بعد إطلاق رواية شبح شفاف، يقف الكاتب أسامة رقيعة عند مفترقٍ بين الترقب والتأمل، حيث يلتقي الفن بالنبض العميق للفكر. يصف رقيعة هذه اللحظة قائلاً: "يأتي المعرض مع أول همسات الشتاء... أيام يغمرها السكون ولمسة من الشجن، ومع ذلك يشتاق قلبي للقاء القراء، ويتذكّر عقلي الرحلة الطويلة من الفكرة إلى الحبر، تلك الطريق التي أنعشت شبح شفاف بالحياة." هذه الرواية ليست مجرد إصدار أدبي، بل تجربة حية تمتد عبر سنوات من التأمل والفكرة ، تمزج الإحساس بالإيمان والخيال. فهي تنبض بأسئلة الكاتب حول الحياة والعدالة، وتتناول تأملاته في الحقيقة والروح، مؤكدة أن الأدب مرآة تعكس الإنسانية ذاتها. تمزج شبح شفاف بين الأسطورة والحداثة، وتغوص في خبايا الحياة والموت، بين الإيمان والعقل، والمحسوس وما وراءه، داعية القارئ إلى تجاوز العالم المادي ومواجهة الحقائق الأعمق الكامنة داخله. ويؤكد رقيعة أن حفل الإطلاق لن يكون توقيع كتب تقليديًا، بل احتفاءً بالإنسانية المشتركة، قائلاً: "نسخة من الرواية، ابتسامة دافئة، عناق لطيف، حلوى وذكريات لا تُنسى... ليس بحثًا عن الشهرة، بل عن الانتماء. الكلمات العربية تمدّ صداها عبر الثقافات لتؤكد أن للأدب صوتًا إنسانيًا عالميًا. "حول ما ينتظره القارئ بين الصفحات، يضيف: "أتمنى أن يجد القارئ فضولًا يقوده إلى التأمل، وعاطفة تحرك قلبه، ورغبة في اكتشاف ذاته. لحظة الإمساك بالرواية تبدأ رحلته الخاصة كما بدأت رحلتي أنا." ويعتبر هذا العمل علامة فارقة في مسيرة رقيعة الإبداعية، حيث تتدفق الروحانية والفلسفة بسلاسة داخل سرد حديث: "أردت أن أُظهر أن الواقعية والعمق يمكن أن يتعايشا، وأن الرواية العربية الحديثة قادرة على حمل عبير الروح بينما تلامس نبض الحياة." ويشير إلى أن أكبر تحدٍ كان الحفاظ على التوازن بين القرب من القارئ والجوهر الفلسفي للرواية: "الصعوبة كانت في إبقاء القصة حيّة مع الاحتفاظ بفلسفتها." تنطلق الرواية من أسئلة أزلية حول الموت والروح، والحقيقة والعدالة، وقوة الإنسان أمام المجهول. شبح شفاف ليست مجرد حكاية، بل عطاء للقارئ: "لا أريد فقط أن أروي قصص الفساد أو أسرار البحر، بل أن أترك مرآة في قلب القارئ، يرى فيها روحه وفناءه." في المعرض، ستُعرض أيضًا أعماله السابقة مثل مامبا سوداء وخواطر وترحال، إلى جانب دراساته الفلسفية والقانونية المترجمة لعدة لغات، مؤكدًا أن كل كتاب يمثل امتدادًا لنفس الطريق وحوارًا مستمرًا بين الإنسان والعالم.يرى رقيعة أن شبح شفاف توحّد الفن والقانون والرحمة في رؤية إنسانية واحدة: "كل كلمة تحمل مسؤولية أخلاقية تجاه الحياة والآخرين." بالنسبة له، الإطلاق مجرد ومضة ضوء قصيرة، بعيدًا عن الشهرة، لأن العلاقة بين القارئ والكلمة هي ما تبقى: "بعد هذا، أتمنى أن أقدّم الرواية بلغات جديدة وأواصل رحلتي الأدبية والفكرية، كاشفًا عن مفاجآت جديدة." يختتم رقيعة بتأمل عميق: "ليست مجرد رواية، بل انعكاس لصراع الروح بين الحياة والموت، حيث تتشابك الأسطورة بالواقع لتذكّرنا بأن الحقيقة أعمق مما تراه العيون."