أفادت مصادر محلية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، بتعرض الصحفي نصر يعقوب لمحاولة اغتيال على يد ضابط في القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش، وذلك أثناء وجوده في مقر عمله بسوق مخيم أبوشوك للنازحين. ووفقاً لشهادته، نجا يعقوب من الموت بعد أن أطلق عليه الضابط، الذي يحمل رتبة نقيب النار من مسدسه إثر خلاف حول جهاز "ستارلينك" المستخدم في توفير خدمة الإنترنت. وأوضح يعقوب أن الضابط طلب منه تسليم الجهاز المعروف محلياً باسم "الواي فاي"، وعندما رفض، بادر الأخير بإطلاق النار عليه أمام عدد من المواطنين، مؤكداً أن "لولا لطف الله لقتلني". وأضاف أن الاعتداءات المتكررة من عناصر الحركات المسلحة باتت تشكل تهديداً مباشراً للمواطنين، مشيراً إلى أن بعض أفراد القوة المشتركة يستخدمون سلطاتهم في السوق لمصادرة الممتلكات ونهبها تحت ذرائع أمنية غير مبررة. وتعتمد معظم مناطق دارفور على أجهزة "ستارلينك" لتوفير الإنترنت، في ظل انهيار البنية التحتية للاتصالات نتيجة النزاع المستمر. ويُشغّل هذه الأجهزة عدد من المواطنين عبر محال تجارية، إلا أن أصحابها يواجهون تضييقاً من قبل استخبارات القوة المشتركة، التي تمنع تشغيلها بدواعي أمنية، بينما تسمح لعناصرها باستخدامها بشكل حصري، بحسب إفادات محلية. وأكد أحد أصحاب محال "ستارلينك"، فضل عدم الكشف عن هويته، أن الاستخبارات العسكرية في الفاشر تلتزم الصمت حيال هذه الانتهاكات، ما يثير مخاوف من تفشي ممارسات غير قانونية في ظل غياب الرقابة. وأشار إلى أن خدمات الإنترنت في سوق مخيم أبوشوك توقفت بالكامل منذ حادثة إطلاق النار على الصحفي، ما أثر على حركة الاتصالات والخدمات في المنطقة. من جانبه، شرع الصحفي نصر يعقوب في اتخاذ إجراءات قانونية ضد الجاني لدى الجهات المختصة، وسط دعوات من منظمات إعلامية وحقوقية لتوفير الحماية للصحفيين ومحاسبة المتورطين في الاعتداءات التي تستهدف حرية التعبير وسلامة العاملين في المجال الإعلامي.