رسميا مصر تتأهل كأس العالم    شاهد بالفيديو.. القيادي بالدعم السريع "ود ملاح" يوثق لشاب داخل "راكوبة" في أقصى مناطق دارفور يطرب نفسه بأغنيات فنان "الربابة" ود دار الزين    تقرير ل "الحرة" يكشف شروع إيران في إنشاء قاعدة عسكرية للحوثيين في بورتسودان    "لا أحد فوق حق الدفاع عن النفس".. ماذا قالت القيادية بالحرية والتغيير حنان حسن عن قرار فصل الفنان جمال فرفور من إتحاد المهن الموسيقية؟؟    المنتخب السعودي يضع قدمًا في مونديال 2026 بفوز مثير على إندونيسيا    الحركة الشعبية شمال: عقار لم يلتقي "الطاهر حجر والهادي إدريس" في كينيا    صحفي سوداني يثير غضب جمهور "فرفور": (أؤيد وبشدة قرار اتحاد المهن الموسيقية الصادر بحقه بعد تصريحاته غير المحترمة عن الوسط الفني بشكل عام)    شاهد بالفيديو.. استعرضت "بطنها" داخل "الكوافير" الخاص بها.. سيدة الأعمال السودانية هبة كايرو تفقد أعصابها وتتوقف عن تسريح شعرها بسبب فتاة سخرت من "كرشتها"    والي الخرطوم يصدر عددا من القرارات لتعزيز حياة أسر الشهداء    رد مبابي الصادم على اتهامه في قضية الاغتصاب    "جعفر" عضوا في اللجنة الفنية والتطوير ب"فيفا" وعطا المنان في لجنة الملاعب والامن    العالم السعودي عمر بن يونس ياغي ينال جائزة نوبل للكيمياء    الناشطة رانيا الخضر ترد على الإعلامي راشد نبأ بعد تهديداته المتكررة للبلابسة ومؤيدي الحرب (يا ود انا ارجل منك لجنة شنو البتهددنا بيها.. بل بس)    السيسي: سأدعو ترامب لحضور توقيع الاتفاق بشأن غزة    الصحفية فاطمة الصادق تهاجم إتحاد المهن الموسيقية بعد قرار فصل الفنان "فرفور": (ده التربص والحفر ذاتو بيان بالعمل..دايرين ليكم سبب والله مع الولد وعموما فرفور عابر وفنان كبير وما محتاج عضويتكم ذاتو)    فنانة شهيرة تعلن تضامنها مع الفنان جمال فرفور بعد فصله وتطالب الإتحاد بمراجعة القرار    الناشطة رانيا الخضر ترد على الإعلامي راشد نبأ بعد تهديداته المتكررة للبلابسة ومؤيدي الحرب (يا ود انا ارجل منك لجنة شنو البتهددنا بيها.. بل بس)    غرامات جنونية.. شركة الكهرباء في السودان تفاجئ المواطنين    بالمسيّرات.. بصمات أوكرانية في الهجوم على اسطول الصمود العالمي    وفاة لاعب نادي الهلال السوداني    السودان يشارك بوفد برئاسة وزير التحول الرقمي والاتصالات في الدورة الثانية لمجلس وزراء الأمن السيبراني بالسعودية    مبارك الفاضل .. ندعو حكومة تأسيس أن تعيد ما نهبته قوات الدعم السريع من المواطنين    قصف في السودان ومقتل 12 شخصًا وإصابة آخرين    إثيوبيا في رسالة : إريتريا تستعد للحرب    بكرى المدنى يكتب: المؤتمر الوطني – النعمان يمثل من؟!    المجلس الأعلى يدعم ممثل القضارف في التأهيلي بمعدات رياضية    لَيسَ بالضرورة أن تكُون الحَقيقَة مُرّة    70 ألف جنيه لإسطوانة الغاز بالخرطوم    تشكيلية سودانية تحصد جائزة الريفييرا الفرنسية    خسائر الزراعة جراء الحرب 100 مليار دولار    وزير المالية يشارك في الاجتماع الوزاري لمجلس محافظي المؤسسة الإفريقية لبناء القدرات باديس ابابا    روني ينتقد تراجع أداء محمد صلاح بعد خسارة ليفربول الأخيرة    "المصريون يرغبون في محاربة إسرائيل مجددا".. ومحلل إسرائيلي: "السيسي يخدعنا"    ترامب للقوات الأميركية: لن ننتظر سنوات لضرب إيران مجددًا    اجتماع في السودان يبحث تطوّرات سعر الصرف    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    قبل أيام أوقفت السلطات المختصة مواطنين كانوا في طريقهم من قلب مدينة تندلتي إلى قريتهم    الطاهر ساتي يكتب: إدارة جديدة ..!!    ترامب: حماس ستواجه الإبادة إذا قررت البقاء في السلطة    إذاعة الضعين تعود للبث بعد توقف عامين    صندوق النقد: السودان يواجه انهياراً نقدياً شاملاً وانكماشاً مزدوجاً    وزير الصحة يشارك في تدشين الإطار الإقليمي للقضاء على التهاب السحايا بحلول عام 2030    حادث مرورى لوفد الشباب والرياضة    انهيار الجسر الطائر بجامعة الخرطوم إثر اصطدام شاحنة    عملية أمنية محكمة في السودان تسفر عن ضبطية خطيرة    السودان..محكمة تفصل في البلاغ"2926″    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    الإعلامية السودانية "لنا مهدي" تشارك ب"كورونامايسين" في معرض الرياض الدولي للكتاب    الاقصاء: آفة العقل السياسي السوداني    ضبط شخص بالإسكندرية ينصب على المواطنين بزعم قدرته على العلاج الروحاني    الطاهر ساتي يكتب: حمى الصراع ..(2)    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقرير ل "الحرة" يكشف شروع إيران في إنشاء قاعدة عسكرية للحوثيين في بورتسودان
نشر في الصيحة يوم 07 - 10 - 2025

لا تحمل الطائرات التي تهبط في مطار بورتسودان مسافرين وحقائب فحسب؛ إذ تتحدث تقارير عن شحنات مسيّرات وصواريخ. ليس مجرد مشهد من مشاهد الحرب المستعرة في السودان منذ أكثر من عامين؛ هو أبعد من ذلك.
