صفاء الفحل بغض النظر عما قاله رئيس أحد أجنحة المؤتمر اللاوطني المحلول أحمد هارون الهارب من تنفيذ أحكام قضائية والهارب من العدالة الدولية والمثول أمام المحكمة في جرائم حرب وإبادة جماعية فان ظهوره بهذه الطريقة العلنية وإجراءه لحوارات صحفية يعتبر في حد ذاته جريمة يجب أن تحاسب عليها الأجهزة الأمنية ووزارة العدل في حكومة الأمر الواقع ب (برتوكوز) ونقول ذلك على افتراض (المصداقية) رغم أن الجميع يعلم بأن تلك المجموعة الإنقلابية وحكومتها الصورية هي الحامي الأساسي له ولرفقاءه الآخرين من الهاربين. وبكل تأكيد لا يستطيع أحد الحجر على (أحلام الفتى الهارب) رغم أنها لا يمكن أن تحدث في أسخف أفلام الخيال العلمي فالرجل يريد أن يتخطى المطاردة والإفلات من العقاب المحلي والدولي وأن يعود على أكتاف العسكر وفترة إنتقالية تقودها شخصية عسكرية في تلميح واضح (للبرهان) يتم التوافق عليها من خلال استفتاء على طريقة (سير .. سير) وأيدناك، بايعناك، ثم بعد ذلك جميع أنواع التحايل الإنتخابي في العهود العسكرية الدكتاتورية والتي صارت مكشوفة ومفضوحة لدى الشعب السوداني. والحوار الذي تم قبل أكثر من شهر ظل حبيس الأدراج وتعمدت السلطة الإنقلابية السماح بنشره خلال هذه الأيام لتبعث بعض الرسائل عبره قبل إنعقاد الرباعية بأن الحكومة الانقلابية ماضيه في الخط الذي رسمته لنفسها ولن تغير القرارات التي تصدرها تلك المجموعة وإختارت (رجلا) تضع الولاياتالمتحدة الراعية لذلك الاجتماع خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه في إشارة تحدي واضحة بأننا لن نلتزم بقرارات تلك المجموعة اذا لم تأت حسب رؤيتها المستقبلية التي أعلنها مفصلة (هارون) من خلال ذلك الحوار وهو يتحدث بلسان الحكومة الصامتة . الرسائل التي جاءت استباقاً لمخرجات ذلك الإجتماع هي محاولة لشرح خارطة الطريق المستقبلية او الإفصاح عن (رغبات) تلك الحكومة حتى توضع في الإعتبار خلال الحوارات التي ستجرى إلا انها وبكل أسف جاءت خارج نطاق الأجندة التي ستتمحور في نقطتين: فتح مسارات توصيل الإغاثة وهي نقطة لا يمكن لسلطة الأمر الواقع ببورتسودان رفضها وربما لا تدخل في أولويات اهتماماتها فوضع (الرجل) تركيزه على النقطة الثانية وهي: إعلان عن خارطة طريق مسارات لتحقيق الحكم المدني الديمقراطي حسب رؤيتهم منوها بضرورة أن يقود العسكر الفترة الإنتقالية وإلا فإن الحرب لن تتوقف في تحدي واضح فكانت رسائل خاطئة من الشخص الخطأ ستدفع السلطة الانقلابية ثمنها باهظا فالرؤى ما تزال تتشكل من خلال صراعات متعددة لا تقبل (التحدي) خاصة خلال هذه الأيام .. ولكن يبدو أن (هارون) ومن خلفه مجموعته (اليائسة) تحاول بكل السبل منع الحكومة العسكرية من الخروج من عنق الزجاجة والثورة في كافة الأحوال مستمرة .. والحساب والقصاص قادم لامحالة .. والرحمة والخلود لشهدائنا .. الجريدة