(هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ۚ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ) صدق الله العظيم د. عمر القراي (1) عندما طارت في افق الإعلام، إشاعة وجود وفدين، أحدهما من الجيش، والآخر من الدعم السريع، يتفاوضان على مقترحات الرباعية في أمريكا، أصدر مجلس السيادة، في سلطة بورتسودان، بياناً رسمياً، نفى فيه الخبر تماماً. وقال إنه ليس هناك وفد من الجيش في أمريكا، يتفاوض مباشرة أو غير مباشرة، مع الدعم السريع. وهذا أمر في غاية الأهمية، لأنه إذا ثبت أنه قد تمت مفاوضات غير مباشرة، وأن ممثلي الجيش والدعم السريع فعلاً ذهبا إلى واشنطن، فمعنى هذا أن الحكومة في أعلى مستوياتها، تكذب رسمياً على الشعب!! وهذا يعنى أنه ليس لديها أي تقدير لهذا الشعب، فهي لا تهتم بمشاعره، ولا تعتبر مقدراته، ولا تحفل بردود أفعاله، وعلى استعداد تام، أن تقبل فقدانه الثقة بها، فهو لا يعنيها في شيء. السؤال هو: من تقدّر وتحترم حكومة البرهان؟! الجواب هو: الإخوان المسلمين وحزبهم "المؤتمر الوطني"!! ثم جاءت أخبار من جهات مختلفة، تؤكد كذب حكومة البرهان، وتقول بأن المحادثات ما زالت جارية لأكثر من أسبوع، في واشنطن. وجاءت أيضاً في خطاب رئيس حكومة تأسيس، وقائد الدعم السريع، الذي قال فيه إن هنالك مفاوضات بين الجيش والدعم السريع، وأنهم لم يتحدثوا عنها، لأنه قيل لهم أنها سرية، ولكن ذكرها الآن، بعد أن تطرقت لها عدة قنوات، ومن عدة مصادر. ثم جاء تصريح من أثنين من كبار الصحفيين، هما: شوقي عبد العظيم، المحسوب على ثورة ديسمبر، وعثمان ميرغني المحسوب على الحركة الإسلامية. ولقد ذكرا أنهما حضرا المؤتمر الصحفي، الذي عقده السيد مسعد بولس، ممثل الرئيس الأمريكي في الرباعية، حول هذا الموضوع. أكد الصحفيان أنه ذكر وجود الوفدين للجيش والدعم السريع، وأن مقترح الرباعية بإعلان هدنة لمدة ثلاثة شهور، قد قُدّم إليهما، ووافقا عليه، وأن التباحث الآن، أصبح عن كيفية إجراءات التنفيذ. ولقد لا حظ كلا الصحفيين، أن مسعد بولس لا يود استخدام كلمة (مفاوضات)، ربما لأن جانب الجيش يذيع في الإعلام، أنه ليس هناك مفاوضات!! ولكن قُدّم مقترح إيقاف الحرب للجيشين المتحاربين، ليناقشاه كل على حدة، بغرض النظر في تنفيذ هدنة. هذه مفاوضات غير مباشرة. وبينما كان البرهان الخائف، يفاوض في السر، ويجاهر باستمرار الحرب في العلن، ويمارس أعلى صور النفاق والكذب، وجه تنظيم الإخوان المسلمين غرفه الإعلامية، المأجورة، لتشن الهجوم على البرهان، والتقليل من قيمته، وتحقيره، حتى تسقط هيبته في نظر الشعب، ويعلم أنه مجرد دمية تتلاعب بها الحركة الإسلامية، وتحقق بها مصالحها!! ففي جمع كبير للسودانيين برواندا، قدم سفير السودان برواندا، السيد خالد موسى، الأخ المسلم، الذي احالته لجنة تفكيك نظام الإنقاذ إلى المعاش، وأعاده البرهان بعد انقلابه، قدم رئيس الجالية السودانية السيد حسن مصطفى، وقال إنه يريد أن يرسل رسالة إلى السيد رئيس الجمهورية.. فماذا قال رئيس الجالية؟ قال: (لو أنا عندي جناحين كنت وصلت البرهان في مكتبه والله يا يرفع سيفه، يا بسيفي أقطع رأسه.. الداير يوصل له الكلام دا اليوصله ليهو… يا برهان ربنا ولاك السودان.. أنت الآن على رأس السلطة.. انكربت وشديت حزامك، والله وراك رجال، وحننتصر إن شاء الله، وكان ما شديت حزامك نشيلك برّا…) (فيديو منتشر في الوسائط). انظروا الى هذا السفير، الأخ المسلم، كيف ضرب بالدبلوماسية والأعراف عرض الحائط، حين دعا ذلك الرجل، ليوجه خطاب للسيد رئيس الجمهورية، وظل يستمع اليه بإعجاب، وهو يضحك، موافقاً، بينما الرجل يشتم السيد الرئيس ويهدده على رؤوس الأشهاد!! ورئيس الجالية المهووس يكذب، ويطلق الدعاوى الفارغة (لو كان عندي جناحين كان وصلت البرهان في مكتبه)!! ألم يسمع بالاختراع الذي يسمى الطائرة؟ لماذا لا يسافر إلى السودان ويذهب إلى مكتب البرهان ويقطع رأسه؟!.