في 12 سبتمبر 2025، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية فرض عقوبات على وزير المالية جبريل إبراهيم و"كتيبة البراء بن مالك". القرار أعاد إلى الواجهة ملف العلاقات المتنامية بين طهران ومجلس السيادة السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، فبعد قطيعة دامت نحو ثمانية أعوام، استأنفت طهران والخرطوم في أكتوبر 2023 علاقاتهما الدبلوماسية.
وقتها كان السودان، ولا يزال، يغرق في حرب أهلية بين الجيش و"قوات الدعم السريع"، وكانت إيران تبحث عن منفذ جديد على البحر الأحمر بعد تعثر مفاوضاتها النووية مع واشنطن. ولم يمر وقت طويل حتى بدأت تقارير تتحدث عن وصول أسلحة إيرانية عبر مطار بورتسودان، ساعدت الجيش على صدّ تقدم قوات محمد حمدان دقلو "حميدتي" نحو العاصمة. وبالنسبة للبرهان، وفر استئناف العلاقة مع طهران طوق نجاة؛ بينما بدت بالنسبة لطهران خطوة متقدمة لترسيخ موطئ قدم على واحد من أهم الممرات المائية في العالم، وبوابة مفتوحة نحو إفريقيا.
من الخرطوم إلى الحوثيين:
ارتبط توسّع النفوذ الإيراني في السودان مباشرة بجماعة الحوثي، ففي سبتمبر 2025، نفّذ الحوثيون هجمات على سفينتين قرب ميناء ينبع السعودي، على بُعد نحو 600 ميل من سواحل اليمن. وأظهرت الهجمات، أن الحوثيين امتلكوا قدرات جديدة، وفقا لمراقبين رجّحوا أن الساحل السوداني قد يتحول إلى منصة لإطلاق مسيرات أو زوارق صغيرة، ما يخفف الضغط عن الحوثيين في الحديدة وصنعاء.
يقول فهد الشرفي، مستشار وزير الإعلام اليمني، إن إيران دخلت على الخط بعد اتهام حكومة البرهان بعض الدول العربية بدعم قوات حميدتي، وبدأت ترسل دفعات من السلاح، خاصة الطيران المسيّر والخبراء. "لدينا معلومات عن أسراب من الطيران من نوع 'هاجر' وصواريخ مضادة للدروع نقلت في أكتوبر 2024 إلى السودان عبر مطار بورتسودان،" يضيف.
يمثل السودان بالنسبة للحوثيين، وفق خبراء، امتدادا لوجستيا استراتيجيا. فهو يسمح لهم بتخزين الذخائر وقطع الغيار بعيدا عن الضغوط في اليمن، ويفتح مسارات للتهريب عبر القرن الإفريقي. ويمنح السودان لإيران فرصة للتأثير في الملاحة الدولية ومضيق باب المندب الحيوي، وهو ما يرفع منسوب التوتر في المنطقة.
جذور العلاقة والعودة الجديدة:
لم يدخل السودان في الحسابات الإيرانية حديثا. فمنذ التسعينيات، ظلّ موقعه على البحر الأحمر محط أنظار الإيرانيين. وكان الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك قد حذّر الخرطوم عام 1993 من احتضان قاعدة إيرنية. "لو عملت قاعدة إيرانية في بورتسودان هضربك ومش هسمحلك ولا أنت ولا غيرك،" قال. لكن عمر البشير تجاهل التحذير، بل تحداه.
