتحدة مع السودان لا ينفع، لأن قانون الأمم المتحدة يتحدث عن السيادة، والسيادة من أهم شروطها أن تكون الدولة مسيطرة على أراضيها، والجميع يعرف الآن أن الدولة غير قادرة. على أن تسيطر على أراضيها، والآن عملياً هناك 4 سيادات، الأولى نحن كحركة تحرير السودان، نسيطر على ثلث مساحة دارفور يعني أكبر من دولة بلجيكا، ولن يستطيع كائن من كان أن يأتي الا بإذن، من سلطات الحركة المدنية، في مناطق سيادتنا، أيضاً؛ هناك الحركة الشعبية شمال. بقيادة الجنرال الحلو تسيطر على جنوب كردفان/ وجبال النوبة، وجنوب النيل الأزرق. كذلك الدعم السريع تسيطر على أراضي واسعة من السودان، في دارفور، وكردفان والجزيرة ووسط السودان والخرطوم؛ بجانب سيطرة الجيش على بورتسودان. هذه أربع سيادات؛ واقعياً على الأرض، لا يمكن تأتي الإغاثة من بورتسودان إلى دارفور وكردفان؛ لذا نحن كحركة نتحدث مع المنظمات، بأن الواقع هذا هو أما أن يتمسكوا بالسيادة الزائفة، التي لا توجد على أرض الواقع. أو الناس تموت، أو التعامل بواقعية هناك اغاثات ولو قليلة، بدأت تصل من معابر ثانية وهذا استجابة جيدة.
بخصوص الدول، نحن لن نعمل تنسيق مع الدول، إنما المنظمات، لكن نحن نتحدث مع حكومات هذه الدول، إذا كانت هنالك عوائق نقوم بتذليلها مع بعض.
السودان الآن حسب المنظمات الدولية يواجه مخاطر تهدده، والبعض يرى أن استجابة المجتمع الدولي ضعيفة حيال الأزمة ما هي المناشدات التي توجهها للعالم بشأن الازمة؟
نحن نناشد المجتمع الدولي، ونقول بأن أزمة السودان سياسية، لأن السودانيين لم يجلسوا لتأسيس دولة إطلاقاً، وأن الصراع الدائر الآن لهو نتيجة إفرازات صراعات سياسية منذ 56، وأن الأزمة السياسية تحولت إلى أزمة عسكرية للمحافظة، على شكل الدولة العنصرية التي تكونت منذ 56 بصناعة المستعمر، وليس دولة المواطنة المتساوية، وسيادة القانون، والعدالة الاجتماعية، والثقافية المفقودة. فمناشدتنا، بأن طريقة ترقيع السودان منذ 56 إلى اليوم "بالمناسبة كلمة 56 يقولون هذا حديث الدعم السريع" ابداً نحن كحركة جيش تحرير السودان، وقبلنا الحركة الشعبية برئاسة دكتور جون قرنق، بل الأنانيا ايضاً وقفوا ضد دولة 56، وكانوا يطالبون بالعدالة الاجتماعية. وكلمة "نيو سودان" أتت من أين؟ لإنهاء دولة 56 وخلق دولة جديدة تمثل السودانيين جميعاً، وبالتالي الإرهاب الذهني الذي يمارسه الكيزان على الناس (نحن على الأقل في حركة تحرير السودان تحررنا وحررنا عقولنا لأننا حركة تحررية من هذا الإرهاب الذهني، والفكري الذي يمارسه الإرهابيين من جماعة الإسلام السياسي. كل ما في الأمر أزمة السودان سياسية ويجب حلها سياسياً وليس امنياً كما يجري الآن ولن يجدي).
وقع على حركتكم في مواقعها المحررة عبء كبير فيما بخص تقديم الحماية للمدنيين وتقديم الدعم الإنساني خاصةً بعد تغير حركتي مني أركو مناوي وجبريل إبراهيم لمواقفهم ودخول الحرب تحت لواء الجيش الشيء الذي أدى لانهيار الوضع الإنساني في الفاشر ومعاناة المدنيين كيف تواجهون ذلك؟
نحن كحركة لدينا رؤيتنا، و "لا خير في ود امرءٍ متلون إذا الريح مالت مال حيث تميل" كما قال الشاعر. وبالتالي هذه الرؤية مهدت لنا الطريق للسير، نحن لا نتخبط عندما يكون هناك حدث طارئ في السودان، كما يحدث بسبب الحرب الآن، نحن موقفنا واضح نريد خلق دولة مواطنة متساوية، وصراعنا مع النظام القائم، وواجهتاه وفق مشروعنا ولدينا الحلول، والذي يشغلنا هو الوطن ومواطنه حيث ما كان، وموقفنا الذي نقوم به. في السودان العمل السياسي مفاده، أما دفعوا لك كم؟ ولا ماهي المناصب التي ستحصل عليها؟ نحن في حركة تحرير السودان لا يمكن ان نباع بقروش ولا مناصب، لأن الوطن ليس له ثمن، إذا دفعت لك أموال العالم كله لن تشتري لك وطن، لذا نحن قروش الدنيا كلها لا يشترونا بها، ولا بالمناصب مهما عظمت، نحن نسعى فقط لتحقيق مشروعنا.
صحيح نحن كحركة يقع علينا عبء كبير جداً، لكن وفق مشروعنا وامكانياتنا استطعنا، أن نوفر الحماية كما اسلفت لك سابقاً، ونطبق مشروعنا في الأراضي المحررة، ونؤمن سعياً حثيثاً. في القريب العاجل بتطبيقه في كل السودان. لأن المشروع عبارة عن فكر، وصراحة العبء الإنساني الآن في مناطقنا المحررة أكبر من قدراتنا، لذا نناشد كل السودانيين المقتدرين بأن يقفوا معنا على أساس نخلق سودان عادل حقيقي، وطن يسع الجميع، ونملك الإرادة.
ألا تعتقد ومع إصرار طرفي الأزمة على الحرب أن يقوم المجتمع الدولي بتطبيق البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة واستخدام القوة؟ هل تتوقع تطبيق البند السابع؟
هذه أحلام لا يُبَّنى عليها؛ ما في جهة ستأتي بقواتها، وهناك سوريا واليمن وليبيا، ودول كثيرة في العالم أصبحت فاشلة. لذا نحن إذا أردنا أن نراهن يجب أن نراهن على قدرتنا في أن نتوحد، ويكون لدينا مشروع واحد، ونعمل جبهة مدنية قومية قوية، وإذا اضطر الأمر والظرف نعمل جبهة عسكرية واحدة، لإنهاء استبداد الكيزان، ونكون كلنا مع بعض قوة لخلق دولة المواطنة، ونأتي بها. ويجب ألا يكون هناك، افلات من العقاب. ولا بد من محاسبة كلٍ من ارتكب جريمة ضد الشعب السوداني بما فيهم أنا رئيس حركة جيش تحرير السودان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.