د. مرتضى الغالي بالأمس وعبر "قناة الجزيرة" دشّن دكتور إبراهيم الأمين نفسه (بلبوساً) على "سنجة عشرة"..ووصل أخيراً إلى الإعلان عن تماهيه الكامل مع الانقلاب والحرب والكيزان والبرهان..! فهنيئاً للرجل بهذه (الزمالة الفخرية) بعد عهد من (ملاواة نفسه) ليكون في ركب الثورة ومع الأحرار المطالبين بالحكم المدني والداعين للحرية والسلام والعدالة...(وإنها لكبيرة) إلا على الصامدين..! وللأسف فقد كان هذا التدشين هزيلاً..وكان الرجل ركيكاً في منطقه وحيثياته وردوده وتبريراته وهو يدعو إلى مواصلة الحرب بلا توقّف أو هدنة..! وكان أكثر تشدداً ورفضاً للسلام والتفاوض من الكيزان أنفسهم...وسبحان ربك الذي يعلم (خائنة الأعين وما تخفي الصدور)..! لقد اقسم د.إبراهيم (باللات والعزى) ألا يرد على سؤال محاوره عندما قال له: مَنْ الذي انشأ الدعم السريع..؟! فقد خاف أن يأخذ عليه الكيزان مجرد الإفصاح بهذه الحقيقة السافرة..!! ثم عندما حاصره الإعلامي احمد طه (حصار طروادة) وقال له هل تريد أن يموت السودانيون ويتمزّق الوطن ويتشرّد الناس أكثر من هذا بدعوتك لمواصلة الحرب..؟عاد للحديث عن قتال مليشيا الدعم السريع..وهو يعلم انه يقف في خندق يضم عشرات الميليشيات علاوة على الداعشيين وميليشيات الدفاع الشعبي والبراء والبنيان المرصوص و"كتائب الظل"..!!Sudanese culture book لقد حرق إبراهيم الأمين في هذا اللقاء مراكبه القديمة وشن هجوماً على الأممالمتحدة واتهم الأسرة الدولية بمعاداة السودان..وهو يقصد حكومة البرهان الانقلابية الكيزانية..فهل رأيت مثل هذا الانزلاق العمودي..! نقول الانزلاق لأنه كان في مواقفه وكتاباته السابقة من المؤمنين بالمجتمع الدولي والتفاعل مع الأسرة العالمية ولم يكن يستكف من الحوار وتبادل المنافع مع الآخر الغربي أو الشيطاني..! هل هذا "جديد" على دكتور إبراهيم ..؟! (أبداً والله)..فقد كان الرجل كثيراً ما يأوي إلى (كهف الكيزان)..وهناك سوابق كانوا يدعونه فيها (أوان زنقاتهم) ليخرج ويخفّف عنهم الهجوم...وكان يدافع عنهم أحيانا عن طريق الأربعين و(لفة الكلاكلة) وأحياناً (بالدرب العديل)..! لقد انخدع الناس لفترة به وظنّوا انه من المنافحين عن الديمقراطية والمدنية، وعن ثورة ديسمبر...ولكن المتابعين لم يغب عنهم ذلك "الشريان الرخو" ضمن أوردة دكتور إبراهيم الأمين السياسية..! فقد كان وقوفه مع الثورة والصف المدني عندما يكون (الجو رطباً) والريح رخاء..!! لقد حمله أبناء الثورة على الأعناق في تلك الأيام الزاهية فكيف طاب له الآن أن يقف مع الذين أجهضوا الثورة وحرقوا شبابها في ميدان القيادة ..؟! لقد كان هذا الرجل إحدى الثغرات التي يتسلل منها الكيزان لاختراق الأحزاب...وقد كان معه في هذا الشأن (سعادة الفريق صديق محمد إسماعيل).. وللإنصاف فقد كان "الفريق" أكثر سفوراً منه في موالاة الكيزان من داخل حزبه..! ولكن هاهو إبراهيم الأمين يعود إلى الميدان (منافساً شرساً) في هذا الدور..! لقد سقطت كثير من (العمم والشالات) بعد انقلاب البرهان وبعد هذه الحرب الفاجرة.. ولكن سقوط عمم وملافح دكتور إبراهيم كانت أكثر فداحة من رفيقاتها...فقد كانت للرجل نضالات سابقة ومساهمات وطنية ودراسات مضيئة في قضايا جنوب السودان الحبيب.. ومياه النيل وتنشئة أجيال الوطن وبعض القضايا الإقليمية والدولية..! وللحقيقة: تربطنا بدكتور إبراهيم الأمين أواصر اجتماعية وروابط معرفة وقربى..ولكن الأمر أمر (وطن على المحك) وحرب فاجرة ودماء وضحايا وأشلاء.. وتربّص لئيم من أعداء الحياة...! البرهان والكيزان يحاربون من أجل اغتصاب السلطة..فما هي مصلحتك في هذه الحرب..؟! هل نسيت أنك قيادي بأعلى الهرم في حزب يدعو للحكم المدني..؟ كيف تصطف مع الانقلابيين والمليشيات..وتدعو لمواصلة حربهم على أبناء وطنك ؟! ألا تكفيك كل هذه الدماء المسفوكة..؟! أنت تقول إن هذه الحرب مفروضة علينا.. ألا تعلم أن الكيزان هم الذين فرضوها على السودانيين..؟! وتقول لا بد من القتال..فلماذا لا تستنفر أبناءك..؟! لقد سار د.إبراهيم الأمين على نهج "نبيل أديب" (مقرر مذبحة الاعتصام) وعلى نهج رفيق له من كبار الأكاديميين قال بالحرف: (يحب ألا تكون "مسألة تضرُر المدنيين" سبباً لإنهاء الحرب)..! هل من المعقول أن هذا المثقف الكبير يسمي كل هذه الدماء والخراب وفناء عشرات الآلاف وتشريد 14 مليون سوداني مجرد (مسألة تضرر)...؟ الله لا كسّب الكيزان..!