فتح الأبواب أمام الحرس الثوري، واستقبل سفنا حربية إيرانية عام 2011، وسمح بمرور أسلحة إلى حركة حماس عبر أراضيه. وكانت النتيجة عزلة عربية ودولية، واتهامات أميركية للخرطوم برعاية الإرهاب.
وتحت ضغط العقوبات الدولية والأزمات الداخلية، غير السودان عام 2014، مسار تحالفاته من إيران إلى السعودية والإمارات. شارك في التحالف العسكري بقيادة الرياض في اليمن ضد الحوثيين. وقطع عام 2016، علاقاته مع إيران انسجاما مع قرار سعودي مماثل.
بعد سقوط البشير، ومع اتفاق المصالحة السعودي الإيراني بوساطة صينية في 2023، عادت الخرطوم لفتح الباب أمام طهران. ووفرت الحرب بين الجيش والدعم السريع مبررا للخطوة. وسارعت إيران لتزويد البرهان بالأسلحة والخبراء، مستفيدة من انقسام داخلي وتردد إقليمي في دعم أي طرف في الحرب السودانية بشكل حاسم.
قيود وحدود النفوذ:
رغم المكاسب الظاهرة، يواجه النفوذ الإيراني في السودان عقبات عديدة. ويرى العميد اليمني ثابت حسين صالح أن الحوثيين يتحركون وفق توجيهات طهران بهدف إنشاء بؤرة جديدة في المنطقة. "لكني أستبعد أن يتحول السودان إلى قاعدة دائمة بسبب المقاومة الداخلية والرفض الإقليمي والدولي،" يضيف.
لكن المحلل السعودي فيصل الشمري يحذر من أن التمدد الحوثي والإيراني قد تكون له انعكاسات سلبية على الداخل السوداني. "هذا التدخل يضعف سلطة الدولة، ويعزز شبكات التهريب. وجود الحوثيين يمنحهم امتدادا لوجستيا على الضفة الغربية للبحر الأحمر، لكنه يبقى هشا إذا توفرت إرادة إقليمية لوقفه."
الاعتماد على تفاهمات محلية هشة، في بلد يعاني انقساما سياسيا عميقا، يجعل أي نفوذ إيراني عرضة للانكشاف السريع. كما أن الولايات المتحدة وإسرائيل تحتفظان بسجل طويل من الضربات ضد شبكات تهريب السلاح في السودان، أبرزها قصف منشآت مرتبطة بالحرس الثوري عام 2009.
البحر الأحمر.. الجبهة الأخطر:
البحر الأحمر هو مسرح العمليات الأكثر حساسية. منذ 2023، صعّد الحوثيون هجماتهم على السفن التجارية والعسكرية، قبل أن يعلنوا إلغاء هدنتهم مع واشنطن ويتوعدوا شركات مثل إكسون موبيل وشيفرون. يقول الشرفي إن عام 2024 كان "الأكثر تصعيدا منذ السابع من أكتوبر. بعد الهدنة بواسطة عمانية تراجع نشاطهم، لكن العودة الأخيرة للهجمات، ومنها استهداف بارجة أميركية، تشير إلى احتمال استئناف الضربات الأميركية".
هذه الهجمات دفعت واشنطن إلى تعزيز تحالفاتها البحرية في المنطقة، في وقت تواصل فيه إسرائيل ضرباتها على منشآت لوجستية حوثية في الحديدة وصنعاء. كل ذلك يجعل البحر الأحمر جبهة مفتوحة على احتمالات مواجهة واسعة، قد تمتد إلى السودان إذا ثبت أنه أصبح جزءًا من شبكة الدعم الإيرانية.
ما بين المكسب والعبء:
السودان اليوم ليس مجرد ساحة صراع داخلي. هو عقدة في شبكة النفوذ الإيراني الممتدة من اليمن إلى لبنان. بالنسبة للحوثيين، يعتبر السودان نافذة للتمدد وملاذا لوجستيا. وبالنسبة لطهران، ورقة ضغط على السعودية ومصر وإسرائيل، ووسيلة لتعزيز الحضور الإيراني في إفريقيا.
لكن هذا النفوذ ما زال هشا. الانقسام الداخلي السوداني، وحساسية البحر الأحمر، وتوجس القوى الإقليمية، كلها عوامل تجعل طموحات إيران والحوثيين في السودان معرضة للاهتزاز. كما يقول الشمري: "المشهد السوداني غير المستقر قد يتحول إلى عبء على الحوثيين أكثر من كونه مكسبا".
في النهاية، لا يتعلق السؤال فقط بقدرة إيران على ترسيخ حضورها في السودان، بل بمدى استعداد القوى الإقليمية والدولية لترك هذا الباب مفتوحا. السودان قد يصبح قاعدة جديدة للحوثيين وإيران، وقد يبقى مجرد محطة عابرة في لعبة النفوذ الكبرى على البحر الأحمر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.